فلسطين أون لاين

الاحتلال يتخذ إجراءات لتقييد حركة المقدسيين بحجة "كورونا"

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة _ جمال غيث:

اتخذت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا، سلسلة إجراءات تقيد حركة المقدسيين في محاولة منها لخداع وتضليل العالم بزعم قيامها بمنع انتشار فيروس كورونا في أوساط المقدسيين.

لكن في حقيقة الأمر توضح أن سلطات الاحتلال شددت من إجراءاتها ونصبت الحواجز وعزلت الأحياء الفلسطينية في شرقي القدس وقيدت حركة تنقل الفلسطينيين، وتعتقل وتصادر من يرتدي الكمامات؛ لنشر الوباء في صفوف المقدسيين؛ لإشغالهم بمواجهة الوباء ليسهل على الاحتلال التغول على الأراضي الفلسطينية، وفق متحدثين.

واقتحمت شرطة الاحتلال مساء أول أمس، المركز الطبي في بلدان سلوان بالقدس المحتلة، والمعد لإجراء فحصوات فيروس كورونا، في ظل ملاحقة النشطاء وقمع المبادرات المقدسية للحد من انتشار الفيروس.

إخفاء المعلومات

ووصف عضو المجلس الثوري لحركة فتح حاتم عبد القادر، الأوضاع في شرقي القدس المحتلة بأنها "مأساوية" بسبب تفشى وباء كورونا، إذ تضيق سلطات الاحتلال قبضتها على المقدسيين، وعلى كل الجهود التي تقوم بها المؤسسات والفعاليات الوطنية والإسلامية لتوعية المواطنين لاحتواء كورونا.  

وأكد عبد القادر، وهو عضو مجلس الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، لصحيفة "فلسطين"، أن سلطات الاحتلال لا تفصح عن الأعداد الدقيقة للمصابين بالفيروس شرقي القدس.

وقال: إن الاحتلال يحاول دمج أعداد المصابين في شرقي القدس مع المصابين غربي القدس؛ ما نجد صعوبة في تحديد عدد المصابين، مشيرًا إلى أنه تُستقى المعلومات عن أعداد المصابين بالفيروس من المواطنين وبعض الطواقم الطبية وبعض المؤسسات الفلسطينية العاملة بالمدينة، لكن هذه المعلومات ليست دقيقة.

وأضاف: "كما ويرفض الاحتلال إجراء الفحوصات الكافية للمواطنين في شرقي القدس بهدف الكشف عن المصابين بفيروس كورونا، رغم افتتاح ثلاثة مراكز طبية موزعة شرقي المدينة المقدسة"، مستدركا " هذه المراكز لا تستوعب فحص عدد كبير من المواطنين"، مشيرًا إلى أنه تم فحص نحو 2500 من فلسطيني يعيشون خلف الجدار من أصل 200 ألف للكشف عن عدد الإصابات.

مراكز طبية

وأكد عبد القادر، أن سلطات الاحتلال ترفض حتى اللحظة إنشاء مراكز طبية لفحص القاطنين في أحياء مخيم شعفاط الخمسة "مخيم شعفاط، راس خميس، عناتا الجديدة، ضاحية السلام وراس شحادة"، وأحياء كفر عقب الأربعة "كفر عقب، سميراميس، المطار وصغير"، كما ترفض السماح لوزارة الصحة الفلسطينية للوصول إلى تلك المناطق وفحص سكانها للوقاية من كورونا.

وحذر عبد القادر، من كارثة صحية وإنسانية ستحدث لسكان أحياء مخيم شعفاط وكفر عقب، بسبب حالة الاكتظاظ السكاني هناك، ولعدم توفر الرعاية الصحية المناسبة لسكانها.

وذكر أن سلطات الاحتلال تواصل منع أي مركز طبي فلسطيني لتقديم خدمات للسكان، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت أول أمس، المركز الطبي المعد من لجنة الطوارئ في بلدة سلوان بالقدس المحتلة، وتم تسليم مسؤولة قرار بتسليم نفسه، ما يؤكد أن الاحتلال يستهدف المواطنين شرقي القدس رغم تفشي الوباء.

وأكد أن الاحتلال يعزل عزلًا شبه كامل المناطق التي يسكنها المستوطنون في حين يهمل الأحياء الفلسطينية داخل مدينة القدس، مضيفًا أن الاحتلال يواصل التمييز بين السكان ويحرم الفلسطينيين من التزود باحتياجاته.

