فلسطين أون لاين

"كورونا".. فرصة الأمهات لقضاء أجمل الأوقات مع الأبناء

...
صورة تعبيرية
غزة _ فاطمة الزهراء العويني:

أدخلت حالة الطوارئ المعلنة في الأراضي الفلسطينية بسبب وباء "كورونا"، المجتمع الفلسطيني في مرحلة "نادرة" لاجتماع الأسرة الواحدة داخل المنزل في آن واحد.

ورأت زينب أبو العوف (ربة منزل) أن الواقع الاجتماعي الجديد "مرهق جدا".

وتقول أبو العوف لصحيفة "فلسطين": كنتُ أحرص بداية كل عام دراسي أن يكون أبنائي بنفس الدوام سواءً كان صباحيًا أو مسائيًّا قد يتسنى لي الفرصة لقضاء وقت استرخاء بمفردي فيما يكون زوجي في عمله كسائق أجرة.

وتضيف: في ظل حالة الطوارئ اليوم بات عمل زوجي "شبه منعدم" فأصبح يقضي معظم وقته في المنزل برفقة الأبناء، "وأجد نفسي في دوامة من الطلبات التي لا تنتهي صباحا ومساء".

وتعبر أبو العوف (أم لستة أطفال) عن حالة الإرهاق الشديد، وتمنت أن تنتهى حالة الطوارئ وأن تعود الحياة لطبيعتها.

ولا يختلف الحال كثيرا، فالمعلمة إيمان شبير وجدت نفسها أمام واقع جديد قلب نظام حياتها رأسا على عقب، وتقول: "رغم عملي المرهق إلا أنني كنتُ أخرج مع صديقاتي أو أقضي وقتا منفردا في التسوق أو التنزه بينما يكون طفلي الصغير في الحضانة وإخوته الثلاثة في المدارس".

وتضيف شبير: اليوم أجد نفسي أمام واقع جديد فـ"الإجازة الصيفية قد بدأت باكراً وزوجي المدرس متواجد في المنزل طوال اليوم، وأطفالي يحومون حولي ولا أجد وقتا للراحة".

وتشير إلى تراكم الأعباء المنزلية عدا عن تعطل الحياة المعيشية في الخارج، خشية العدوى بالفيروس العالمي.

فرصة خاصة

لكن الأخصائية النفسية والاجتماعية نادية أبو سرية، عدت الواقع الاجتماعي الجديد "فرصة نادرة" لالتقاء أفراد الأسرة مع بعضهم البعض، وخاصة النساء العاملات اللاتي قد لا تتكرر فرصة حصولهن على إجازة مدفوعة الراتب لاحقا.

وتقول أبو سرية: "إذا ما آمنت الأمهات بهذا المبدأ فإنهن سيستطعن استغلال الفترة الحالية بالشكل الأمثل للتقرب من أبنائهن وأزواجهن بشكل أفضل".

وتضيف: قد يشعر الإنسان بالملل، لكن هناك فرصة لإشراك الأبناء في الأعمال المنزلية خاصة أننا مقبلون على شهر رمضان المبارك.

وتقترح على الأمهات استغلال الوقت بتعليم الأطفال تلاوة القرآن الكريم من خلال الانترنت، وعقد حلقات نقاش لاستنباط الأفكار بخصوص شهر رمضان وغيره من المناسبات أو مناقشة كتب يقرأها الأطفال.

أما البيوت التي يوجد فيها حدائق فيمكن للأم – وفقاً لأبو سرية – أن تتقاسم وأطفالها تنظيف الحديقة والعناية بالنباتات وزراعة أشجار جديدة.

وشددت أبو سرية على ضرورة استثمار الفترة الحالية بعقد جلسات عائلية لمناقشة الأمور التي تهم العائلة، وترك فرصة للأبناء للتعبير عن مشاعرهم وهمومهم، قائلة: "بهذه الطريقة يمكن تحويل الضغط الذي تمر به النساء حاليا إلى طاقة إيجابية".

وترى الأخصائية الاجتماعية في تواجد الأزواج داخل المنازل فرصة لإدراك حجم الإرهاق الذي تشعر به الزوجات والمعاناة في ترتيب أمور المنزل والاهتمام بالأبناء الأمر الذي سيجعلهم أكثر استجابة لمساعدتهن في الأعمال المنزلية.