فلسطين أون لاين

​اتهامات للسلطة بملاحقة النشطاء المتضامنين مع الشهيد الأعرج

...
صورة أرشيفية
رام الله / غزة - نبيل سنونو

تواجه السلطة في الضفة الغربية، اتهامات بملاحقة نشطاء على خلفية مشاركتهم في جنازة وفعاليات التضامن مع الشهيد باسل الأعرج، الذي اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلي في السادس من الشهر الجاري، في رام الله.

ومن بين هؤلاء الناشط سامح مناصرة، الذي أطلق شبان في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وسم "#وين_سامح" للتضامن معه، بعد استدعائه للتحقيق من قبل جهاز المخابرات التابع للسلطة.

وكانت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، استخدمت الهراوات والغاز المسيل للدموع، لتفريق مسيرة سلمية قرب مجمع المحاكم في مدينة البيرة، في 13 من الشهر الجاري، خرجت للتنديد بعقد محاكمة للشهيد الأعرج.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو، خلال تفريق المسيرة، شد أحد عناصر الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، حجاب فتاة من الخلف، والاعتداء على طاقم صحفي، ونسوة، عدا عن والد الشهيد باسل الأعرج، والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي الأسير المحرر خضر عدنان.

وقال سلام مناصرة، شقيق الناشط سامح، إنه قد تم اعتقال الأخير "بسبب مشاركته في جنازة الشهيد المثقف باسل الأعرج"، مضيفا: "تم التحقيق معه بهذا الاتجاه.. مشاركته بجنازة الشهيد الأعرج".

وأوضح مناصرة، لصحيفة "فلسطين" أن شقيقه مطلوب للحضور اليوم إلى مقر المخابرات التابعة للسلطة "لاستكمال التحقيق معه"، مردفا: "حجزوا جهاز جواله وبطاقته الشخصية، وستكون لديه مقابلة لاستكمال التحقيق".

وتفاعل نشطاء عبر "فيسبوك" مع مناصرة، ومنهم ""Yousef Kwaik، الذي كتب في منشور: "سامح مناصرة .. استدعاه جهاز المخابرات يوم أول من أمس وغادر مقراتهم في المساء.. وعاد صباحاً (مرغما) لأنه وطني حر ..".

الناشط السياسي الشبابي، حافظ عمر، من جهته، شهد فعاليات تضامنية مع الشهيد الأعرج، إضافة إلى جنازته التي جرت الجمعة الماضية، بعدما أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن جثمانه الذي كان محتجزا لديها.

واغتالت قوات الاحتلال، الشاب الأعرج، عقب اقتحامها منزلا كان يتحصن به في مخيم قدورة في رام الله، بعد أن رفض الاستسلام، وخاض اشتباكا مسلحا مباشرا مع قوات الاحتلال استمر ساعتين، حتى آخر طلقة لديه.

وأوضح عمر، لصحيفة "فلسطين"، أن "الطريق الذي سار فيه باسل الأعرج لا يتوافق مع ما هو مراد للشعب الفلسطيني"؛ في إشارة إلى تمسك الشهيد الأعرج بالمقاومة المسلحة، بخلاف موقف السلطة المتمسك بالتنسيق الأمني.

وقال: "هذا النهج (الذي تبناه الشهيد الأعرج) مُحارب بشكل كبير"، معتبرا أنه يراد للشعب الفلسطيني الخنوع والانصياع للإملاءات الصهيونية الأمريكية"، مضيفا أنه بناء على ذلك من يلتف حول نهج الشهيد الأعرج من الشبان تتم ملاحقته.

وأشار إلى حوادث "القمع والملاحقة" التي تعرض لها من تفاعلوا "مع حدث استشهاد البطل باسل الأعرج منذ البداية"، لافتا إلى أن من التف حول خيار الشهيد الأعرج "تم التنكيل به، وهذا مستمر".

ونوه إلى استدعاء الناشط مناصرة للتحقيق لدى جهاز المخابرات التابع للسلطة، "وحملة التشويه والمهاجمة للشيخ المناضل خضر عدنان والملاحقات الأمنية للنشطاء هنا وهناك، ما يؤكد على نهج وتوجه أنه من سيرفض الانصياع والخنوع للإملاءات الصهيونية سيتم التضييق عليه، هذا ببساطة ما يحدث بشكل يومي"، حسب قوله.

واعتبر أن الإفراج عن الناشط مناصرة، تم "بعد ضغوطات شديدة"، معبرا عن اعتقاده بأن سبب استدعائه هو مشاركته في فعاليات تضامن واحتفاء بالشهيد الأعرج.

ونبه إلى وجود "رسائل غير مباشرة وتهديدات" تتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتشهير بالنشطاء، ضمن خطاب يصفهم "بالمرتزقة وأصحاب الأجندات والتخوين والعمالة".

وكان الناطق باسم الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، اللواء عدنان الضميري، وصف المتظاهرين قرب مجمع المحاكم في البيرة، في منشور عبر صفحته في "فيسبوك"، بأنهم "مرتزقة"، قائلا: "هناك إصرار لدى بعض الموتورين على الصدام الأهلي الداخلي"؛ على حد تعبيره.

ويشار إلى أن السلطة في الضفة كانت قد اعتقلت الأعرج، ونقلته إلى سجن أريحا ووجهت له تهمة التخطيط لمقاومة الاحتلال بالعمل العسكري.