فلسطين أون لاين

​"ست الحبايب" أعمالٌ تراثية بأيدٍ مقدسية

...
صورة أرشيفية لجانب من معرض "ست الحبايب"
غزة / القدس - عبد الرحمن الطهراوي

(28) زاوية حرفية وفنية تجمعت تحت سقف فندق "أمباسادور" بحي الشيخ جراح في القدس المحتلة، لعرض منتجات وطنية جمعت بين عراقة الحضارة المتجذرة في الأرض وعبق الماضي والهوية الفلسطينيّة الخالدة.

وضمت الفعالية الفنية التي حملت عنوان "ست الحبايب" زوايا تنوعت مخرجاتها، فكان منها لعرض المطرزات والمشغولات اليدوية، وأخرى متخصصة بأعمال الخرز والحليّ، بجانب ركن للمعجنات، وآخر لمنتجات الطبيعة، إضافة إلى زاوية موسى القواسمي للشعر.

ويرمي المعرض الذي أشرفت على تنظيمه مجموعة من السيدات المقدسيات الرياديات إلى إعطاء فرصة لمالكات المشاريع الخاصة لتسويق أعمالهن وتسويق منتجاتهن داخل أسوار مدينة القدس، وأيضًا تمكين سكان المدينة من شراء هدايا بمناسبة يوم الأم، ما يساهم في زيادة الإقبال على المنتج المحلي.

الكوفية للنساء أيضًا

الشابة المقدسية "هيلين مصلح" لاحظت أن ارتداء الكوفية الفلسطينية يقتصر على فئة الشباب، الأمر الذي دفعها أخيرًا إلى التفكير في تطوير وإضافة لمسات نسائية جمالية على "حطة" الكوفية، وعلى إثر ذلك لاقى مشروعها رواجًا محليًّا.

وتسعى مصلح إلى تطوير المقدرات والأعمال التراثية بما يتناسب مع رغبات وأذواق الأجيال الشبابية من جهة، ويحفظ التراث والهوية الفلسطينيين من جهة أخرى، وذلك في ظل لجوء الاحتلال إلى استخدام أساليب خفية وعلنية لتشويه الهوية الوطنية أو تزويرها.

وحضر في زوايا المعرض الثوب الفلسطيني المدني والفلاحي، واللوحات الفنية، والهدايا الصغيرة التي تستقطب عادة المغتربين، وكذلك برزت في جنبات "ست الحبايب" الخريطة الفلسطينية التي حضرت بأشكال مختلفة، إما على القماش المطرز أو بالرسم على الخشب وجذوع شجرة الزيتون.

وتميزت "آية خليل" بخط كلمات وجمل عربية ورسم نقوش إسلامية وزخرفة بيوت مقدسية على ألواح الزجاج، موهبتها هذه ظهرت خلال دراستها في المرحلة الابتدائية بدعم من عائلتها.

وقبل نحو ثلاث سنوات أطلقت خليل مشروعها "شفاف"، الذي تبلورت فكرته لديها في أثناء متابعتها مجريات الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، صيف عام 2014م، إذ سعت للوصول إلى طريقة تساعدها على التفريغ النفسي، فما كان منها إلا تلوين بعض اللوحات الموجودة في منزلها.

بعد ذلك الإنجاز الأولي شعرت بدافعية أكبر إلى رسم المزيد من اللوحات، فعملت على ذلك، ليكون معرض "القدس عيدي" الذي أقامه مركز مسار الثقافي أواخر عام 2014م انطلاقتها الحقيقية للجمهور، ونقطة تحول في عملها من هواية ذاتية إلى مشروع خاص.

وتقول الشابة آية: "انتقلت من تفريغ الضغط النفسي إلى التسلية، بتجهيز مشغولات فنية على الزجاج للأصدقاء والأقارب هدايا يزينون بها أركان منازلهم، وصولًا إلى تأسيس عمل"، وقد اتخذت غرفة صغيرة في منزلها مشغلًا لها تنجز فيه أعمالها.

وتطمح خليل إلى زيادة رقعة السوق التي تستهدفها في منتجاتها، وتحديدًا تلك التي تربط المغترب أو اللاجئ بأرضه، إذ يطلب العديد من الزبائن رسم ونقش أسماء القرى والمدن الفلسطينية على فناجين القهوة،ليشعروا بارتباطهم بوطنهم في أثناء ارتشاف القهوة بالغربة.

وتواجه في أغلب الأحيان الملتقيات والفعاليات الفنية في مدينة القدس المحتلة تحديات مختلفة، تفرضها سياسات الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، وذلك بهدف محاربة الهوية الفلسطينية داخل أسوار المدينة المقدسة.