وافق، اليوم، الذكرى الأولى لاعتقال السلطات السعودية ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس السابق في المملكة د. محمد الخضري، في وقت طالبت عائلته بإطلاق سراحه، وقالت "حماس"، إنها وجهت رسائل للمملكة ولا زالت تنتظر تجاوبًا من قيادتها.
ويقيم الخضري البالغ (82 عامًا) في المملكة منذ ما يزيد عن ربع قرن، وتقول حماس إنه المسؤول السابق عن إدارة العلاقات بينها وبين السعودية.
وقال عبد الماجد الخضري شقيق المعتقل محمد، إن العائلة لم تترك بابًا إلا وطرقته محاولةً بذلك الحيلولة دون استمرار اعتقاله نظرًا لخطورة وضعه الصحي.
وأفاد الخضري في تصريح لصحيفة "فلسطين": أن عائلته ناشدت أطرافًا عدة منها، قيادة المملكة وجامعة الدول العربية، والخارجية الفلسطينية، ورئيس السلطة محمود عباس، وجمعيات حقوق الإنسان، وخاطبت الصليب الأحمر، والنائب الأول لرئيس المجلس التشريعي.
وأوضح أن شقيقه المعتقل كان يعمل ممثلاً عن حركة حماس معتمد لدى المملكة وبالتنسيق مع المخابرات السعودية.
وذكر أن السلطات السعودية اعتقلت الخضري ونجله في ابريل/ نيسان 2019، وأبقته في العزل الانفرادي حتى يوليو/ تموز، في سجن "ذهبان" بمدينة جدة، وسمحت له لاحقًا بزيارات شهرية قبل عرضه على المحكمة في أول جلسة، الشهر المنصرم، ومن المقرر أن تعقد الجلسة الثانية في 12 رمضان المقبل.
وأوضح أن السلطات السعودية نقلت الخضري إلى سجن "حائل" بالرياض وهو بحاجة مستمرة إلى اهتمام وخدمة ورعاية صحية، وأبقت على اعتقال نجله في سجن "ذهبان".
وذكر الخضري أن تهمتين تضمنتهما لائحة الاتهام بحق شقيقه، الأولى الانتماء إلى تنظيم "إرهابي"، دون توضيح ماهية التنظيم، والثانية جمع تبرعات للفقراء الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن المحكمة في الجلسة الأولى التي عقدت في مارس/ آذار طلبت منهم أن تبقى الأمور طي الكتمان والسرية.
بدورها، جددت حركة حماس دعوتها للسلطات السعودية إلى إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين وخاصة المعتقل الخضري الذي يعاني من عدة أمراض بعد انتشار وباء "كورونا" في المملكة.
ودعا رئيس الدائرة الإعلامية في حماس بالخارج رأفت مرة، السلطات السعودية إلى إطلاق سراح الخضري ورفاقه لأن عمره يزيد عن الثمانين عامًا ويعاني من عدة أمراض.
وقال مرة: "نراهن على صوت العقل والحكمة لدى المسؤولين في المملكة لإنهاء هذا الملف بشكل عاجل وقبل حلول شهر رمضان المبارك.. من أجل الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة".
وأوضح أن حركة حماس مع جميع القوى الفلسطينية وأهالي المعتقلين والمؤسسات القانونية والإنسانية "يتابعون الملف عن كثب".
كما طالب مرة بإطلاق سراح جميع المعتقلين الفلسطينيين "لأننا نعتبر أن اعتقالهم لا يستند إلى أية مبررات".
وأعرب عن تخوفه بشكل كبير على صحة المعتقلين الفلسطينيين في السعودية بسبب انتشار وباء "كورونا"، مشيرًا إلى أنهم كجهة سياسية فلسطينية معنية بشكل مباشر بهؤلاء المعتقلين، مشيرًا إلى عدم توفر معلومات دقيقة عن أوضاعهم في السجون.
وعدَّ مرة أن ذلك "بسبب سياسة التعتيم وعدم قدرة الجهات والمؤسسات القانونية والإنسانية الوصول إليهم".
ولفت إلى أن حماس تواصلت خلال الأشهر السابقة مع جهات إقليمية (دون أن يسميها) بهدف الاطلاع على أوضاع المعتقلين وفي مسعى إنساني من أجل طلب إطلاق سراحهم.
وكشف مرة أن "حماس وجهت رسائل للسلطات السعودية مباشرة وعبر عدة قنوات أيضًا.. ولا نزال ننتظر تجاوبًا من قيادة المملكة مع هذه المساعي".
والشهر الماضي قال باسم نعيم، عضو مكتب العلاقات الدولية في "حماس"، إن السلطات السعودية بدأت في 8 مارس/ آذار الماضي، محاكمة نحو 62 فلسطينيًا (بعضهم من حملة الجوازات الأردنية) مقيمون داخل أراضيها.
من جهته، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مقره جنيف)، في بيان أصدره يوم 6 سبتمبر 2019، إن السعودية تخفي قسريًا 60 فلسطينيًا؛ من بينهم الخضري ونجله.
ولم تصدر الرياض، منذ بدء الحديث عن قضية المعتقلين الفلسطينيين في السعودية، أي تعقيب أو إيضاحات.