الكثير من الأحداث والمجريات تذكرنا بالوفاء والأوفياء رغم سيطرة وباء كورونا على المشهد، لكن من الصعب تجاوز العديد من المناسبات والأحداث التي يترابط تاريخها مع واقعنا، في ربط للوقائع، والأحداث والأشخاص، لكن تبقى المبادئ والقيم التي تمر على التاريخ ويحملها أشخاص يخلدهم بكلمات من نور.
تمر هذه الأيام ذكرى حدثين مهمين لشخصين يمثلان أيقونة للنضال الفلسطيني وهما ذكرى استشهاد خليل الوزير (أبو جهاد) القيادي الفتحاوي البارز، وأحد قادة الانتفاضة الأولى عام 1988، وذكرى استشهاد أسد فلسطين عبد العزيز الرنتيسي عام 2004، وقد مثلا نموذجًا من النضال الفلسطيني الوحدوي، قاتلا الاحتلال الإسرائيلي بشراسة وتمسكا بسلاحهما حتى الرمق الأخير، حيث قاتل الأول بمسدسه حتى وفاته، ووقف الثاني شامخًا أمام تهديدات الاحتلال باغتياله، واختار طريقة استشهاده بطائرة الأباتشي، بعد أن نجا في المرة الأولى، وقاد الأول فتح في مشروعها المقاوم، في حين قاد الثاني حركة حماس في مشروعها المقاوم في حينه.
استحضار هؤلاء الأبطال هو جزء من الوفاء للنضال الفلسطيني في تاريخه الحديث، وسيرًا على نهجمها في مقاومة الاحتلال، وما اختطه الرنتيسي عندما أشهر سلاحه في وجه الاحتلال قائلًا: هذا هو الطريق.
المناسبة الثانية هي يوم الأسير الفلسطيني، فالأسرى اتحد الشعب الفلسطيني خلف قضيتهم، والقتال في سبيل الإفراج عنهم، وأن الوفاء للإنسان المقاتل الأسير هو وفاء للوطن والقضية التي اعتلقوا في سبيلها، بل أبعد من ذلك، بتنفيذ عمليات متسلسلة لاختطاف الجنود والمستوطنين لمبادلتهم بالأسرى، وآخرها صفقة وفاء الأحرار التي نفذتها حركة حماس، وبعدها عمليات خطفها للجنود الأربعة خلال عام 2014.
المبادرة الفلسطينية التي طرحها رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار بالإفراج عن بعض الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال مقابل معلومات عن الأسرى والمفقودين الإسرائيليين في غزة، هي وفاء فلسطيني للأسرى في ظل ظروف إنسانية صعبة والتهديد بانتشار وباء كورونا في السجون، لكن الوفاء هو جزء من الواجب الفلسطيني نحو من أفنوا أعمارهم وزهرة شبابهم في مقاومة الاحتلال، وداخل سجون الاحتلال، وفي يوم الأسير الفلسطيني وذكرى الوفاء للشهداء القادة، ستتواصل مسيرة النضال الفلسطيني بأوجه عدة، حتى نيل الحقوق الفلسطينية وانتزاعها من أنياب الاحتلال، ووفاءً لنهجم الشهداء القادة، والأسرى الأحرار.