فلسطين أون لاين

نتنياهو يحتمي بـ"كورونا" وتكليف غانتس قد يفتح له بوابات السجن!

...
(أرشيف)
غزة - يحيى اليعقوبي

سعى زعيم حزب "الليكود"، بنيامين نتنياهو، لاستثمار وباء "كورونا" القاتل، لمحاولة النجاة بحياته السياسية، عبر اقتراحه تشكيل "حكومة طوارئ" وفرض حالة طوارئ على المحاكم الإسرائيلية، وهو أمر مكنه من النجاح في تأجيل جلسات محاكمته بالفساد، لكن تكليف خصمه بيني غانتس بتشكيل الحكومة المقبلة، جاء على عكس ما تشتهي رياح طموحاته المستقبلية.

وأعلن طاقم القضاة في محكمة الاحتلال المركزية في القدس المحتلة، قبل أيام تأجيل أولى جلسات محاكمة نتنياهو، وذلك بعد رفض المحكمة ذاتها الأسبوع قبل الماضي طلبه بتأجيل بدء محاكمته بتهم فساد لـ(45) يومًا.

وقال نتنياهو، قبل أيام، إنه نقل مقترحًا إلى رئيس حزب "أزرق أبيض"، بيني غانتس، للانضمام إلى "حكومة طوارئ قومية" تستمر ولايتها نصف سنة. وحسب مقترح نتنياهو، فإنه لن يكون بإمكانه إقالة وزراء من "أزرق أبيض"، ولن يكون بإمكان الأخيرة تقديم مقترح حجب ثقة عن رئيس الحكومة.

لكن حيل نتنياهو جاءت على عكس ما كان يتمنى، إذ أن الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، كلف يوم الاثنين، رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس بتشكيل الحكومة المقبلة، بعد عام من الجمود السياسي، بعد أن حاز على توصية "القائمة العربية المشتركة".

ودعا غانتس خصمه نتنياهو إلى الانضمام إليه قائلا "سأفعل كل ما في وسعي لتشكيل حكومة وطنية واسعة في غضون أيام قليلة (...) أردت دائما الوحدة".

وشدد على أن "(إسرائيل) يجب ألا تذهب إلى انتخابات رابعة".

استغلال أدوات

ورأى المختص في الشأن الإسرائيلي نظير مجلي، أن نتنياهو حاول (قبل تكليف غانتس) دفع (الدولة) لمشكلة التباينات عبر استغلال الأدوات بما فيها "كورونا"؛ كي لا يمثل للمحاكمة.

وقال مجلي لصحيفة "فلسطين"، إن نتنياهو يستطيع إدارة الحالة الصحية دون "حكومة طوارئ"، لكنه أراد تشكيلها؛ لأجل البقاء كرئيس للحكومة، وفرض حالة طوارئ على المحاكم لإبعاد موعد محاكمته.

وأضاف أنه سواء نجح نتنياهو في ذلك، لكن في نهاية المطاف سيمثل أمام المحكمة ولن يستطيع تجاهلها، مشيرًا إلى أن نتنياهو سعى لجلب قوى سياسية إسرائيلية لحكومة الطوارئ كي يستطيع استغلالها بتجاوز المحكمة.

وأراد نتنياهو من هذه الخطوة، وفق مجلي، التهرب من جلسة الاستماع أمام المحكمة بعدما أصرت المحكمة أن تجري الجلسة بموعدها ورفضت طلب التأجيل المقدم من نتنياهو.

النزول عن الشجرة

وقال المختص في الشأن الإسرائيلي نهاد أبو غوش: إن الخلافات القائمة بين الأحزاب الإسرائيلية، كانت خلافات على أسس برامجية والزعامة، "وهذا ما دفع قادة الأحزاب للصعود إلى شجرة عالية لم يستطيعوا النزول منها".

وأضاف أبو غوش لصحيفة "فلسطين": إن "النزول عن الشجرة جاء بعامل خارجي وفر لقادة الاحتلال سلمًا للنزول إلى أرض الواقع".

ورأى أن فترة "حكومة طوارئ" لمدة عام كافية لنتنياهو لتجاوز القضية، "فيها يكون العالم قد توصل للقاح طبي له، ومن ثم يتفادى نتنياهو من جهته الإدانة القضائية ويقوم بعمل تفجيرات أو يستحدث أشياء تمكنه من التملص من المحاكمة".

ولفت إلى أن نتنياهو يخوض معركته الشخصية مع القضاء بخلاف المعركة التي يخوضها حزب "الليكود" لتشكيل الحكومة، مشيرًا إلى أن هناك أكثر من تجربة في دولة الاحتلال عبر تشكيل "حكومة طوارئ".