شبان متطوعون يقودون دراجة هوائية "بسكليت" يوصلون "الكتب والقرطاسية" لبيوت مخيم دير البلح وسط قطاع غزة، لينشروا البهجة في نفوس الأطفال الذين لم يعد بمقدورهم الوصول للمكتبة لاستعارة الكتب، علها تعينهم على شغل وقت فراغهم في ظل الحجر المنزلي الذي فرضته أزمة "كورونا".
المتطوع في فريق "النخيل" في مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي مؤمن طومان بين أن المبادرة تنفذ بالشراكة مع مكتبة النشاط النسائي في دير البلح وقائمة على توصيل الكتب لبيوت الأطفال بدلًا من قدومهم للمكتبة.
وقال: "نستعير الكتب من المكتبة ونرفقها بقرطاسية أوراق وألوان وأقلام للرسم، ونغلفها بطريقة فنية ونعقمها ونوصلها لبيوت الأطفال الذين اعتادوا على الحضور للمكتبة بناء على أسماءهم من سجلات الإعارة.
وأضاف طومان: "نعمل كحلقة وصل بين الطفل والمكتبة نوصل الكتب ثم نعود لاسترجعاها بعد أن يقرأها ونحضر له كتباً أخرى مناسبة لسنه".
ولفت إلى أن العمل بالمبادرة بدأ الأحد الفائت بفريق مكون من خمس شباب، مبينًا أنهم لمسوا ردة فعل إيجابية من الأهالي الذين رحبوا بالفكرة كونها تسهم في تعبئة وقت فراغ أبنائهم.
وبين طومان أنهم يجوبون أزقة المخيم عبر الدراجة الهوائية للوصول إلى الأطفال الذين سُروا بهذه الخطوة، مستدركًا "حتى أن الكثير من الأطفال طالبوا بضمهم للفئة المستفيدة من النشاط وأعلنوا عن رغبتهم بقراءة القصص".
وأشار إلى أن من أهداف المبادرة إشراك الأهالي الذين يقضي أغلبهم وقته في المنزل في ظل الحجر المنزلي في القراءة مع أبنائهم، لتعزيز التواصل بين الأهل والطفل.
وقال طومان: "طالبناهم بإرسال فيديوهات حية من التفاعل بينهم وبين أبنائهم عند قراءة القصص أو استرجاع ما استفادوه منها وننشرها عبر صفحة المكتبة على الفيسبوك، وهناك إقبال ممتاز على ذلك".
ومن ضمن المبادرة التوعية بطرق السلامة من فيروس "كورونا" حيث يرُفق داخل الهدية رسالة ذات مضمون طفولي بطرق تعقيم المكتب والمستلزمات وغيرها من الأمور المهمة للوقاية.
ولفت إلى أن الحملة أطلق عليها "ولنا حياة" مكتوبة على "البسكليت" الذي يوصل الكتب للبيوت كساعي البريد، قائلاً: "لمسنا تطفلاً من قبل الأطفال ورغبة بالالتفاف حولنا بالأزقة لكننا نصر على إبعادهم للمسافة الآمنة، ونعطيهم إرشادات عن ضرورة عدم التجمع وكيفية الوقاية من كورونا أثناء تجوالنا في شوارع المخيم".
وأعرب طومان عن أمله بانضمام فرق شبابية ومكتبات أخرى للمبادرة لتوسيعها والوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين حيث يعمل القائمون عليها لتوصيلها للجميع.
حزن المكتبة
بدوره، بين أمين مكتبة البرامج النسائية في دير البلح أسامة فياض أن الفكرة انطلقت من رؤيتهم المكتبة وهي حزينة وخالية من روادها من أطفال المخيم الذين اعتادوا على المجيء لها كونها متنفسهم الوحيد.
وقال: "ارتأينا بالشراكة مع مؤسسة تامر توصيل الكتب لمنازل للأطفال الذين يعجزون عن الوصول إلينا بسبب حالة الطوارئ ويشعرون بالملل لعدم وجود مدارس، واخترنا البسكليت لكونه يستطيع الدخول في شوارع المخيم الضيقة".
وتابع: "لمسنا إقبالاَ كبيرًا وتسبب ذلك في صعوبة توفير القرطاسية للجميع حيث نتلقى اتصالات من جميع أنحاء القطاع يريدون أن نوصل لهم الكتب".
وأضاف: "سنعمل على تطوير المبادرة، ونتمنى أن تنضم مؤسسات أخرى لتوفير مستلزمات القرطاسية والهدايا للأطفال".
وبين أن الفيديوهات التي يرسلها الأطفال وذويهم لصفحة المكتبة تبين سعادتهم الغامرة بهذا النشاط وإقبالهم الكبير عليه من خلال اتصالاتهم الدائمة معنا.