فلسطين أون لاين

تقرير اعتداء الاحتلال على لجان الطوارئ بالضفة.. خطوة لنقل الوباء للفلسطينيين

...
غزة- نور الدين صالح

لم يتوقف مسلسل الاحتلال الإسرائيلي الإجرامي ضد الشعب الفلسطيني، حتى في ظل انتشار وباء "كورونا" الذي يجتاح دول العالم، بما فيها الأراضي الفلسطينية، من خلال مساعيه الدائمة لنقل الفيروس إلى مدن ومحافظات الضفة الغربية المحتلة.

آخر ممارسات قوات الاحتلال، كانت أول من أمس، حينما أجبرت ناشطين في لجنة الطوارئ بقرية الرشايدة شرق بيت لحم، على إزالة حاجز وضع للحد من حركة المواطنين، في إطار خطة مواجهة تفشي وباء "كورونا"، بحجّة أنه مُقام على طريق عسكري ويمنع دخول المستوطنين.

وسبق أن سمح الاحتلال للعمال الفلسطينيين بالتنقل بين مدن الضفة والأراضي المحتلة عام 1948، في ظل تفشي وباء "كورونا" داخلها، وارتفاع أعداد المصابين، وهو ما يفسّر نواياه بنقل العدوى للمدن الفلسطينية، وفق ما ذكر ناشطان في المجال السياسي والشعبي.

الناطق الإعلامي في لجنة الفعاليات والمؤسسات بنابلس د. غسان حمدان، أكد أن الاحتلال ليس بريئاً، ومستمر بإجراءاته العنصرية التي يهدف من خلالها لنشر وباء "كورونا" بين الفلسطينيين.

وأوضح حمدان خلال حديثه مع "فلسطين" أن الاحتلال لديه خطة ممنهجة تستهدف نقل الوباء للأراضي الفلسطينية، مستدلاً بذلك، من خلال ممارساته ضد لجان الطوارئ في مختلف مدن الضفة، والسماح للعمال الفلسطينيين بالتنقل والعمل داخل أراضي الـ 48.

وبيّن أن إجراء الاحتلال على الحاجز "ليس مستغرباً"، في ظل استمرار دوره الإجرامي تجاه الشعب الفلسطيني، حتى في ظل تفشي جائحة كورونا.

وشدد على أن "أكبر معاناة وعائق للفلسطينيين من أداء دورهم وتنفيذ خططهم هو الاحتلال"، مشيراً إلى أن الإجراءات الإسرائيلية تستهدف الفلسطينيين والنيل منهم في كل المراحل.

وذكر حمدان أن مواجهة "كورونا" تتطلب تنفيذ خطة تتضمن التوعية والإرشاد والحفاظ على الحجر الصحي الذي أقرّته حكومة رام الله، وتقليل الاحتكاك والتنقل بين المواطنين، "لكن الاحتلال يقف عائقاً أمامها"، وفق قوله.

وطالب بضرورة أن تكون هناك شراكة حقيقية بين مكونات الشعب الفلسطيني سواء الصحية أو الأمنية أو مؤسسات المجتمع المدني لمواجهة إجراءات الاحتلال والحفاظ على سلامة المواطنين من وباء "كورونا".

وأضاف حمدان أن "الوقت الراهن صعب ويتطلب شراكة حقيقية لتنفيذ الخطة، رغم الإمكانات القليلة الموجودة في الضفة، مجدداً تأكيده ضرورة الانضباط ورفع الثقافة والوعي حول مخاطر "كورونا" حتى تتم السيطرة عليه وعدم تفشيه.

ودعا لضرورة عودة وحدة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة لمواجهة كل التحديات سواء الصحية أو السياسية.

وهذا ما أكده منسق اللجنة الشعبية في الخليل عيسى العملة، وأن ما جرى مع نشطاء لجنة الطوارئ في بيت لحم يدلل على نهج الاحتلال وممارساته اللا إنسانية.

وقال العملة خلال حديثه مع "فلسطين"، إن هذا الاحتلال لا يرحم صغيراً ولا كبيراً ولا يُلقي بالاً للإنسانية، حيث فاق إجرامه كل التصورات.

وبيّن أن إجراءه الأخير يندرج في إطار عمله الممنهج ضد الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أنه يستغل تفشي وباء "كورونا" من أجل إضعاف صمود الفلسطينيين وبسط سيطرته على أراضيهم.

ولفت إلى أن هذا الإجراء ليس غريباً، سيّما أنه ألقى قبل أيام عدة عاملاً فلسطينياً في الطرقات بعد علمه بإصابته بفيروس "كورونا"، مشدداً على أنه "يسعى من خلال ممارساته لنقل المرض بين أوساط الشعب الفلسطيني".

وطالب العملة بضرورة وحدة الشعب الفلسطيني من أجل إنهاء فيروس الاحتلال و"كورونا" معاً، كون الأول يمارس سياسة القتل منذ سنوات طويلة.

وكان رئيس حكومة رام الله، محمد اشتية، قد أعلن عن قرارات جديدة بشأن حالة الطوارئ، شملت حظرا للتجول يبدأ عند الساعة العاشرة ليلا ويستمر حتى الصباح، مع منع التنقل الكامل بين المحافظات، ومن القرى والمخيمات إلى مراكز المدن، في إطار مواجهة تفشي "كورونا".