فلسطين أون لاين

تقرير يوم ثقيل على سكان غزة بعد تأدية صلاة الجمعة في بيوتهم

...
إغلاق مساجد قطاع غزة في إطار الاجرائات الوقائية (تصوير/ ياسر فتحي)
خان يونس- محمد أبو شحمة

في مشهد لم تألفه مساجد قطاع غزة من قبل، أغلقت أبوابها أمام المصلين أمس الجمعة، تنفيذاً لقرارات وزارة الأوقاف والشؤون الدينية التي اتخذتها ضمن الإجراءات الوقائية لمنع تفشي فيروس "كورونا" المستجد.

وشهدت جميع المساجد في قطاع غزة التزامًا بقرار وزارة الأوقاف، إذ اكتفى المؤذنون برفع الآذان وإقامة الصلاة مع التنبيه على إقامتها في البيوت، وذلك التزاماً بالقرار المجمع عليه بين أهل العلم في الداخل والخارج بالإيقاف المؤقت لصلاة الجمعة والجماعة.

وأكد عدد من المواطنين في أحاديث منفصلة لـ"فلسطين" أن التزامهم في قرار وزارة الأوقاف يأتي للحفاظ على سلامتهم في ظل وصول فيروس كورونا إلى قطاع غزة وتسجل عدد من الحالات.

وسجلت وزارة الصحة في قطاع غزة إصابة 9 حالات بفيروس كورونا، وهو ما يرفع عدد الإصابات في فلسطين إلى 91 إصابة تعافى منها 16 إصابة، وسجلت حالة وفاة واحدة لمسنة ستينية في مدينة القدس المحتلة.

السبعيني عبد الفتاح عاشور أكد أن يوم الجمعة مر عليه ثقيلاً كونه لم يؤدي فريضة صلاة الجمعة التي لم يتأخر عنها طيلة حياته لأي ظرف كان، سواء في الحروب التي شهدتها قطاع غزة، وخاصة أوقات منع التجوال التي كان يفرضها الاحتلال خلال انتفاضة الحجارة عام 1987.

وقال عاشور لـ"فلسطين": "أصابتني حالة من الحزن الشديد حين رفع المؤذن الأذان وطلب من الناس الصلاة في بيوتهم، فذلك الحدث لم يمر علينا من قبل ولم نشهد إغلاق المسجد ونحرم من تأدية صلاة الجمعة".

وأضاف: "قمنا أنا وأبنائي وأحفادي بتأدية الصلاة جماعًا داخل البيت دون خطبة، ولكن لم أشعر بارتياح لعدم تأديتها في المسجد كما تعودت من سنوات طويلة".

الشاب أحمد قنن يؤكد أنه استيقظ من نومه وجهز نفسه للذهاب للصلاة وفي اللحظات الأخيرة تذكر أن المساجد مغلقة ضمن الإجراءات الاحترازية لعدم تفشي فيروس كورونا.

ويقول قنن لـ"فلسطين": "يوم حزين ومختلف تماماً، فعقلي لم يسلم أن المساجد أغلقت يوم الجمعة ولم تقم الصلاة فيها وخطبة الجمعة، ولكن هي الإجراءات وسلامة الناس، ويوجد رأي شرعي، لذلك التزمنا في تأدية الصلاة بالبيت وعدم الذهاب إلى المساجد.

وأضاف قنن: "حين ردد المؤذن صلوا في بيوتكم شعرت بحالة من الرهبة والخوف لإمكانية أن تطور أزمة فيروس كورونا ومعها يستمر إغلاق المساجد".

كذلك أوضح المواطن محمود الشيخ أن إغلاق المسجد وعدم إقامة صلاة الجمعة يعد قراراً صائباً من وزارة الأوقاف لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد بين المواطنين، وخاصة كبار السن.

وقال الشيخ في حديثه لـ"فلسطين": "أنا مع القرار رغم أنه صعب علينا كمسلمين ولكن الصحة والسلامة والحجر الصحي نادى بها الإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم عبر أحاديث صحيحة".

وكيل الوزارة عبد الهادي الأغا أكد أنه يُمنع الاجتهاد خارج النص بمخالفة قرار إغلاق المساجد بسبب فيروس كورونا، محذراً من يخالف هذا القرار يقع تحت طائلة المسئولية الدينية والإدارية.

وقال الأغا في بيان له: "أعلم أنه صعب علينا ترك منابرنا، والتخلف عن مساجدنا، وجماعاتنا، لكنها الضرورة الشرعية".

وأضاف: "الجمعة تُصلى في البيوت ظهرًا، كما أفتى بذلك العلماء ويُمنع إقامة الجمعة في المساجد والساحات، أو الدواوين، أو الصالات، لبقاء المحظور الشرعي قائمًا".

وأوضح أن التأكيد على الالتزام بهذا القرار الشرعي يأتي من أجل درء المفسدة وصيانةً للنفوس المؤمنة التي بها نُقيم الدين، ونصلح الدنيا.