فلسطين أون لاين

بكمامته المطرزة.. أحيا القواسمي التراث الفلسطيني وأزعج الاحتلال

...
غزة- جمال غيث

ينهمك عيسى القواسمي، في صناعة كمامات مطرزة بالتراث الفلسطيني، الذي يمثل الهوية والعمق التاريخي والحضاري، للوقاية من فيروس "كورونا".

ويستغل القواسمي، المقيم في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، فترة الحجر المنزلي، لصناعة وحياكة كمامات مطرزة، تؤكد على الهوية الوطنية الفلسطينية والتمسك بالأرض، بمحله التجاري وسط المدينة.

وأضفى القواسمي، على الكمامات طابعا جماليا يعزز الانتماء لفلسطين، وحب الوطن إلى جانب توعية المواطنين بأهمية ارتدائها خاصة في ظل أزمة "كورونا"، ومحاولة منه لكسر حاجز الخجل من ارتدائها أثناء التنقل.

ولاقت فكرة القواسمي، إقبالًا واسعًا من المواطنين في مدينة القدس المحتلة، الذين تهافتوا على طلب شرائها، وارتدائها في محاولة منهم للتأكيد على عروبتهم وتمسكهم بالأرض.

ويشير القواسمي لصحيفة "فلسطين" إلى أن فكرة صناعة الكمامة نشأت عند حضور صديقة المقدسي حسام أبو عيشة لزيارته، ولم يكن وقتها يرتدي الكمامة، مضيفًا: "فشرعت بحياكة كمامة مطرزة نالت على إعجابه والتقط لنفسه صورة ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ثم بعدها انهال الطلب عليها.

ويضيف: "أعمل بشكل مستمر على تطوير الكمامات وإضافة بعض اللمسات الفنية عليها كإضافة ألوان الكوفية الفلسطينية، وبعض الورود والمطرزات التي تعبر عن فلسطين.

ويلفت إلى أنه تمكن من صناعة الكمامات بإمكانيات بسيطة جدًا، مؤكدًا أن جميعها متوفر في السوق المحلي وبأسعار زهيدة، متمنيًا أن تكون تلك الكمامة باعثة للبهجة والأمل والفرح بين الناس، لما تحمل من معان تؤكد على الانتماء إلى الوطن والقدس.

ولم ترق الكمامة المطرزة التي تجسد الكوفية، وبعض المطرزات الفلسطينية، لسلطات الاحتلال الإسرائيلي التي أوقفت مرتديها ونزعتها، وفق ما يقول حسام أبو عيشة.

ويشير المقدسي أبو عيشة لصحيفة "فلسطين"، إلى أن سلطات الاحتلال أوقفته قبل أيام خلال توجهه لجلب طعام الافطار لعائلته التي تقطن في المدينة المقدسة لارتدائه كمامة تحمل ألوان الكوفية الفلسطينية.

ويفتخر أبو عيشة، بارتدائه كمامة تحمل ألوان الكوفية والتي تؤكد على التراث والهوية الفلسطينية التي يعتز بها الكل الفلسطيني.

وتحمل الكمامات التي يحيكها، القواسمي، رموزا تراثية مختلفة كالكوفية والثوب الفلسطيني، التي تعبر عن التشبث بالوطن واحياء الإرث الحضاري التي يسردها التاريخ الفلسطيني.

واتخذت سلطات الاحتلال مؤخرًا، سلسلة إجراءات تقيد حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية كمنع التنقل بين الأحياء واعتقال ومصادرة من يرتدي الكمامات خاصة المطرزة والتي تحمل ألوان الكوفية الفلسطينية.