مجددًا تتلكأ السلطة في رام الله في تحقيق مصلحة شعبنا الفلسطيني، في إتمام المصالحة الوطنية والوحدة في مواجهة فيروس "كورونا" رغم المرونة الكبيرة التي أبدتها حركة حماس في هذا المجال.
وألقت حركة حماس، وفق محللين، الكرة في ملعب حركة فتح لتحقيق المصالحة والوحدة لمواجهة أزمة "كورونا" رغم حالة التضييق والحصار التي تمارسها الأخيرة ضد قطاع غزة، ومواصلة الاعتقال السياسي في الضفة الغربية والتضييق على "حماس" في الداخل والخارج.
وأجرى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الأحد الماضي، اتصالًا هاتفيًّا برئيس الوزراء محمد اشتية، للتباحث في تداعيات انتشار فيروس "كورونا"، مشددًا على ضرورة وحماية شعبنا من أي خلافات سياسية.
قرارات جدية
ويرى المحلل السياسي ناجي الظاظا، مبادرة هنية، للاتصال باشتية، يمكن أن تؤسس لمرحلة جديدة لتحقيق المصالحة في حال أقدمت السلطة على اتخاذ قرارات للتخفيف عن غزة في ظل جائحة كورونا.
ويشير الظاظا، لصحيفة "فلسطين" إلى أن جائحة "كورونا" تدفع الجميع للوقوف أمام مسؤولياته للتخفيف عن معاناة الشعب الفلسطيني، لافتًا إلى أن حركة فتح لا تزال تتلكأ في تحقيق المصالحة، مدللًا ذلك على مضيها قدمًا في مواصلة حصارها للقطاع وتضييق الخناق على الغزيين.
وتابع: "إن السلطة لم تتخذ حتى اللحظة أي مبادرات حقيقية لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة"، داعيًا رئيس السلطة ورئيس حكومته للإعلان عن وقف كل القرارات والإجراءات التي اتخذت ضد غزة، مضيفًا: "إن مبادرة هنية فرصة لحركة فتح يجب اغتنامها لتحقيق مصلحة شعبنا".
ويؤكد أن المصالحة القت بضلالها على الوضع الفلسطيني، وأن المطلوب من السلطة اتخاذ قرارات جدية كرفع إجراءاتها العقابية عن قطاع غزة، ووقف الاعتقال السياسي، وأن توفر احتياجات وزارة الصحة وتنصف موظفي القطاع.
موقف إيجابي
في حين وصف المحلل السياسي صلاح حميدة، مبادرة هنية للاتصال باشتية، خطوة جيدة لبدء الحوار والتعاون المشترك لمواجهة جائحة "كورونا" وفتح الباب مجددًا لتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام السياسي.
ويقول حميدة لصحيفة "فلسطين": "إن المبادرة تؤكد موقف حركة حماس الإيجابي ومضيها قدمًا في طريق تحقيق المصالحة، ليس من باب الضعف بل حرصًا على المشروع الوطني، وللتوحد في مواجهة كورونا".
ويضيف: "إن رئيس المكتب السياسي لحماس، ألقى الكرة في ملعب حركة فتح لاتخاذ خطوات متقدمة لتحييد الخلافات السياسية أمام مصالح الشعب الفلسطيني خاصة في ظل الأزمة التي يعيشونها بفعل جائحة كورونا".
ويرى حميدة أن المطلوب من السلطة وحركة فتح في هذه المرحلة تقديم خطوات إيجابية لإنهاء الانقسام والتنصل من الاتفاقيات الموقعة مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي وعلى رأسها اتفاقية "أوسلو" "التي تسببت بحالة الانقسام في الشارع الفلسطيني، والالتزام باتفاقيات المصالحة التي وقعت في السنوات الماضية" ووقف الاعتقال السياسي والتضييق على الحركة بالداخل والخارج.