فلسطين أون لاين

الطبيعة وصناعة الموت

المحرك الأول للكون نظم الحياة وفق تشريعات تحفظ حقوق جميع المخلوقات الكونية، من طغى عليها دخل طريق الشقاء ومن تدخل لتغيير المسارات وأنظمة العمل الكونية اختلت الطبيعة.. عندها ستخرج أسوأ وأخطر الكوارث الكونية مثل الأوبئة والكوارث الطبيعية والخطايا البشرية والحروب الدموية (وما كورونا الصين) ببعيدة والسبب الظاهر لهذا الوباء، أكل ما يخالف صحة الانسان وكرامته، عدم الالتزام بقوانين النظافة، كسر الحواجز بين الإنسان والحيوان!!؟ تدني مستوى التعامل مع الانسان وكرامته لمستوى الآلة.. كل هذا يخالف دستور المحرك الاول للكون ،التقدم الصناعي والعلمي دون اخلاق تحفظ سمو كرامة الإنسان لا يؤسس حضارة وينتج أوبئة كونية.

المثال الثاني: تسونامي الرهيب الذي حرك الجزر من مكانها سنة 2004 بل حرك اليابسة بالكون كله سنتيمتر، واصاب العالم بالذعر والرعب والهلع وكان اشد زلزال من سنة 1900م (9 رختر) قبالة ساحل إقليم آتشيه بجزيرة سومطرة شمال اندونيسيا، وأشارت الدراسة إلى أن الكوكب بأسره واصل الارتجاج لأسابيع بعد الزلزال الاصلي، فكان يهتز كالجرس كل 17دقيقة ، وتسونامي باليابانية تعني (أمواج الموانئ) والسبب المقدر للتسونامي هو الانشطة البشرية والصناعية المتسببة للاحتباس الحراري.

في بداية 2000م اعلن العلماء ان كوكب الارض دخل مرحلة كارثية بتغيير مناخ الارض للأسوأ وحرارتها سترتفع سنويًّا بسبب التلوث الكوني من عادم الانتاج الصناعي، وهذا بدوره سيساعد على تصحر الارض التي تفقد سنويا 10هكتار زراعي، كل ذلك بسبب تدخل البشر ونشاطهم غير المقنن الذي يرهق انظمة البيئة والطبيعة ويهدد صحة البشر والحياه البرية والبحرية.

تتحمل الدول المتقدمة صناعيا 90% من اسباب الإضرار بالبيئة والطبيعة والبشر وباقي الاحياء وهي مطالبة بتطبيق اتفاقية المناخ سنة 1992م والانتقال لأسس الصناعة النظيفة.

احتباس الحرارة داخل غلاف الارض الجوي تعتبر ظاهرة حديثة على المجتمع البشري، حيث اصدرت الهيئة الحكومية الدولية للتغيير المناخي تقريرا يفيد بارتفاع درجة حرارة الارض بشكل متنامٍ منذ بداية التسعينات واتخذت اجراءات للحد من ذلك، اهمها: بروتوكول كيوتو ، حيث وصفت العالم (بصوبة زجاجية كبيرة) تسمح بدخول اشعة الشمس وتمنع خروجها، بذلك ترتفع حرارة كوكب الارض مقارنة بالمحيط فيكتوي جميع من عليها، آليات كيوتو هي ضريبة الكربون وتجارة الانبعاثات.

النشاط البشري من صناعة واستخدام المحروقات سبب اساسي بانبعاث غاز (ثاني اكسيد الكربون وبخار الماء والميثان والاوزون واكاسيد النيتروجين ومركبات كلور وفلوروكربون) كلها تساعد على رفع درجة الحرارة، وممارسات الانسان السيئة ابرزها : إزالة الغابات والمناطق الخضراء للتوسع الصناعي التجاري وتلوث البحار والمحيطات وحرق النفط، تحوّل نعمة التقدم الصناعي الحضاري الى نقمة ضد الانسان.

