اللقاء التفاعلي المفتوح الذي أجراه يحيى السنوار قائد حماس في غزة، وضع النقاط على الحروف في الكثير من القضايا التي انتظر الجمهور الإجابة عنها، في وقت سيطرة الحديث عن وباء الكورونا، والإجراءات التي اتخذت لحماية قطاع غزة من انتشار الوباء، وقد حققت الجهات الحكومية في غزة إنجازًا حتى الآن، بفضل ما اتخذت من إجراءات، لكن لا زال أمامها الكثير من الجهد في سبيل الوصول إلى بر الأمان.
منتصف الأسبوع الماضي صرح وزير جيش الاحتلال نفتالي بينت تصريحًا عنصريًا وساديًا، ربط فيه بين السماح بإدخال المساعدات الطبية والصحية لقطاع غزة لمواجهة الوباء وبين كشف مصير الجنود المفقودين والأسرى في غزة، وكشف فيه عن وجه الاحتلال الحقيقي القائم على الابتزاز والسادية ودموية الاحتلال الذي مارسها على مدار ما يزيد عن 70 عامًا، وتعززت عبر ثلاث حروب على غزة خلال العقد الأخيرة، وحصار زاد عن 14 عامًا.
في المقابل هناك قيادة للمقاومة في قطاع غزة، تقدم نموذجًا محترمًا من البعد الإنساني والأخلاقي في مواجهة سادية الاحتلال، وهو ما طرحه السنوار حول ملف الأسرى وتقديم مبادرة للإفراج عن الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وفي مقدمتهم المرضى والنساء وكبار السن الأطفال، خشية إصابتهم بالوباء في ظل تفشيه لدى الاحتلال، والإهمال من قبل الاحتلال في حمايتهم.
في المقابل يتم كشف معلومات عن مصير الجنود المفقودين في غزة، في تعبير حقيقي عن المقاومة الواعية الإنسانية الأخلاقية في مقابل سادية الاحتلال الذي يقد الحسابات السياسية الداخلية على التعامل مع مبادرة هي الأولى من نوعها منذ فقدان الجنود في غزة، لكن الغرور والعنترية الإسرائيلية هي من تسيطر على عقلية القيادة لديهم، وقد أفشلوا قبل ذلك جهودًا مشابهة في ملف الأسرى والجنود.
الموقف الثاني الأكثر بروزًا كان فيما قاله السنوار بأن المقاومة لن تسمح للاحتلال باستمرار حصار غزة، وقطع المساعدات الإنسانية والطبية والصحية، ولو قاد ذلك نحو تصعيد يقود نحو إجبار الاحتلال على التجاوب مع الاحتياجات الأساسية للمواطنين.
حافظ السنوار منذ توليه رئاسة حماس في غزة على نبرة خطابية متحدية للاحتلال، وحادة نحوه، وآخرها استخدام مصطلح "الخاوة" وهو المعني الفعلي للإجبار في تنفيذ ما تطلبه المقاومة، ولو قاد نحو ضرب مراكز الاحتلال، وشل حركة الإسرائيليين في الكيان، في حال استمرار الحصار او عدم إدخال الاحتياجات المطلوبة.
المقاومة تعرف ما تريده وقادرة على فرض ما تريد خاوة، في مواجهة الاحتلال وسياسته السادية المنافية للقيم الأخلاقية والإنسانية، وأن حماس لن تترك مواطنيها وأهلها للاحتلال يتحكم بهم، ولن تترك أسراها للموت بين الجدران.