قائمة الموقع

مبادرات الوقاية من "كورونا".. تهمة إسرائيلية جديدة بحق المقدسيين

2020-03-18T10:44:00+02:00
(أرشيف)

لم تسلم مبادرات المقدسيين المجتمعية للوقاية من انتشار فيروس "كورونا" عن سياسات الاحتلال الإسرائيلي القمعية؛ تحت حجج وذرائع واهية، لتصبح تهمة جديدة تستوجب الملاحقة والاعتقال

وانطلقت الأيام الماضية في مدينة القدس المحتلة، مبادرات شبابية تتمثل في توزيع نشرات وتعليق نشرات توعوية بأحياء القدس وشوارعها للوقاية من الفيروس إلى جانب تعقيم المسجد الأقصى وباحاته والمصلين فيه.

ووجد 12 مبادرًا مقدسيًا، أنفسهم رهن الاعتقال في سجون الاحتلال، بتهمة "خرق السيادة الاسرائيلية على القدس".

وذكرت جهات مقدسية أن مجموعات شبابية متطوعة قامت بتعقيم بعض المرافق العامة في حي الصوانة وبلدة سلوان، ليفاجؤوا خلال عملهم بمهاجمتهم من ضباط وقوات الاحتلال واعتقال بعضهم وتحويلهم للتحقيق، لتوزيعهم "ملصقات حول الفيروس".

وقال نائب مدير عام أوقاف القدس ناجح بكيرات: إن الاحتلال الإسرائيلي يثبت في كل لحظة أنه احتلال قمعي عنصري يعمل دون أي خطوط حمراء.

وأضاف بكيرات لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال وفي ظل قمعه المبادرات الشبابية لتعقيم مدينة القدس، ومحاولة عرقلة الأمر في المسجد الأقصى، يثبت أنه "يريد أن ينتشر هذا المرض وألا يقي الناس أنفسهم منه".         

وتساءل باستهجان: "ما هي الخطورة التي أقدم عليها الشبان، ليتم اعتقالهم، واتهامهم بخرق السيادة الإسرائيلي؟"، مضيفا "أي سيادة هذه التي يتم خرقها بتعقيم شارع أو حي أو مسجد".

وأكد بكيرات أن القمع والاعتقال سياسة متبعة لا تنفك عن ممارسات الاحتلال اليومية، إلا أنها ومع ارتباطها مع فيروس "كورونا"، أوحت للمقدسيين بأن الاحتلال يريد إصابة المواطنين في المدينة المحتلة بهذا الفيروس؛ "للتخلص منهم".

أهداف إسرائيلية

وقال مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية في القدس، زياد الحموري: إن المبادرات والحملات المجتمعية التي قام بها الشبان المقدسيون للوقاية من "كورونا"، وتم اعتقالهم لاحقا، كان من المفترض أن يقوم بهذه الإجراءات سلطات الاحتلال ذاتها، سيما أن المدينة وسكانها يخضعون للاحتلال (المسؤول الأول والأخير عنها).

وأضاف الحموري لصحيفة "فلسطين": بلدية الاحتلال هي من تدير المدينة، وهي الأولى بحماية المقدسيين من فيروس "كورونا"، مستغربًا من الممارسات التي قامت بها قوات الاحتلال تجاه الشبان أصحاب المبادرات.

وأكد أنّه من الواضح أن الاحتلال لا يريد أن تنبثق أي مبادرة لحماية المقدسيين، وتقديم الخدمات لهم في إطار الحماية من الفيروس.

ورأى أن الاحتلال يسعى عبر الممارسات القمعية التي ينفذها، باستكمال "شعور السيادة الكاملة على القدس بكل جوانبها".

وشدد الحموري على أن الاحتلال يحارب بشتى الوسائل الوجود الفلسطيني في مدينة القدس، والسعي إلى بسط سيطرته وتشديد خناقه على أهل المدينة، فيما يتملص كـ"قوى محتلة" عن مسؤولياته عن المدينة ويترك الفلسطينيين وحدهم في مواجهة الأمراض أو الكوارث وغيرها. 

اخبار ذات صلة