فلسطين أون لاين

أحلام التميمي ومحكمة التمييز

أحلام التميمي مواطنة فلسطينية الأصل تحمل الجنسية الأردنية. أحلام نالت حريتها من سجن المحتل بحسب صفقة وفاء الأحرار بعد قضائها ١٢ عامًا في السجن. أحلام أدينت بالمشاركة في (عملية سبارو) الفدائية، وحكمت عليها محكمة العدو بـ(١٦) مؤبدًا في عام ٢٠٠١م.

بعد أعوام من تحريرها من سجن العدو تحاول واشنطن استعادتها للمحاكمة والسجن بتهمة أن بعض من قتلوا في الموقع يحملون الجنسية الأميركية. اتجهت واشنطن إلى الإنتربول الدولي والمملكة الأردنية لإلقاء القبض على أحلام.

درس القضاء الأردني طلب أميركا، وتعامل مع القضية بالقانون الأردني، وبالوطنية الأردنية، والشرف العربي، وقررت محكمة التمييز وهي المحكمة الأعلى درجة في مثل هذه القضايا حماية أحلام التميمي وعدم تسليمها إلى واشنطن. نحن فلسطينيا نتوجه بالشكر والامتنان للقضاء الأردني، الذي عبر في موقفه عن الشرف العربي، والروح الوطنية الأردنية.

إن هذه القضية تثير بلا شك روح الغضب في النفس البشرية الإنسانية، إذ كيف تتجرأ واشنطن على طلب تسليم المواطنة أحلام، ومحاكمتها مرتين، مرة حين حاكمها العدو وحكم عليها بستة عشر مؤبدا، ومرة تريد واشنطن أن تحاكمها بحجة وجود أمريكيين بين القتلى؟!

أحلام التميمي تستحق تاج الفخر والوقار لأنها كانت تقوم بعمل مقاوم لحماية وطنها من العدو الإسرائيلي وفق قواعد القانون الدولي، والشرعية الدولية، تمامًا كما سبق لديجول الرئيس الفرنسي الراحل حين قاوم النازي الألماني. ومن ثم فإن الطلب الأميركي باطل قانونيا وأخلاقيا معا.

ثم نسأل واشنطن عن قتل جرافات العدو (لراشيل كوري) الناشطة الإنسانية الأميركية في مدينة رفح، ولماذا لم تطلب واشنطن تسليم ومحاكمة من قتل راشيل كوري؟! نحن في الحقيقة أمام عنصرية حقيقية، وأمام كيل بمكيالين، وأمام استضعاف للنظام العربي؟!

إنه من يجب محاكمته محاكمة دولية عادلة هو النظام الأميركي الذي دمّر العراق وقتل المدنيين بحجة وجود أسلحة دمار شامل فيه، وقد ثبت لاحقا عدم وجودها، بل ثبت أنها كذبة كبيرة أميركية بريطانية لتضليل الرأي العام واستخدام هذه الحجة للتدخل العسكري؟!

منذ ذلك التاريخ لم تجف دماء العراقيين، وما زالت الدماء تنزف وتسيل؟! وكم قتلت الطائرات الأميركية أسرًا بكاملها جميعهم من المدنيين؟! بينما أحلام التميمي لم تقتل أحدًا، وإن شاركت في نقل المجاهد عز الدين المصري صاحب (عملية سبارو) بسيارتها؟! أكرر شكرنا للقضاء الأردني الذي ردّ لنا بعض الشرف العربي والكرامة العربية المنتهكة.