إجراءات عنصرية

بدوره، أكد المختص بشؤون القدس والمسجد الأقصى جمال عمرو، أن سلطات الاحتلال زادت من إجراءاتها العنصرية بحق مدينة القدس والمقدسيين وعزلت الأحياء الفلسطينية عن بعضها بعضًا لمنع نقل الفيروس كورونا للأحياء التي يسكنها المستوطنون.

وقال عمرو لصحيفة "فلسطين": أزمة كورونا، أدت لتغول الاحتلال على المدينة المقدسية والمقدسيين في محاولة لدفعهم لمغادرة المدينة وإحلال مستوطنين مكانهم، وعزل المدن والأحياء المقدسية عن بعضها ونصب الحواجز التي تمنع المستوطنين من الوصول لها، ورعاية المستوطنين، وإغفال المقدسيين وعدم إجراء الفحوصات الطبية لهم أو إقامة مراكز صحية لفحصهم.

ورأى أن جائحة كورونا بمنزلة الفرصة الثمينة التي كانت تنتظرها دولة الاحتلال للتغول على القدس والمسجد الأقصى المبارك وتوسيع المستوطنان في ظل انشغال العالم بمواجهة الوباء.

وبين أن الاحتلال عمد على إفشال محاولات الفلسطينيين للوقاية من الفيروس كاعتقال من يقوم بتعقيم الأحياء المقدسية، وإرشاد المواطنين بطرق الوقاية، إلى جانب إغلاق المؤسسات الطبية التي تقدم النصائح للمقدسيين وتزودهم باحتياجاتهم للوقاية من الفيروس؛ ما يؤكد تعمد الاحتلال في نشر الوباء بين المقدسيين.

ودعا الدول العربية ومنظمة الصحة العالمية للتحرك بشكل فوري لحماية أبناء الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية لهم في ظل الجرائم والانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق المقدسيين في ظل جائحة كورونا.

التعاون الإسلامي

بدوره أكد ممثل منظمة التعاون الإسلامي لدى فلسطين السفير أحمد الرويضي، أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الأولى في تفشي "كورونا" في شرقي القدس، بإهماله تقديم الخدمات اللازمة لحماية المقدسيين من هذا الوباء.

وأشار الرويضي، في بيان، أمس، إلى أن الاحتلال امتنع عن تعقيم الأحياء المقدسية ولم يقم بفتح مراكز لفحص المخالطين أو المشتبه إصابتهم، أو مراكز إيواء للمقدسيين المصابين أو الذين بحاجة إلى حجر، بل على العكس منع المبادرات الشعبية المحلية التي حاولت أن تحمي ذاتها وأحياءها من خلال لجان الطوارئ المشكلة من أطباء محليين ومؤسسات محلية وشعبية، واعتقل ونكل بكل من يعمل من أجل مواجهة جائحة "كورونا" من القيادات المحلية والشعبية واللجان.

وبين أن حالة سلوان تشكل نموذجا لسياسة الإهمال التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي، حيث الاكتظاظ السكاني فيها فيما يعرف بسلوان التاريخية التي تضم العديد من الأحياء، ويصل عدد سكانها إلى أكثر من 65 ألف نسمة، وهي مفتوحة على غربي القدس ومنذ اللحظة التي ظهرت حالات إصابة فيها لم يقم بإغلاق البلدة أو تقييد الحركة فيها.

وتابع ان المستوطنين يقتحمون سلوان يوميا، وقد يكون منهم من هو مصاب بفيروس "كورونا"، إضافة إلى أن حي باب المغاربة، وهو أحد أحياء سلوان الممتد لحي وادي حلوة قريب جدا من حائط البراق، حيث أغلب القادمين للمنطقة من المتدينين اليهود الذين ينتشر بينهم فيروس "كورونا"، وفقا للإحصاءات الإسرائيلية، ويشتبه أن هؤلاء ساهموا بشكل أو بآخر بنقل العدوى في بلدة سلوان.

وحول الاحتياجات العاجلة لمدينة القدس، أكد الرويضي أن الأولوية يجب أن تركز على الاحتياجات الطبية، وتشمل إجراء الفحوصات، وتقديم العلاج للمصابين، وتوفير مكان حجر للمقدسيين، مثمنا الجهد الذي تقوم به محافظة القدس وتجمع المؤسسات المقدسية والمبادرات الشعبية المختلفة في الأحياء، ودور شبكة مستشفيات القدس التي رغم أوضاعها المالية الصعبة تحاول بالإمكانات المحدودة المساهمة في حماية المجتمع المقدسي وتقديم الخدمات الطبية اللازمة لمصابي "كورونا".