فلسطين أون لاين

حماس تحمّل الاحتلال المسؤولية.. والتشريعي يطالب بجلسة عاجلة لمجلس الأمن

أسير يتحرّر من "عوفر" مصابًا بـ"كورونا".. وقلق كبير على من بالأسر

...
الأسير المحرر نور الدين صرصور
غزة- جمال غيث

أظهرت نتائج فحوصات طبية خضع لها الأسير المحرر نور الدين صرصور من بلدة بيتونيا قضاء رام الله، إصابته بفيروس "كورونا" بعدما انتقل إليه المرض داخل سجن "عوفر" الاحتلالي، قبل تحرره منه، يوم الثلاثاء، بحسب ما أفادت مصادر مطلعة.

وذكر المتحدث باسم جمعية واعد للأسرى والمحررين، منتصر الناعوق، لصحيفة "فلسطين"، أن الأسير صرصور (19 عاما)، أفرج عنه مساء الثلاثاء، بعدما قضى كل فترة اعتقاله في قسم "١٤" بسجن "عوفر".

وبين الناعوق، أن الأسير صرصور، قضى 4 أيام في مركز تحقيق "بنيامين"، وأيام أخرى في قسم "14" بسجن "عوفر"، متوقعًا أن العدوى انتقلت إليه من خلال اختلاطه بمحققي مركز "بنيامين.

وذكر أنه تم فحص الأسير صرصور، على يد أطباء إدارة سجون الاحتلال ثلاث مرات ولكن لم يتم إعلان نتيجة الفحص له أو حتى إبلاغ الجهات المختصة عند الإفراج عنه.

وأشار إلى أن الأسير المصاب اعتقل مع 3 مواطنين آخرين وظهرت عليه أعراض التهاب في الحلق بعد خروجه من التحقيق، محملًا سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عما وصفها بـ"الجريمة"، والمتمثلة بعدم حماية الأسرى الفلسطينيين من خطر انتشار فيروس كورونا، وعدم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.

وقالت وزارة الأسرى والمحررين بغزة: إن تأكيد إصابة "صرصور" بفيروس كورونا، ينذر بما هو أسوأ في ظل التخوف الحقيقي من تفشي هذا الوباء إلى غرف وأقسام الأسرى في ظل حالة الاستهتار التي تنتهجها إدارة سجون الاحتلال في التعامل مع هذا الوباء.

وأوضحت الوزارة في بيان صحفي، أن كل المؤشرات تشير الى أن المحرر صرصور نقل إليه المرض، إما عن طريق الجيش الذي قام باعتقاله، أو ضباط التحقيق، أو عن طريق السجانين في معتقل عوفر، وقد كشف الاحتلال قبل أيام عن إصابة ثلاثة سجانين في عوفر بفيروس كورونا.

وأشارت إلى أن الاحتلال يحاول أن يقدم رواية مغايرة ويشكك في حقيقة إصابة الأسير المحرر "صرصور"، بينما الوقائع على الأرض تثبت أن الاحتلال يتعمد ايصال هذه الفيروس الى صفوف الأسرى، وعدم اتخاذ اجراءات الوقائية لحماية الأسرى.

بدوره، قال المتحدث باسم حكومة اشتية، إبراهيم ملحم: إن المحرر صرصور واحد من بين 15 شخصًا أُعلن عن إصابتهم صباح أمس.

وأوضح ملحم في بيان صحفي، أنه قد جرت له مراسم وداع قبل خروجه من المعتقل حسب ما أفاد به الأسرى في اتصال مع نادي الأسير، أكدوا خلاله بأن سلطات السجون أغلقت القسم دون أن تبادر إلى أخذ عينات من الأسرى المخالطين للتأكد من سلامتهم.

استنفار الأسرى

من جانبها، أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن حالة من الاستنفار في صفوف الأسرى يشهدها حاليًا سجن "عوفر" بعد علمهم بأن الأسير المحرر "صرصور" مصاب بالفيروس، حيث تم اغلاق الاقسام وجارٍ التأكد من أسماء الاسرى الذين قد يكون من المحتمل أن الاسير المصاب قد خالطهم.

وحملت الهيئة في بيان لها، حكومة الاحتلال الإسرائيلي وإدارة السجون المسؤولية كاملة عن هذه الجريمة الطبية واللاأخلاقية واللاإنسانية، والمتمثلة بعدم حماية الأسرى الفلسطينيين من خطر انتشار هذا الفيروس، وعدم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.

وأضافت الهيئة، "قام طاقم محامينا بإبلاغ النيابة ومحكمة الاحتلال العسكرية في عوفر بنتائج فحوصات الأسير، والجهود مستمرة لمعرفة أماكن اختلاطه بالأسرى داخل المعتقل.

حالة استهتار

وفي السياق، حملت الحركة الأسيرة، سلطات الاحتلال الإسرائيلي وإدارة السجون المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى.

وطالبت الحركة الأسيرة في بيان لها، إدارة سجون الاحتلال باطلاعهم على تفاصيل مخالطة "صرصور" بباقي الأسرى، وتشكيل لجنة صحية وطبية للإشراف على أوضاع الأسرى داخل السجون.

