فلسطين أون لاين

تقرير نواب الكونجرس المعارضين لهدم منازل الفلسطينيين..هل يؤثرون على ترامب؟

...
(أرشيف)
غزة- يحيى اليعقوبي

تكتسب دعوة 64 عضوًا بالكونغرس الأميركي، في رسالة موجهة إلى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أمس، بمعارضة هدم سلطات الاحتلال الإسرائيلي، منازل الفلسطينيين ورفض تمويل بلادهم لعمليات الهدم، أهمية كبيرة، وفق مراقبين، نظرا لثقل الكتلة البرلمانية الأمريكية في الضغط على صانع القرار في البيت الأبيض.

وتأتي هذه الرسالة التي تطالب بوقف عمليات الهدم في الضفة الغربية المحتلة وتحديدًا في شرقي القدس المحتلة التي ضمّها ترامب لـ(إسرائيل)، لتدلل على أن سياسة إدارة الرئيس الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية لا تحظى بإجماع برلماني في الولايات المتحدة.

وفي نص الرسالة فقد أبدى أعضاء الكونغرس، قلقهم إزاء استمرار هدم المنازل والنقل القسري للمدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما في ذلك عمليات الهدم الأخيرة في وادي الحمص ومجتمعات محلية أخرى في شرقي القدس.

وطالبوا الحكومة الأمريكية بالضغط على حكومة الاحتلال لمنع نقل المزيد من الأسر قسراً وتدمير منازلها.

وجاء في الرسالة أن حكومة الاحتلال سرَّعت مؤخراً من معدل هدم المنازل، في الضفة الغربية، فيما سجل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية زيادة بنسبة 45 % في عمليات هدم المنازل والمباني المدنية الأخرى في عام 2019 مقارنة بعام 2018.

معارضة جماعية

الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات د. حنا عيسى يرى أهمية في تلك الدعوة، "لأن الشعب الأمريكي ممثلا بمجلس النواب يوجهون رسالة للرئيس دونالد ترامب مفادها، أنه لا يجوز الموافقة على هدم المنازل بالأراضي الفلسطينية، ودعم العقاب الجماعي".

ويضيف عيسى لصحيفة "فلسطين": "أن الرسالة تعترض على اعتراف ترامب بالقدس عاصمة للاحتلال، وتدلل على أن إجراءات ترامب تعيق أي تقدم في عملية التسوية والاستقرار بالشرق الأوسط".

ويشير إلى أن سياسة سلطات الاحتلال بهدم بيوت الفلسطينيين متصاعدة، بعدما هدمت نحو 619 منزلا في الضفة الغربية العام الماضي، منها 150 منزلا بالقدس المحتلة وشردت قرابة ألف شخص، خصوصًا في منطقة وادي الحمص التي ارتكبت فيها (إسرائيل) جرائم ضد الإنسانية، وهذا كله سياسة ممنهجة هدفها تهجير الفلسطينيين عن أرضهم.

موقف مشرف

من جانبه، يرى الباحث في شؤون القدس د. جمال عمرو أن الرسالة بحد ذاتها موقف مشرف، وهذا يدلل أنه لا يمكن النظر لشعوب العالم أنهم قطيع منقادون، ودليل أن صاحب الحق يستطيع تسويق قضيته على أركان الكون ولا يستسلم وكأن أمريكا لون واحد.

وقال عمرو لصحيفة "فلسطين": الرسالة تدلل على أن أهل فلسطين لهم أنصار حتى بين أفراد الشعب الأمريكي، لكن اللافت هنا أنها جاءت في ظل غياب منظمة التحرير بعد وقف الإدارة الأمريكية عملها في واشنطن، مما يدلل على أنها مبادرة جاءت من أعضاء الكونغرس وبالتالي لم يكونوا تحت تأثير المنظمة، وهذا يكسب الرسالة قوة وأهمية سياسية تساهم في الضغط على إدارة ترامب للتراجع عن قراراتها تجاه الأراضي الفلسطينية.

ويصف عمرو الرسالة بأنها "بالغة الأهمية" كونها جاءت من خارج المنظومة العربية، وتشكل رافعة ومؤشرا مهمًا بأن المزاج العالمي ليس واحدا كما يسوقه الاحتلال وكأن كل أطياف الشعب الأمريكي تساند الاحتلال، وهذا ما يجب أن تتفهمه قيادة السلطة الفلسطينية وتعمل على استغلاله في الساحة الدولية.