دعا مختصون المواطنين لاستغلال فترة المكوث في البيوت خلال أزمة فيروس كورونا، في تقوية التواصل الأسري، وتعويد الأبناء على الالتزام بالتوجيهات والإرشادات.
وقال أستاذ علم النفس في جامعة الأقصى د. درداح الشاعر: إن توزيع الأدوار في البيت بشكل مناسب يجنب الأسرة العديد من المشاكل، فعلى الأم مثلًا أن تدير بيتها بطريقتها الخاصة، والمحافظة على نظافته، وعلى الأب أن يحضر اللوازم الضرورية إلى البيت.
وأضاف لصحيفة "فلسطين": على الوالدين العمل على إدخال السرور والفرحة على أبنائهم بدلًا من الخوف والجزع المنتشر، ودعاهم إلى استغلال مكوثهم في البيت كفرصة للتقرب إلى أبنائهم ومخالطتهم والتعرف عليهم بشكل أعمق، واستعمال أساليب تربوية فعالة، مع توجيههم إلى طرق الوقاية الفعالة.
وحثّ الآباء على توعية أبنائهم بأهمية المحافظة على النظافة الشخصية، وترك بعض العادات كالاحتضان والتقبيل والمصافحة، وتجنب الخروج من المنزل، كإجراءات احترازية للوقاية من انتقال فيروس "كورونا" للأسرة.
وشدد على ضرورة موازنة المواطنين بين مستلزمات السلامة الدنيوية، والمتطلبات الدينية من التضرع إلى الله والدعاء له بزوال هذا البلاء، داعيًا إياهم إلى التركيز فيما سبق دون الوقوع في حالة من الهلع والخوف.
متابعة الأبناء
ووجد المختص التربوي د. حمدان الصوفي، أن فترة الطوارئ التي يعيشها أهالي القطاع، هي فرصة جيدة لتقوية التواصل الأسري بين أفرادها، من خلال القيام بالنشاطات والاجتماعات التي تعزز الانتماء الأسري، الذي يعاني من الضعف بسبب الانشغالات الفردية.
وقال الصوفي لصحيفة "فلسطين": "نحن نحتاج في الوقت الحالي إلى إقناع الأبناء أنهم ليسوا في إجازة لأجل اللعب، إنما هي توقف وتعليق للدوام المدرسي لأجل الصحة العامة، مع تفعيل نظام التعليم عن بعد".
وحثّ الأهالي على متابعة تعليم الأبناء، وتعويدهم على التعليم الإلكتروني المعمول به حاليًا في القطاع، من خلال توجيههم إليه بنوع من التلطف والمشاركة معهم، والاندماج في تعليمهم مع توفير التحفيزات والجوائز لهم.
ويرى الصوفي، أن فترة المكوث في البيت قد تنعكس سلبًا، إن لم يتم تدارك الأمر، فلدى الأبناء طاقة بحاجة إلى تفريغها، من خلال تنظيم الوقت بين القراءة والترفيه، إلى جانب إقناعهم بخطورة التعرض للإصابة بهذا الفيروس، وتوعيتهم بخطورة هذا المرض.
وعدّ هذه الفترة مناسبة لتعويد الأبناء على الانضباط، واتباع التوجيهات والإرشادات خاصة المعلن عنها من الجهات المختصة، كغسل اليدين والاهتمام بالنظافة الشخصية وتجنب الخروج من البيت إلا للضرورة.
وأضاف أن هذه فرصة مناسبة للتربية الإيمانية للأبناء، وترسيخ اليقين في نفوسهم أن كل شيء يسير بقدر الله تعالى، وتعزيز إيمانهم بالقدر خيره وشره، وأن الدعاء والتضرع إلى الله سبيل للتخلص من أي سوء قد يصيبه إلى جانب الأخذ بالأسباب للوقاية من هذا الفيروس.
وذكر أن الوقت قد حان لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة فعالة بعيدًا على دائرة العبث، من خلال استخدامها في الاطمئنان على العائلة، ومتابعة الدروس التعليمية الخاصة بالأبناء.
من جهته، دعا الأخصائي الاجتماعي د. أحمد الرنتيسي، المواطنين للحد من التفاعل مع المناسبات والزيارات الاجتماعية بشكل مطلق، للتخفيف من التجمعات خشية تفشي فيروس "كورونا" ونقله إلى العائلة.
ونصح الرنتيسي أصحاب المناسبات أن يلتمسوا العذر للناس، لعدم مشاركتهم إياهم، فقطاع غزة يعيش حالة من الطوارئ، وعدم المشاركة فيها ينم عن الحب والاحترام المتبادل بين الطرفين، وخوفًا من انتقال أي عدوى.
وأشار لصحيفة "فلسطين" إلى انتشار حملات التوعية بالفيروس على مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام، داعيًا المواطنين إلى العمل بها، واتباع إجراءات الوقاية والسلامة المعلن عنها من طرف الجهات المختصة.
وطالب المواطنين بأن يكونوا على قدر المسؤولية في تحصين أنفسهم وعائلاتهم بسبل الوقاية، والتقرب من كبار السن ودعمهم نفسيًا واجتماعيًا، لأنهم أكثر عرضة للمرض من غيرهم لضعف المناعة لديهم.
ولفت الرنتيسي إلى انقطاع دخل العديد من الأسر التي تعيش على القوت اليومي بسبب حالة الطوارئ التي يدخل بها القطاع، داعيًا كل المواطنين إلى التكافل الاجتماعي والتعاون وتفقد الأهل والأقارب، وتقديم المساعدة لمن يحتاج إليها.