فلسطين أون لاين

رغم ضغوط واشنطن

تصاعد الحرب النفطية بين السعودية وروسيا

...
توضيحية (أرشيف)

قالت السعودية، مساء أمس، إنها لا تجري محادثات مع روسيا لموازنة أسواق النفط، رغم تنامي الضغوط من واشنطن لوقف انحدار الأسعار وسط وباء كورونا ومحاولة موسكو رأب الصدع مع أكبر منتج في منظمة أوبك.

وقال مسؤول من وزارة الطاقة السعودية: "ليس هناك أي تواصل بين وزيري الطاقة السعودي والروسي بشأن زيادة أعضاء دول أوبك+، ولا توجد مفاوضات للوصول إلى اتفاقية لموازنة أسواق البترول".

وجاء التصريح، عقب قول مسؤول روسي كبير، إن عدداً أكبر من منتجي النفط قد يتعاون مع أوبك وروسيا، في إشارة غير مباشرة إلى الولايات المتحدة، أكبر منتج في العالم والتي لم تخفض إنتاجها قط.

وقال كيريل دميترييف، رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي: "الخطوات المشتركة من الدول ضرورية لاستعادة الاقتصاد (العالمي)... وهي ممكنة أيضا في إطار اتفاق أوبك+".

قاد دميترييف ووزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك المفاوضات عن الجانب الروسي في اتفاق أوبك السابق، الذي يحل أجله رسمياً في 31 مارس/آذار. وأحجم دميترييف عن تحديد الدول التي يمكن أن تنضم إلى اتفاق جديد.

وانهار الاتفاق بين أوبك وروسيا بعد رفض موسكو فرض قيود أكبر على الإنتاج، قائلة إنه من السابق لأوانه تقدير أثر الوباء.

وثمة انقسام في الآراء بين المسؤولين ومديري شركات النفط في روسيا، حيال الحاجة إلى التخفيضات، بحيث يدعم دميترييف ونوفاك التعاون، في حين ينتقد إيجور سيتشن رئيس شركة النفط الوطنية روسنفت التخفيضات باعتبارها تقدم طوق نجاة لصناعة النفط الصخري الأميركية الأقل قدرة على المنافسة. ولزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصمت منذ انهيار اتفاق أوبك+.

ولطالما اعتبرت فكرة تعاون واشنطن مع أوبك مستحيلة، لأسباب ليس أقلها قوانين مكافحة الاحتكار الأميركية.

وسبق أن عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب مراراً عن غضبه إزاء المنظمة، لأن إجراءاتها ترفع أسعار البنزين.

لكن تحرك السعودية الأحدث يضع واشنطن في موقف صعب؛ فمعركتها من أجل الحصة السوقية أفضت إلى أسعار بالغة الانخفاض، لكنها تقوض أيضاً صناعة النفط الصخري الأميركية، التي ترتفع تكاليفها كثيراً قياساً إلى الإنتاج السعودي أو الروسي.

وتوجه الإدارة الأميركية نداءات متعددة لإنقاذ قطاع النفط الصخري عالي الاستدانة، بحيث اقترض تريليونات الدولارات لكي يصبح البلد مصدراً كبيراً للنفط والغاز رغم ارتفاع التكاليف.

وكتبت مجموعة من ستة أعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي خطاباً إلى وزير الخارجية مايك بومبيو هذا الأسبوع يقولون فيه، إن السعودية وروسيا "شرعتا في شن حرب اقتصادية ضد الولايات المتحدة" وأصبحتا تهددان "هيمنة الطاقة" الأميركية.

ودعوا السعودية إلى الانسحاب من أوبك، والتراجع عن سياسة زيادة الإنتاج، والدخول في شراكة مع الولايات المتحدة في مشاريع طاقة استراتيجية أو مواجهة العواقب.

وقال أعضاء من مجلس الشيوخ، ومن بينهم جون هويفن من نورث داكوتا وليزا مورجوسكي من ألاسكا، في الرسالة: "من الرسوم الجمركية وقيود التجارة الأخرى إلى التحقيقات، وإجراءات الحماية، والعقوبات، وغيرها الكثير، الشعب الأميركي ليس عديم الحيلة".

وطرح عضوان آخران بمجلس الشيوخ من ولايتين منتجتين للنفط مشروع قانون اليوم الجمعة، لسحب القوات الأميركية من المملكة. وكان ترامب قال، الأسبوع الماضي، إنه سيتدخل في حرب أسعار النفط بين السعودية وروسيا لكن في الوقت المناسب.

في غضون ذلك، أبلغ وزير الطاقة الأميركي دان برويليت تلفزيون بلومبيرغ، يوم الإثنين، أن إقامة تحالف أميركي-سعودي هو إحدى "أفكار عديدة عديدة" يتدارسها صناع السياسات الأميركيون.

ودعت وكالة الطاقة الدولية، التي تسدي المشورة إلى الولايات المتحدة والدول الصناعية الأخرى، السعودية يوم الخميس إلى تقديم يد العون من أجل تحقيق الاستقرار في السوق.

ودعت الجزائر، الرئيس الحالي لمنظمة أوبك، إلى اجتماع للجنة الاقتصادية التابعة للمنظمة في موعد أقصاه العاشر من إبريل/ نيسان لبحث الأوضاع الحالية بسوق النفط.

المصدر / وكالات