حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، من تعرض ما يقرب من 8 ملايين سوري إلى خطر انعدام الأمن الغذائي بعد تأكيد ظهور حالات إصابة بفيروس "كورونا" المستجد في البلاد.
وقالت المتحدثة الإعلامية باسم البرنامج اليزابيث بايرز في مؤتمر صحفي عقدته عن بُعد، "إن السوريين سيحتاجون إلى دعم البرنامج أكثر من أي وقت مضى للبقاء في صحة جيدة لاسيما مع هشاشة الوضع بالفعل في هذا البلد".
وأوضحت المتحدثة أن سورية تواجه إغلاقا تدريجيا بسبب "الجائحة" ما يعني أن عائلات معرضة لخطر المزيد من الوقوع في براثن الفقر بسبب فقدان الدخل وتدهور الاقتصاد وارتفاع أسعار المواد الغذائية، مشيرة إلى أن ذلك من شأنه أن "يصبح النظام الغذائي المغذي والكافي الضروري لتقوية جهاز المناعة لديهم بعيدا عن متناول الكثيرين".
ولفتت إلى أن المراجعة الأخيرة لبرنامج الأغذية العالمي في سورية بشأن ارتفاع أسعار المواد الغذائية، كشفت أن الأُسر تعتمد بشكل متزايد على استراتيجيات التكيف السلبية، وهذا يشمل تقليل عدد الوجبات التي يتناولونها كل يوم وأحجامها وبيع الماشية والأصول من أجل شراء الطعام والوقع في براثن الديون.
في الوقت ذاته لفتت المتحدثة إلى نزوح أكثر من 939 ألف شخص بسبب النزاع المتصاعد في شمال غرب سورية منذ كانون أول/ديسمبر 2019 وهم يعيشون الآن في مخيمات مكتظة بالسكان حيث يمكن أن يكون لانتشار الفيروس عواقب مدمرة.
وشددت على ضرورة استمرار تقديم المساعدات الغذائية المنقذة للحياة إلى المتضررين لاسيما وان البرنامج قدم في شهر آذار/مارس الجاري خدماته لقرابة مليون ونصف المليون شخص في جميع أنحاء شمال غرب سورية.
وأكدت بايرز أهمية أن يستمر برنامج الأغذية العالمي في توصيل الغذاء إلى هذه الأسر من خلال عملياته عبر الحدود من تركيا حيث أن هذا الغذاء ضروري للحفاظ على قوة الناس وبناء أنظمتهم المناعية.
كما بينت أن برنامج الأغذية العالمي تقدم أغذية منقذة للحياة لنحو 4.5 مليون شخص في سورية كل شهر، مشيرة إلى أنه يعمل الآن على زيادة دورات التوزيع وساعات العمل خلال اليوم وإنشاء محطات غسل اليدين ودعم المستفيدين لممارسة التباعد الاجتماعي في نقاط التوزيع واستخدام الرسائل القصيرة لإعلام العائلات عندما يمكنهم جمع المساعدة لتجنب الازدحام.
في الوقت ذاته حذرت من تبعات تعليق برنامج التغذية المدرسية لبرنامج الأغذية العالمي بعد إغلاق جميع المدارس بسبب انتشار الفيروس ما سوف يؤثر على أكثر من مليون طفل لاسيما وأن هذا الطعام يوفر للأطفال في جميع أنحاء البلاد العناصر الغذائية التي يحتاجونها للبقاء في صحة جيدة.
وقالت المتحدثة أن برنامج الأغذية العالمي في سورية يبحث عن بدائل حتى لا يجوع هؤلاء الأطفال.
ووفقا لبيانات برنامج الأغذية العالمي فإن 11 مليون شخص في سورية مصنفون على انهم بحاجة للمساعدة الإنسانية من بينهم 7.9 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي داخل سورية من بينهم 6 ملايين سوري نازحون داخل بلادهم.
وذكرت أن 75 في المائة من هؤلاء الأشخاص يعيشون في فقر مدقع وأن برنامج الأغذية العالمي سيحتاج إلى أكثر من 181 مليون دولار لتمويل برامجه حتى آب/أغسطس المقبل.