فلسطين أون لاين

بالفيديو "كورونا" والإخلال باليوم المُقدّس لـ"نجاة الأغا"!

...
نجاة الأغا والدة الأسير ضياء الأغا (تصوير/ ربيع أبو نقيرة)
خان يونس - ربيع أبو نقيرة

تحاول السيدة نجاة الأغا (70عاما) إخفاء دموعها ومشاعرها التي فضحت أمر ضيقها وحزنها عندما بدأت حديثها عن تعليق اعتصام أهالي الأسرى الأسبوعي لأول مرة منذ نحو ثلاثة عقود، بسبب مرض "كورونا" الذي يجتاح العالم.

حشرجة أصابت صوتها حد البكاء، وانخفضت نبرة صوتها وتباطأت وتيرة حديثها، إلى جانب علامات الهزل العام والضعف، التي ظهرت على ملامح وجهها، نتيجة خلل أصاب جدول أعمالها يوم الاثنين.

ويُعد يوم الاثنين يوما مقدسا بالنسبة للسيدة نجاة والدة الأسير ضياء زكريا الأغا، سيما أنها وزوجات الأسرى وأمهاتهم يواسين أنفسهن به من خلال تواجدهن في مقر الصليب الأحمر الدولي بغزة، ويدعمن صمودهم -الأسرى- ويُعلين من معنوياتهم في سجون الاحتلال.

الأغا قالت في حديثها لـ"فلسطين أون لاين": "دموعي نزلت وشعرت بضيق شديد لبقائي في المنزل، وكنت كل يوم اثنين أصحو من نومي فجرا وأصلي وأتجهز للذهاب إلى مقر الصليب الأحمر بغزة".

وتابعت: "هذا اليوم مقدس بالنسبة لي، أنزل به إلى ساحة الاعتصام حتى لو كنت مريضة، فقد اعتدت عليه منذ تسعينيات القرن الماضي"، مشيرة أنها منذ عام 1990 وهي تعتصم أمام مقر الصليب الأحمر، عندما كان ابنها عزام معتقلا في سجون الاحتلال -تحرر في أغسطس عام 1993 بعد 4 سنوات اعتقال-.

وشددت الأغا "رغم حالة الإحباط التي عايشتها على مدار ثلاثة عقود، سأواصل اعتصامي، وإن خرج ضياء المحكوم بالسجن مدى الحياة سأستمر به أيضا حتى آخر لحظة في حياتي، ولن أتوقف عنه إلا بتحرير جميع الأسرى، فأنا ذقت عذابات الحرمان وأعرف ما يشعر به ذويهم".

وأوضحت أن الهدف من اعتصام الأهالي هو إبراز قضية الأسرى وتفعيلها محليا ودوليا و"أن نقول للعالم يوجد أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي شعبهم وأمهاتهم يطالبون بالإفراج عنهم".

وبيّنت الأغا أن ذوي الأسرى تعودوا على ذلك وإيقاف الاعتصام لأي ظرف كان، يُعد بمثابة دفن لقضيتهم وتركهم وتركنا في المجهول، قائلة: "عند إخبارنا بإيقاف اعتصام الأسرى إلى إشعار آخر انتابنا الحزن وشعرنا بالإحباط".

 

وتابعت: "مرض كورونا بالنسبة لي كأم أسير أسهل وأهون من الحزن والألم الذي أمر به، لأن الموت حق، لكن العذاب لهيب، ونحن نموت كل يوم بلهيب العذاب، لذلك هذا القرار صعب علينا".

ولفتت والدة الأسرى -الاسم الذي عرفت به في ساحات الاعتصام- أنها ممنوعة من زيارة نجلها منذ فترة طويلة بحج أمنية واهية، مشيرة أن سلطات الاحتلال سمحت لها بزيارته أربع مرات العام الماضي بعد حرمان من الزيارة ثلاث سنوات، موضحة في الوقت ذاته أن أطول فترة منع عاشتها امتدت خمس سنوات متواصلة.

 

وشرحت المعاناة الكبيرة التي عايشتها في زياراتها الماضية من تفتيش عار وانتظار طويل ومعاملة قاسية وانتهاكات لا حصر لها آخرها المنع الأمني من الزيارة.

ولفتت أنها أجرت عملية جراحية -إزالة المرارة- في شهر سبتمبر العام الماضي، وكانت تتمنى رؤية نجلها ليطمئن على صحتها ويقول لها، حمدا لله على سلامتك يا أمي؛ لكن ذلك لم يحدث.

 

وقالت الأغا: "أنا سيدة مسنة لا أشكل خطرا على أمن الاحتلال،.. ما يحدث هو أن الاحتلال يضغط على الأسرى وعلينا لكسر إرادتنا، لكنهم لن يكسروا إرادتنا ونحن مؤمنون بقضيتنا ومؤمنون بأن أبنائنا سيخرجون يوما غصبا عن السجان".

وتابعت بعد تنهيدة: "البعد صعب يا بني،.. ابني محمد قضى 12 سنة في السجون دخل في 4/5/2003 وخرج بذات التاريخ عام 2015، وكانت فرحتي به ممزوجة بالألم والحرمان من شقيقه ضياء الذي دخل السجن عام 1992، أي قبله بـ13 سنة وبقي بعده حتى اللحظة، وهو محكوم بالسجن مدى الحياة، وهو عميد أسرى قطاع غزة".

وأكملت الأغا: "سافرت إلى بلدان عدة لتمثيل أمهات الأسرى، وكنت أول امرأة فلسطينية تدخل قاعة الأمم المتحدة بالثوب الفلسطيني، ناشدت كل العالم للضغط على (اسرائيل) لإطلاق سراح أبنائنا، وجدنا أن الشعوب تقف معنا، لكن الرؤساء والملوك لا حياة لمن تنادي".

وأعربت عن تخوفها من انتقال مرض كورونا إلى الأسرى عبر السجانين الإسرائيليين والسجناء الجنائيين، قائلة: "ليس بعيدا على العدو محاولاته قتل أسرانا والقضاء عليهم".

 

المصدر / فلسطين أون لاين