فلسطين أون لاين

​أسس مشروع "اعزف في بيتك"

كنعان الغول.. ناشر الموسيقى في القدس

...
صورة أرشيفية لكنعان الغول
غزة /القدس - عبد الرحمن الطهراوي

قبل 17 عامًا كان المقدسي كنعان الغول يخرج من منزله في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، يومًا بعد الآخر للتدرب على الآلات الموسيقية، ولكنه اليوم يقود بنفسه مشروعًا تدريبيًا يهدف إلى تعليم الموسيقى ونشرها بين الأجيال كثقافة ولغة حوار.

التحق الغول (25 عامًا) بمعهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى وهو ابن الثمانية أعوام، وهناك اكتسب أسرار الموسيقى وطور من قدراته الذاتية في العزف على العود والإيقاع والكمنجة والناي إلى أن تخرج من المعهد عام 2012 بسجل حافل من الإنجازات.

وعن هويته وشفعه بالموسيقى منذ الصغر، تحدث: "كانت العائلة وتحديدًا والدتي مصدر إلهام وتشجيع لي على تطوير موهبتي في الموسيقى منذ سنوات الطفولة الأولى عبر التسجيل بمعهد إدوارد سعيد، مستفيدًا في الوقت نفسه من أن أعمامي وأخوالي هم من مُمارسي الموسيقى والفن عمومًا مما انعكس عليّ بالإيجاب".

وأضاف الشاب العشريني لصحيفة "فلسطين": "كنت أتدرب في بداية الأمر لنحو ساعة يوميًا ثم ساعتين؛ واليوم أصبح العزف بمثابة عادةٍ يومية لا يمكن التخلي عنها، فهجر العُود لفترة ما قد يؤثر سلبًا في مرونة أصابع اليدين"، معتبرًا الموسيقى بمثابة لغةٍ عالمية تتجاوز كل القيود.

وخلال السنوات التي قضاها المقدسي كنعان داخل المعهد، تمكن من حصد ألقابٍ متعددة ونال لثلاث مرات متتالية جائزة "مارسيل خليفة" على مستوى الأراضي الفلسطينية، إلى أن أنهى دراسة الثانوية العامة (التوجيهي) قبل أن يسجل في جامعة بيرزيت بمدينة رام الله تخصص "تربية اجتماعية".

ولما سألناه عن سبب عدم دراسته للفن، أجاب: "في الحقيقة كان لدي مفهوم قاصر حول الدراسة الأكاديمية للموسيقى أو كما يقال بالعامية "ما بتطعمي خبز"، ولكن بعد إتمام ثلاث سنوات في بيرزيت قررت ترك الجامعة واللجوء إلى التسجيل بأكاديمية القدس للفنون وهذا ما حصل بالفعل".

وتابع: "أمضيتُ السنوات الدراسية الجامعية هكذا دون معنى، حتى شعرت في لحظة عابرة أن على الإنسان أن يختار ما يحب أولًا وأخيرًا دون أن ينظر لأي اعتبارات أخرى، لذا سجلت في الأكاديمية وأنا في قمة العطاء والتفاؤل، إلى أن تخرجت بعد عامين بنجاح مع رصيد هائل من الخبرات".

وفور تخرج الغول بادرَ برفقة ستة من أصدقائه إلى تأسيس وإطلاق مشروع فني حمل عنوان "اعزف في بيتك" بهدف مساعدة الراغبين في تعلم الموسيقى من جميع الفئات العمرية والمجتمعية.

ومنذ إطلاق المشروع، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى مدينة القدس المحتلة، تمكن الغول ورفاقه من تعليم الموسيقى لنحو 60 فردا، كان في مطلعهم رجل بمنتصف عقده الخامس، أبدى رغبته بتعلم العزف في ظل عدم قدرته على التسجيل بالمعاهد المتخصصة.

مسيرة الغول في نشر الموسيقى بين أفراد المجتمع لا تسير دون معيقات، فمضايقات الاحتلال غير المبررة تعد العائق الأكبر بجانب ضعف التمويل، وعن ذلك قال: "هناك رقابة مشددة على طبيعة المحتوى المقدم في الفعاليات الفنية، وكذلك يوجد خشية من المشاركة في بعض المهرجانات التي قد تحمل أهدافًا خفية غير وطنية".

وفي ذات السياق يحكي الغول كيف اقتحمت قوة إسرائيلية في مطلع الشهر الجاري منصة فعالية فنية قبيل بضع دقائق من انطلاقها؛ بحجة أن حشد الجماهير الذي كان يترقب بشغف انطلاق أولى الفقرات بمثابة تجمع إرهابي يهدد الأمن العام في مدينة القدس المحتلة.