قائمة الموقع

شركة في جنين تنتج غرفة تعقيم آلية لمجابهة "كورونا"

2020-04-11T16:29:00+03:00
وكالة صفا

على مدى أيام متواصلة عمل مهندسو شركة الجلبوني الصناعية في مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة بلا كلل على ابتكار غرفة تعقيم آلية لمواجهة انتشار جائحة كورونا (كوفيد-19)، حتى نجحوا في ذلك.

وبدت السعادة على وجه مالك الشركة نعيم الجلبوني وهو يشاهد تركيب أول غرفة تعقيم من إنتاج شركته على مدخل مؤسسة صحية، رغم شح الإمكانيات لمواجهة الفيروس المستجد.

وتقوم فكرة الغرفة على رش مادة التعقيم التي وضعت وفقًا لمواصفات وزارة الصحة، بمجرد دخول الشخص إليها. ويجري وضعها أمام أماكن التجمع لاستخدامها أثناء الدخول والخروج إلى المكان.

وما أن أعلن عن نجاح فكرة الغرفة حتى وجدت طريقها إلى الخدمة قرب المعابر ومداخل المراكز الصحية والبلديات وغيرها سيما وأن التعقيم هو الأداة الفعالة الأولى في مواجهة الفيروس.

ويقول الجلبوني إن مهندسي الشركة لم يقفوا مكتوفي الأيدي وهم يرون شح الإمكانات بفعل الواقع بمواجهة كورونا وبادروا كما أبناء المنطقة للاعتماد على الذات، فمنهم من ابتكر جهاز معقم تيربو وآخرون سعوا لتطوير جهاز تنفس صناعي.

ويضيف الجلبوني لوكالة لـ"صفا": "نحن فكرنا كيف يمكن أن نقدم شيئًا ما من إنتاجنا يقلل من انتشار فيروس كورونا حتى وصلنا إلى إنتاج هذه الغرفة التي لم ينتج مثلها في المنطقة".

الأولى في المنطقة

ويشير إلى أن مهندسي وفنيي الشركة استغرقوا ثلاثة أيام متواصلة من العمل المجهد حتى أنتجوا أول غرفة منها، مبينًا أن الشخص الذي يدخل فيها يجري تعقيمه ذاتيًا وبالتالي يكون دخوله وخروجه من المكان آمنا.

ويوضح الجلبوني أنها باتت وسيلة فعالة للتعقيم السريع في أماكن تجمع الناس، وأن شركته أنتجت عددًا منها ووزعتها مجانًا على عدة مؤسسات مثل مديرية الصحة وغيرها كجزء من مسئوليتها الاجتماعية بهذه المرحلة الصعبة.

ويلفت إلى توريدهم بعض الغرف بأسعار محدودة بالكاد تغطي أجور العمال وثمن مواد مستخدمة، مبينًا أن الربح ليس هدفًا لهكذا إنتاج، فـ"الجميع مطالب بالمساهمة ما أمكنه في التخفيف من وطأة الأزمة، ونأمل أننا قدمنا شيئًا مفيدًا لشعبنًا".

المشرف على طاقم العمل غسان الجلبوني يؤكد أن إنتاج الغرفة واجه صعوبات منها ندرة معدات لازمة نتيجة عدم توفر بعض الأجهزة الكهربائية والأدوات المستخدمة في التصنيع خاصة وأنه جرى بفترة حالة الطوارئ ووقف الحركة وصعوبة توريد أجهزة من دول أخرى إلا أننا تغلبنا على ذلك.

ويتوافق مع سابقه في قوله إن "الربح ليس بوارد الشركة من هكذا منتج، وبالتالي فهو ليس احتكارًا بل فكرة مفتوحة للجميع ونحن سعداء بذلك لأن الهدف إنقاذ حياة الإنسان وحمايته وليس توفير سلعة تدر أرباحًا بهذه المرحلة الصعبة".

وكانت مديرية الصحة في جنين هي أول من استلمت غرفة التعقيم التي أنتجتها مجموعة الجلبوني، ثم توالى بعد ذلك إنتاجها وتوريدها.

مدير صحة جنين وسام صبيحات يقول إن فكرة الغرفة ريادية، وساهمت في التقليل من الجهود والتكاليف المبذولة للتعقيم، وهي عملية ضرورية ومستمرة في هذه المرحلة.

ويشير إلى أن "المجتمع الفلسطيني بمثل هذه المبادرات يكشف عن قوته وقدرته على الإبداع بوقت الأزمات، وهي عوامل هامة لتعزيز الصمود والخروج منتصرين من هذه الجائحة".

 




 

اخبار ذات صلة