طالب حقوقيان، السلطة الفلسطينية بضرورة توفير كل السبل والدعم لقطاع غزة، لمواجهة وباء "كورونا" العالمي الذي أُعلن مؤخرا إصابته مواطنين اثنين من القطاع قادمَين من باكستان، داعين لإنهاء الانقسام وإتمام الوحدة الفلسطينية من أجل ذلك.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، أعلنت فجر أمس، اكتشاف أول إصابتين، بفيروس كورونا في قطاع غزة، لحالتين قدمتا من باكستان الأسبوع الماضي.
وأكد رئيس مجلس إدارة الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" صلاح عبد العاطي، أن تفشي هذا الوباء يتطلب رفع الإجراءات العقابية عن قطاع غزة، وتوفير كل الأدوية المطلوبة.
وشدد عبد العاطي خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين"، على ضرورة "دعم القطاع الصحي وإرجاع رواتب العاملين فيه، وتقديم كل أشكال الدعم والتعاون الخلاّق، بالشكل المطلوب للحد من جائحة كورونا".
وأوضح أن مسؤولية السلطة وكافة الأطراف بما فيها غزة، اتخاذ كل التدابير المطلوبة للحد من انتشار هذا المرض وفق البروتوكولات والمعايير التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية، مستفيدة من تجارب الشعوب المختلفة.
وقال عبد العاطي: "في بداية الأمر كان هناك نوع من الاستهتار، لكن تم تداركه بجملة من التدابير اللازمة"، معرباً عن أمله اتخاذ كل التدابير المطلوبة لضمان الحد من هذا المرض، ومنع انتشاره خاصة في ظل ضعف قدرة القطاع الصحي، نتيجة الكثافة السكانية.
وبيّن أنه في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها المواطنون في القطاع، تستلزم أعلى درجات الانضباط والمسؤولية من السلطة والجهات الحكومية لاتخاذ كلّ ما يلزم لضمان صحة المواطن.
ويتفق مع ذلك الخبير القانوني د. عبد الكريم شبير، إذ أكّد على ضرورة أن يكون مواجهة المرض عنصر وحدة للشعب الفلسطيني، وإنهاء للانقسام بين غزة والضفة.
وشدد شبير خلال حديثه مع "فلسطين"، على ضرورة أن يكون هناك تفكير جدي لدى المسؤولين بضرورة إتمام الوحدة الفلسطينيين، لأنها صمام أمان الشعب الفلسطيني، وصولاً لتجاوز محنة تفشي "كورونا".
وأشار إلى وجود تكافل ووحدة بين أطياف الشعب الفلسطيني في مواجهة "كورونا"، معرباً عن أمله بأن ينسحب ذلك على القيادة السياسية من حيث إنهاء الانقسام، وتكثيف التعاون بين شطري الوطن.
ونبّه شبير إلى ضرورة إبعاد الخلافات السياسية عن الأوضاع والحقوق الصحية في ظل تفشي مرض "كورونا" ووصوله لقطاع غزة الذي يعاني حصاراً اسرائيلياً منذ أكثر من 14 سنة.
وأثنى على جهود وزارة الصحة، التي وضعت الخطط وشكّلت اللجان الخاصة لمتابعة الاستعدادات لمواجهة مرض "كورونا"، مطالباً في الوقت ذاته، المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية والمؤسسات الدولية، بضرورة القيام بواجباتها تجاه القطاع، وفق الاتفاقيات القوانين الدولية.
وبيّن أن المجتمع الدولي لم يقم بواجباته تجاه القطاع الصحي الذي يعاني أوضاعاً صعبة، بفعل الحصار الإسرائيلي المستمر على غزة.
وفي وقت سابق، اعتبر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في فلسطين، جيمي ماكغولدريك، أن وصول فيروس كورونا قطاع غزة "قد يكون مخيفا نتيجة الاكتظاظ السكاني ومحدودية النظام الصحي".