منذ ساعات الفجر الأولى، صدح مؤذن المسجد الأقصى بأذان الفجر الأول، دون أن يرافقه أحد من المصلين، لتكون أولى الصلوات التي يبدأ فيها تنفيذ القرار الأليم في إغلاق المسجد الأقصى المؤقت.
ومرت تلك الساعات وقلوب المقدسيين يعتريها الألم، على هذا القرار، متقبلين إياه بألم شديد، نظراً لمصلحة عامة، في مواجهة "فيروس كورونا".
وأعلن مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية أمس، تعليق حضور المصلين إلى المسجد الأقصى، ابتداء من فجر اليوم، لفترة مؤقتة، وذلك "استجابة لتوصيات المرجعيات الدينية والطبية، للوقاية من انتشار فيروس (كورونا)".
وأوضح مجلس الأوقاف في بيان صدر عنه، أنه عقد جلسة طارئة استعرض خلالها التطورات الصحية التي تمر فيها مدينة القدس وباقي البلاد، وتابع المجلس الاجراءات والتعليمات الجديدة الصادرة عن المراجع الدينية والطبية المختصة.
وفي صلاة العشاء أمس، آخر صلاة قبيل إنفاذاً لقرار، صدح المصلون بالاستغفار والدعاء والتضرع الى الله بإنهاء هذا الكرب، وخرج المصلون مكبرين مرددين أناشيد الفداء للمسجد الأقصى.
وأشار المرابط في الأقصى نضال صيام إلى أن هذا الحدث يتزامن مع ذكرى الإسراء والمعراج ونهاية الخلافة العثمانية، داعياً الى العمل على حفظ المقدسات من الأعداء.
من جهتها، تساءلت المرابطة المقدسية هنادي حلواني: "هل سيغلق الأقصى في وجه المصلّين فحسب؟ أم سيغلق باب المغاربة أيضاً في وجه قطعان المقتحمين؟"
ودعت حلواني إلى اليقظة من مكر الاحتلال والحذر من أي خديعة قد يقوم بها بحق المسجد الأقصى.
وجاء قرار دائرة الأوقاف تعليق الصلاة في الأقصى بعد أسبوع من إغلاق المصليات المسقوفة داخل الحرم القدسي "كإجراء وقائي" لمنع انتشار فيروس كورونا، مع استمرار عمل جميع الموظفين والعمال والحراس وممارسة نشاطاتهم كالمعتاد.
كما يستمر رفع الآذان بالأقصى في كافة الأوقات، على أن يؤدي جميع العاملين في دائرة الأوقاف الإسلامية وحراس الأقصى المتواجدين، الصلاة في الساحات مع مراعاة الإرشادات الصحية.
جدير ذكره أن الاحتلال منع الصلاة في الأقصى في الثاني عشر من مارس العام الماضي وأجبر بعدها على فتح المسجد بضغط شعبي، وفي الرابع عشر من يوليو عام 2017 كانت المرة الأولى منذ احتلال القدس.
ومنع الاحتلال في حينه المصلين من تأدية صلاة الجمعة في الأقصى بعد عملية فدائية قرب باب الأسباط نفذها ثلاثة استشهاديين من أم الفحم المحتلة وأدت لمقتل جنديين إسرائيليين، أعقبها هبة شعبية لرفض البوابات الإلكترونية على أبواب المسجد الأقصى والتي شكلت لحظات فارقة في تاريخ المدينة المحتلة.