اهم تداعيات الاحتباس الحراري:

  1. اضطراب حركة التيارات والامواج في البحار والمحيطات.
  2. تغيير مسارات التيارات الهوائية وكميات السحب والثلج.
  3. ارتفاع مستوى سطح البحر والفيضانات والاعاصير وذوبان الكتل الجليدية والصخرية.
  4. تكرار ظهور موجات الحر والجفاف.
  5. حرائق الغابات مثل ما يحدث في استراليا والبرازيل اليوم.
  6. غرق سواحل المدن البحرية بل اختفاء شواطئها.

 

  • أما بما يخص التربة والزراعة والبيئة، فيُحدِث الاحتباس الحراري:
  1. زيادة نسبة الاراضي الزراعية المتصحرة.
  2. انخفاض الانتاج الزراعي للمحاصيل.
  3. زيادة نسبة الجفاف.
  4. تغيير انماط الامطار.
  5. ارتفاع ملوحة وحموضة مياه البحر، مما يميت الحياه فيه.
  6. نقص مياه الشرب النظيفة.

 

  • الاحتباس الحراري يؤدي الى الاوبئة والامراض الكونية مثل :الملاريا وحمى الضنك والتيفوئيد والكوليرا وقد تنتج عنه اوبئة جديدة في الاسم والشكل ،وهذا ما نراه في الصين حديثا (فايروس كورونا).

هذا ما كسبته البشرية من صناعة الحضارة والتكنولوجيا الصماء المعتمدة على التسوق المادي بمنطق الربح والخسارة دون كرامة انسانية.

  • المحرك الأول أسس الدستور الكوني ببعدين.. مادي وروحاني، أما البشر من يدعون الانسانية والكرامة، ذهبوا بعيدا بالمعادلة الانتاجية والثورة الصناعية العلمية فانفجر فساد الدنيا بين ظهرانينا، فاندلعت الحروب العالمية الاستعمارية لنهب ثروات الارض والاستحواذ والسيادة على مواد الإنتاج الخام والاسواق، واستعباد المهزومين وتسخيرهم في العملية الانتاجية فكان الخاسر الوحيد هو الانسان ،رغم ادعاء ارباب الطغيان الدنيوي بناء حضارة لراحة الانسان وكرامته.

المالكون للقوى البشرية ومواد الخام ذهبوا لتأسيس آفة الارهاب الاسود ليكملوا السيطرة الاستعمارية على ما بقي من اركان معادلة الانتاج في العالم ،وهي مناطق التسويق والطرق الدولية للتجارة ،واستثمروا في الطبيعة ومكوناتها دون اخلاق ،فمنهم من بنى المصانع والشركات ومنهم من سعى للهيمنة والسيطرة على مصادر الطاقة وطرق التمويل الدولية ولم يتردد في تدمير دول وترحيل شعوب ،فالأول افسد البيئة والطبيعة ونتج عنه احداث الاوبئة (آخرهم فيروس كورونا) والثاني نتج عنه دمار المجتمعات وتشريد الشعوب وإحداث جيوش جرارة من اللاجئين وانظمة حكم فاشلة وافلاس النظام الاقتصادي العالمي ،بعكس اصول الحكم واصلها.

عندما سادت الحضارة الاسلامية وتولت حكم الارض ،سدت حاجة الناس وحاولت تلبية رغباتهم وارتقت بعلمهم وايوائهم وكسائهم وسترهم وحفظ امنهم وانشغالهم بتوفير حياه كريمة للرعية وإشغال ايدي الناس بالخير قبل ان تُشغل بالفساد والافساد.

النشاط البشري غير المنضبط في كل المجالات الكونية مادية وروحانية ينتج عنه غزارة إنتاج وسوء في التوزيع فتسيطر الأوبئة الصحية وتكون الأمراض الفتاكة، أما الأوبئة الأخلاقية فينتج عنها التطرف والطغيان في كل السلوك البشرية.