فلسطين أون لاين

كورونا والاقتصاد العالمي

تفاصيل الحياة هي سلسلة مترابطة الحلقات، وأي حدث في حلقةٍ ما، ينعكس بدرجة متفاوتة التأثير على باقي الحلقات (سلبًا أو إيجابًا)، فأي حربٍ عسكريةٍ أو أزمة دبلوماسية بين طرفين أو أكثر، أو مقتل رئيس دولة، أو انسحاب دولة من معاهدةٍ ما، قد تؤثر في مجريات الاستقرار الدولي، ومن أكثر القطاعات التي تتأثر "الاقتصاد"، فما أوجه التأثير؟

لا شك أن الحياة بعد ميلاد "فيروس كورونا" ليست كما قبلها، ولن أكون مبالغًا لو قلت لا شبه بينهما، فقبل كورونا كانت المدن لا تنام من الحركة والعمل، وبعدها بقيت المدن دون نوم، لكن بسبب الخوف والقلق، فقد أوقف "فيروس كورونا" عجلة الإنتاج في مشارق الأرض ومغاربها، ما أثر سلبًا في عجلة الاقتصاد، لدرجة جعلت أغنى شخص في العالم وهو رئيس شركة "أمازون" يطلب التبرع لموظفيه بسبب "كورونا"، وهذه أوجه التأثير:

1- أسعار النفط: شهدت أسعار النفط هبوطًا حادًا في الأسعار، بسبب قلة الطلب عليه نتيجة اغلاق المؤسسات التي تحتاجه.

2- أسعار الدولار: تذبذب سعر الدولار لأنه مرتبط بالأسواق المالية العالمية، فالهبوط الحاد الذي شهدته الأسواق المالية العالمية، وهبوط المستثمرين بالأوراق المالية وخاصة الأسهم، وانخفاض سعر النفط أيضًا، كل تلك العوامل أدت لتذبذب أسعار الدولار.

3- إغلاق الموانئ البرية والبحرية والجوية، وهذا يعني وقف الرحلات بكل أنواعها، وعليه وقف جلب السياح وتصدير واستيراد البضائع.

4- إغلاق شركات ومصانع إنتاج ما يحتاج إليه الوطن والمواطن من الإبرة مرورًا بأجهزة الجوال والتلفاز والحاسوب حتى نصل الصاروخ.

5- تأجيل معارض ومباريات محلية أو دولية، وهذا يسبب مخاسر للجهات المنظمة على اعتبار أن هذه الأنشطة مجهز لها مسبقًا.

6- إغلاق المؤسسات التعليمية (رياض أطفال ومدارس ومعاهد وجامعات ومراكز بحثية) وهذا يلحق أضرارًا جمة بملايين الطلبة ومراكز الأبحاث العلمية.

7- توقف العمل في المشاريع الخيرية والإغاثية والتنموية في مناطق كبيرة من العالم وقد زاد عدد الفقراء والمحتاجين للمساعدة.

ما سبق يعني: على مستوى الشخص:

أن الكثيرين سيفقدون مصدر رزقهم خاصة أولئك الذين (إن عملوا أكلوا)، أما الموظف سيستهلك ما اذخره لوقت غير معلوم.

على مستوى الدولة: خسارة بمليارات الدولارات، لأنها:

مطالبة بتوفير مقومات لدعم صمود المواطنين وتلبية احتياجاتهم من شراب وغذاء ودواء في ظل حظر التجول المفروض في كثير من الدول لأجلٍ غير معلوم.

مطالبة بتحمل خسائر توقف عجلة الإنتاج وتعويض الشركات الخاصة العاملة في ميدان الإنتاج.

مطالبة بالعمل على توفير أداوت الوقاية من تفشي الفيروس وتوفير علاج للمصابين به.

مطالبة بتعويض الأشخاص الذين قضوا نحبهم جراء فيروس كورونا.

أخيرًا: لم أرغب بذكر أرقام الخسائر الناتجة على فيروس كورونا، لأنها تتزايد بسرعة يصعب ضبطها، وهنا أذكر أن صحفية سألت ذات يوم مؤسس شركة مايكروسوفت "بيل غيتس" عن ثروته: فأجابها بسؤال: "تروثي قبل سؤالك أم بعده؟".