فلسطين أون لاين

غزة وكورونا.. على من تقع المسؤولية؟!

في هذه المرحلة حيث يعيش العالم كارثة كورونا التي تزداد انتشاراً واضرارا، فإن غزة تصبح في أشد الحالات وأصعبها وأكثرها احتياجا للدعم والمساندة لمواجهة هذه الوباء المدمر، وتوفير الامكانات الصحية اللازمة، ومعروف أن غزة من اكثر مناطق العالم اكتظاظا وازدحاما بالسكان، ان لم تكن أكثرها على الاطلاق، وأرض القطاع في مجملها صحراوية مما يزيد امور المعيشة صعوبة، ويجيء الحصار الاسرائيلي ليزيد الوضع تعقيداً ومعاناة، ومن حسن الحظ كان هناك ١٢ حالة إصابة فقط حتى مساء أمس، مما يعني أن الاوضاع في القطاع ايجابية الى حد كبير والمطلوب اغلاق احتمالات التزايد.

الذي يحاصر غزة هو الاحتلال الإسرائيلي منذ أربعة عشر عاما متواصلة بل ويمعن في تشديده بهدف خنق اهله على مرأى ومسمع العالم دون توجيه له أي إدانة حقيقية بالرجوع لاتفاقية جنيف الرابعة التي تتعارض مع الاحتلال والحصار تجبره على انهاء حصاره كلية وسط هذه الاوضاع الصعبة بانتشار الوباء لتسهيل دخول أي مساعدات طبية دون أية عوائق، ولا بد من الاشارة هنا الى معبر رفح والتواصل بين غزة ومصر، والقاهرة كما هو معروف لا تعيق ايصال اية مساعدات وهي تعمل على تسهيل الاوضاع والظروف ولا يهمها شيء سوى منع تسلل أي جماعات أو أفراد يحاولون اثارة الفوضى بداخلها.

آن الاوان لكي يعلي المجتمع الدولي ومنظمات الحقوق الانسانية اصواتهم عاليا في مجلس الامن والجنائية الدولية وغيرها من المؤسسات الدولية باستغلال انتشار وباء كورونا للضغط على سلطات الاحتلال كي تنهي الحصار على ٢ مليون انسان يعيشون في غزة دون أي مبرر، أجل آن الاوان تتنفس غزة المعزولة عن بقية العالم وتقاوم فيروس كورونا، والحال كذلك بالنسبة للضفة التي وإن كانت بوضع أفضل قليلاً إلا انها بحاجة للدعم العالمي، كما هو التعاون بين جميع دول العالم.

من ناحية اخرى فإن المسؤولية الاولى تتوقف على المساعدة تتوقف على القيادتين في الضفة وغزة وضرورة التعاون، وقد ارسلت السلطة المساعدات المتوفرة الى غزة ولقيت هذه الخطوة ترحيبا من الجميع، وعلى هاتين القيادتين ان ترتقيا فوق مستوى الخلافات والانقسام بالدرجة الاولى، بالإضافة للخطوات الاخرى المطلوبة اسرائيليا ودولياً.

كما لا بد من الاشارة ايضاً الى المؤسسات الدولية ودول العالم القادرة وضرورة أن تساهم كلها في توفير المساعدات اللازمة لمساندة غزة في هذه الظروف الصعبة، وقد أصاب الناطق باسم الامم المتحدة حين قال إن القطاع يقع ضمن المناطق الهشة التي يجب دعمها، ويجب أن يتم التجاوب مع دعوة لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة و٢٤ مؤسسة دولية حقوقية ومركزاً، الى رفع الحصار عن غزة وإنهاء الاغلاق الاسرائيلي عليها.