فلسطين أون لاين

سطور في أمي

ارتقت أمهات غزة في سلم الإنسانية والكرامة فتميزت عن الكثير من الرجال، من يريد معرفة معاني الصبر والصمود والعز والفخار والتضحيات والثبات والإصرار ليأتِ لأمهات مصابي وشهداء مسيرات العودة بغزة ليرى دورهم في خطوط المواجهة والنار، وليس في القصور الفارهة واستديوهات الإعلام السياحي المترف، مليونا إنسان يعيشون محاصرين في قطاع غزة نواتهم الصلبة المرأة _الأم_ التي أنجبت وأرضعت مع حليبها حب الوطن على نهج المقاومة والالتزام بالثوابت، وهي الأخت التي ساندت ودعمت، وهي الزوجة التي صبرت ورضت، وهي المناضلة المشاركة في المقاومة، وهي الأرملة التي اعتنت بأسرتها، وهي زوجة الأسير المواجهة للحياة بعزيمة ورضا.

هل يستوي الذين يحتفلون بفنادق السياحة وصالات الترفيه ومؤسسات المجتمع المخملي المدعي للحرية بمن تكابد حياة الكفاف بقطاع غزة؟

هل تشعر نساء قصور الحكم بحاجات ومشاعر أمهات الميدان بقطاع غزة؟

هل يشعر إعلاميو فضائيات السياحة والترفيه بالألم داخل أمهات الشهداء حينما ينعتونهم بالقتلى وهم الذين سقطوا بميدان الحق والحرية؟

هل تقلق أمهات الشريحة المخملية  وهي تحيي الحفلات الراقصة بمناسبة عيد الام على قلق امهات الاسرى والمعتقلين بسجون الكيان الصهيوني؟

هل فكرت أمهات الحكم وعرش السلطنة بحاجة امهات الجرحى والمعتقلين وهم يتهادون الألماس والسولتير المنهوب من المال العام؟

لماذا لا يسأل هؤلاء النسوة كيف استطاعت الام الغزاوية تدبر الحياه بالحصار؟ وكيف أنبتت اطفالها بثبات ورضا بالقليل، وامتيازها بالتأقلم على شظف العيش؟

لذلك امهات غزة يتضرعون بالدعاء (اللهم أجرنا في مصيبتنا) في من ادعى تمثيلنا بالمؤسسات والوزارات وهم ليسوا منا.

عقيدة امهات غزة تدعو للثبات وتعطي أبناءهم السلاح لمواجهة الكيان الصهيوني وتربيهم على عشق الوطن، والأم بغزة تتقبل استشهاد ابنائها برضا يوازي استجابة (أم سيدنا موسى) حين وضعته بالصندوق وألقته في البحر، فهي التي تودعه لميدان الاستشهاد مبتسمة.

إيمان الأم الفلسطينية يسمو بطبعها الشرعي فوق الإنساني وليس كإيمان المتسلقين والانتهازيين المرتبط برصيد البنوك، هكذا تحتفل امهاتنا بعيدهم على ارض العزة والحرية.. غزة لذلك استحقوا الجنة تحت اقدامهم، فسحقًا لمحتفلي الدرجات السياحية والترفيه!!

أمنا فلسطين صنعت أجيالًا لحمل رسالة تحرير الارض والانسان ،والعطاء سلوكها.

مواقف أمهات غزة تعطي دروسًا في الشجاعة والعزيمة، فهي تبادر للمشاركة لتلبية الدعوة الجهادية عند الضرورة دون وجل أو خوف.

كفاكم فخرا نساء غزة أن تكُنّ نواة الأمة التي تبرز معاني الإنسانية دون خوف، ولولا أعدادكم لأبنائكم وصناعتكم لرجال حقيقيين لما استطاع المقاومون الصبر والثبات بالميدان.

إن كانت عزة الأمة في غزة فأنتنّ الصابرات الصادقات اللواتي حاكين التاريخ رغم الجراح، فبورك العشير الراعي لتلك النماذج النسائية الملتزم برفق القوارير.