اسمان يسطعان في عالم الإعلام هذه الأيام من البوابة الوطنية والعروبية، بل اسمان يشكلان تحولا مهمّا في قاموس النضال الإنساني في مواجهة الاحتلال والظلم والعدوان، والجديد في ذلك أنهما قد نالا الدعم الجماهيري الواسع.
ريما خلف مثلت المرأة العربية الحرة التي استطاعت أن تقول للأمين العام للأمم المتحدة الجديد أنطونيو غوتيريش لا، بل أكثر من ذلك حينما صفعت وفضحت الأمم المتحدة عندما اعتبرت موقفها المنحاز للاحتلال بأنه معادٍ للقيم الإنسانية والنفس السوية.
المناضلة التي تولت المدير التنفيذي لمنظمة الإسكو فضحت الاحتلال في تقرير المنظمة الأممية الذي وصف ممارسات الاحتلال بالعنصرية والسياسات القائمة على الانتقام والتهجير، وهو ما أغضب الاحتلال والأمم المتحدة التي كالعادة تصبح يدا طيعة له ومدافعا عن جرائمه كما حدث في كافة التقارير السابقة.
استطاعت ريما خلف أن تبرهن أن هناك من يمتلك الشجاعة للوقوف في وجه الانحياز للاحتلال وفضح ممارساته مهما كان الثمن، والانتصار للأبرياء ولحقوق الإنسان، ويصبح الفرد هو القوة الأخلاقية في الدفاع عن الإنسانية بعد أن فشلت المؤسسات والهيئات التي تدعي دفاعها عن حقوق الإنسان.
الصوت الحر الثاني الذي فضح الولايات المتحدة كما فعلت ريما خلف هو أحلام التميمي الأسيرة المحررة والمناضلة الفلسطينية التي قاومت الاحتلال بشجاعة، وتحملت الأسر ما يزيد على 10 سنوات، وهو ما لم يكفِ الاحتلال ليطاردها عن طريق المؤسسات الدولية والولايات المتحدة لمحاكمتها على مقاومتها الاحتلال.
أحلام التميمي اسم لامرأة فلسطينية وعربية يضاف لقائمة النساء الأكثر تأثيرا بمقاومتها للاحتلال، حيث تتجند الولايات المتحدة والاحتلال لمطاردتها مجددا عبر ما تسمى الشرطة الدولية، وهي مؤسسات تقدم خدماتها فقط للاحتلال، وفي نفس الوقت الذي تتستر فيه على المجرمين الصهاينة مثل نتنياهو وليبرمان وجينتس وليفني وغيرهم الكثير.
العور الذي أصاب المنظمات الدولية أصبح واضحا ومفضوحا بفض هؤلاء الحرائر من أمثال ريما وأحلام وغيرهما من المناضلات الفلسطينيات في سجون الاحتلال وأمهات وزوجات الشهداء والأسرى، ونحن نقف أمام أنموذج من النضال والمقاومة والتحدي.