فلسطين أون لاين

عودة إلى الحياة البسيطة

 

تهتم دول العشرين الكبيرة اقتصاديا بدراسة وتحليل نتائج تداعيات كورونا على الاقتصاد، والتجارة العالمية، وتحاول دراسات الأغنياء هذه دراسة مستقبل الاقتصاد، وتأثيراته على المدخولات المالية لدولهم، وهل العالم ذاهب نحو كساد اقتصادي، أم أن ما يقال عن الكساد كذبة يقصد منها زيادة ربح الدول الغنية؟!

بلادنا فلسطين المحتلة، حررها الله وحرس أهلها، لا تملك اقتصادا كبيرا حتى تشغل نفسها بهذه الدراسات، وتأثيراتها على الاقتصاد الفلسطيني. ما عندنا من الاقتصاد ربما تضرر بجائحة كورونا، وحالة الإغلاق التي يعاني منها العالم، ولكن ضررنا محدود، إذا قيس اقتصادنا باقتصاد دولة كبيرة في أوروبا. وكان فضل الله علينا كبيرا.

الغنى نعمة، والفقر نعمة. قد يغتر الغنيّ بغناه فيظلم نفسه بظلم غيره، أو بمنع زكاته، فيحاسب على ذلك حسابا عسيرا، والفقير لا حساب عليه من هذه الناحية لأنه لا يملك المال الذي يوجب الزكاة. ذاك يقع، وهذا ينجو . وفلسطين ناجية بإذن الله، فهي مظلومة، ولا تملك مالا. غير أنها غنية بدينها وأخلاق شعبها، ومن ثم فإن حديثها يقع بشكل كبير في التداعيات الاجتماعية، وإعادة النظر فيها.

الزواج كان بحاجة لصالات أفراح، ووليمة غداء كبيرة، وسيارات نقل المعازيم، وكروت فرح، وبهرجة ملابس، وخلاف ذلك مما تصل كلفته إلى ما يزيد على ألفي دينار، وكانت الأسر والعوائل تتنافس في هذه الأمور، فتصل أجرة بعض الصالات إلى ثلاثة آلاف دولار. اليوم كورونا قال للفقير وللغني لا داعي لهذه المصاريف،( ووفرها يا عريس كورونا) لمصالح بيتك ومستقبلك، ولا تغرق نفسك وعروسك في الديون.

قال المجتمع هذا جيد، ولكن هل سنأخذ بسنة التوفير هذه إذا ما حرر الله صالاتنا ومجتمعنا من كورونا، أم ستعود حليمة لعادتها القديمة؟!. إنه إذا كان اقتصاد العالم لن يعود إلى ما كان عليه قبل كورونا فيجدر بنا أن لا نعود إلى عاداتنا الاجتماعية التي ثبت أنه يمكننا الاستغناء عنها دون ضرر.

في الماضي تجاوزنا بساطة الحياة، ودخلنا في تعقيداتها وزينتها، واليوم أعادنا الله إلى بساطة الحياة، ونجانا من الديون وبهرجة الأفراح. وهذه البساطة كنز من كنوز الحياة الزوجية التي لا تقدر بثمن، فهل نتقبل هذه العودة الحميدة، ونحافظ على بساطتها، ونشكر الله؟! أم ...

نعم نحن في فلسطين بحاجة إلى أن نراجع كثيرا عاداتنا ونفقاتنا في المناسبات، لكي نحسن توجيهها فيما يفيدنا في الباقية، وقد سررت من عريس أخرج تكاليف الصالة والغداء والمواصلات في شكل كوبونات ووزعها على فقراء حيّه. وهذا لعمري هو المراد، وهو الأفضل.