دعت صحيفة "هآرتس" العبرية إلى ضرورة تعامل (إسرائيل) جديًّا مع مبادرة قائد حركة حماس بغزة يحيى السنوار، فيما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن مفاوضات التبادل "تدار إعلاميا فقط".
وشدد "هآرتس" عبر مقالتها الافتتاحيّة، اليوم، على ضرورة تبني رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "الجانب الإنساني، وعدم استخدامه للأهداف السياسية الداخلية".
وقالت: إنّ حماس ستقدّم معلومات حول أوضاع الأسرى والمفقودين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من كبار السن ومرضى ونساء.
فيما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: إن حركة حماس تشعر بعدم جدية حكومة الاحتلال في تحريك مفاوضات تؤدي في النهاية لصفقة تبادل في هذه الفترة.
وذكرت الصحيفة على لسان مصدرين غير إسرائيليين، اليوم، أن حركة حماس تشعر بعدم جدية حكومة الاحتلال لتليين مواقفها نحو صفقة تبادل جزئية، لافتين إلى أن الرسائل تدار عبر الإعلام فقط حاليًا وليس عبر وسطاء.
وأضافت أنّ حركة حماس تسعى للإفراج عن الأسرى كبار السن والأسيرات مقابل معلومات عن مصير الجنود الأسرى، أو الإفراج عن واحد من الإسرائيليين المحتجزين في غزة "أبارا منغستو وهشام السيد"، وفق تقديرها.
ونقلت عن أحد المصادر قولها: إن هناك نافذة فرص ولكن حماس تشعر بأن الاحتلال لا يأخذ الأمور على محمل الجد، بينما نقلت عن مصدر آخر مطلع على صورة المفاوضات أن حماس سئمت المماطلة في هذا الملف وأنه على الرغم من محاولات إثارة القضية إلا أن الجمهور الإسرائيلي غير مبالٍ حالياً بهذه المسألة، ولا يمارس ضغطًا على حكومته لإبرام صفقة تبادل.
وكان رئيس حركة حماس بغزة يحيى السنوار، قال خلال لقاء تفاعلي عبر فضائية الأقصى: "يمكننا أن نقدم تنازلًا جزئيًا في ملف جنود الاحتلال الأسرى لدى الحركة مقابل إفراجه عن الأسرى الفلسطينيين كبار السن والمرضى والنساء والأطفال، كمبادرة إنسانية في ظل أزمة فيروس كورونا".
وفي السياق، عد الباحث في شؤون الأسرى رياض الأشقر، موقف حركة حماس من قضية الأسرى وتمسكها بتنفيذ صفقة تبادل مشرفة لتحريرهم، ليس جديدا.
وأكد الأشقر، في بيان، اليوم، أن مبادرة السنوار، أخيرا، دليل على تمسك حماس بتنفيذ صفقة تبادل، لافتا إلى أن موقف الحركة ثابت منذ عام 2014م وحتى الآن وهي مستعدة في أي لحظة للتباحث حول إتمام صفقة تبادل جديدة.
وقال: "الكرة الآن في ملعب الاحتلال"، لافتا إلى أن موقف حماس ثابت حول استعدادها لإتمام صفقة عبر وسطاء محايدين بشرط الإفراج عن أسرى صفقة "وفاء الأحرار" الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم بعد عملية الخليل يونيو 2014، للجلوس والتباحث في صفقة جديدة "إلا أن الاحتلال يرفض التجاوب مع جهود الحركة".
وأضاف أنه من الواضح أن الاحتلال غير مستعد حتى الآن لدفع الثمن الذى تطلبه المقاومة لمعرفة مصير جنوده المأسورين في غزة فقط، عوضا عن استعداده لدفع ثمن أكبر لعودتهم إلى ذويهم بتحرير آلاف الأسرى من سجونه.
ورأى الأشقر أن رئيس حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو يراوغ ويستغل هذه الورقة لتحسين وضعه السياسي في الصراع الدائر داخل دولة الاحتلال.
وأكد أن مبادرة السنوار، ليست جديدة في مضمونها، لكنها جاءت في "وقت وظرف استثنائي"، لافتا إلى أن حماس قامت قبل ذلك بإخراج فيديو لمدة دقيقتين للجندي "جلعاد شاليط" مقابل إطلاق سراح الأسيرات.
وتابع: "المشهد يعيد نفسه مرة أخرى بعرض من حماس بتقديم تنازلات محدودة قد تكون شبيهة بشريط الفيديو، لكن مقابل الإفراج عن الأسرى المرضى وكبار السن والأطفال في ظل انتشار جائحه كورونا التي تهدد حياة الأسرى".
وأكد الأشقر أن عودة الجنود المأسورين في غزة، مرتبط بمدى ضغط أهالي الجنود على حكومتهم، كونها هي التي ترفض عودتهم ولا تفكر أصلًا بهم وتستغل قضيتهم في الدعاية السياسية وكسب المواقف فقط.