وذكرت أن حالة الاستهتار واللامسؤولية هي المسيطرة على أداء إدارة سجون الاحتلال اتجاه الإجراءات الوقائية والاحترازية لمنع وصول الفيروس للأسرى.

تحرك عاجل

في المقابل، حمّلت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة الأسرى في سجونها بعد ثبوت إصابة أحد الأسرى المحررين بفيروس كورونا.

وطالب الناطق باسم حماس، حازم قاسم، في بيان صحفي، كل الجهات الدولية والمنظمات الحقوقية "بالتحرك العاجل لضمان سلامة الأسرى بعد زيادة تفشي فيروس كورونا لدى السجانين الصهاينة، وفي ظل استهتار الاحتلال بإجراءات السلامة للأسرى".

من جهتها، حملت حركة الجهاد الإسلامي، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن حياة وسلامة الأسرى بشكل عام والأسرى المرضى بشكل خاص، مطالبة المؤسسات الحقوقية والانسانية كافة بأخذ دورها للدفاع عن حياة الأسرى بعد اكتشاف انتقال فيروس كورونا للأسير المحرر "صرصور".

ودعت الجهاد الإسلامي على لسان المتحدث باسمها مصعب البريم، لتفعيل قضية الأسرى دوليا وانسانيا في كل المحافل  والمؤسسات الحقوقية والانسانية من أجل فضح الاحتلال وإنهاء معاناة أسرانا وأسيراتنا، في ظل مخاطر انتقال عدوى فيروس كورونا للسجون عن طريق إدارة مصلحة السجون الصهيونية.

في غضون ذلك، ناشدت رئاسة المجلس التشريعي الفلسطيني أمين عام الأمم المتحدة نطونيو غوتيريس بالتدخل الفوري للإفراج عن الاسرى الفلسطينيين بعد إصابة الأسير المحرر "صرصور" بفايروس كورونا داخل سجن عوفر.

وحذرت رئاسة المجلس في بيان صحفي، من وجود خطورة كبيرة على الأسرى في السجون الإسرائيلية بعد إصابة الأسير المحرر داخل سجنه ووداع عدد من زملائه له داخل السجن، محملة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى في سجونها، خاصة في ظل الجريمة الطبية والأخلاقية والإنسانية بحق أسرانا وعدم العمل بجدية لحمايتهم من انتشار "كورونا" داخل أقسام السجون.

جلسة عاجلة لمجلس الأمن

وطالبت رئاسة المجلس التشريعي غوتيريس بضرورة عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن للفصل في الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في ظل جائحة كورونا، وأن يتحمل المجتمع الدولي بكافة هيئاته المسؤولية عن حياة الأسرى.

وفي السياق، شددت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في بيان لها، على ضرورة إجراء تعقيم دوري لغرف الأسرى وخاصة الأسرى المرضى، وتزويدهم بوسائل وقائية وإجراء فحوصات دورية لكل الأسرى المرضى، ومن تظهر عليهم علامات إصابة أولية بـ"كورونا".

كانت مؤسسات حقوقية تعنى بشؤون الأسرى، حذرت في وقت سابق بأن إجراءات الاحتلال الإسرائيلي الممارسة بحق الأسرى الفلسطينيين وحرمانهم من التزود باحتياجاتهم من المنظفات والمعقمات الطبية، ومخالطتهم بالسجانين ينذر بكارثة نقل فيروس "كورونا" إلى الأسرى داخل السجون.

استخفاف متعمد

وأعربت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" عن بالغ القلق لحالة الاستخفاف المتعمد من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بسلامة وصحة الأسرى والمعتقلين في سجونها في ظل التفشي الواسع لفيروس كورونا، مما يشكل خطراً على حياتهم، في ظل معاناة أعداد كبيرة منهم بالأساس من سياسة الإهمال الطبي، وغياب الرعاية الصحية، وعدم الالتزام بالمبادئ التي تنص عليها الاتفاقيات والمواثيق الدولية، لاسيما اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة للعام 1949.

وأكدت الهيئة المستقلة في بيان صحفي، على مخاوفها من الخطر الداهم الذي يواجه حوالي 5000 معتقل في سجون الاحتلال، من بينهم 180 طفلاً، و41 أسيرة، و700 أسير مريض يعانون من أمراض مختلفة، بينهم العشرات من ذوي الأمراض المزمنة، والخطيرة إضافة الى عشرات المسنين، دون أي حماية صحية لهم في ظل جائحة كورونا، وتزايد أعداد المصابين لا سيما داخل دولة الاحتلال.

واتهمت الهيئة المستقلة سلطات الاحتلال بعدم اتخاذ إجراءات احترازية كتخفيف الاكتظاظ أو تعقيم أقسام وغرف السجون، إضافة الى عدم توفير المنظفات اللازمة للوقاية، مما يفاقم الخطر الذي يهدد سلامة الأسرى، ويزيد من احتمالية اصابتهم بفعل هذا الإهمال، والذي بدا واضحاً ومؤكداً من خلال إصابة الأسير المحرر صرصور.