رغم جائحة فيروس كورونا، وانشغال الفلسطينيين بأوضاعهم الصحية والمعيشية، فإنهم يتابعون تطورات الحالة السياسية في إسرائيل، وما ستؤول إليه التحالفات والتقاطعات الحزبية، ولا سيما بعد أن أضحت القائمة العربية المشتركة لاعبًا رئيسًا في ساحة الأحزاب الإسرائيلية.
كان لافتًا موقف حزب التجمع الوطني الديمقراطي غير المعترض على تكليف بني غانتس بتشكيل الحكومة الإسرائيلية، وكان ممثِّلو التجمُّع في القائمة المشتركة قد دعوا إلى عدم التوصية لغانتس في مرات سابقة، وذلك بسبب أيديولوجيته الصهيونية ومواقفه اليمينية، التي لا تختلف كثيرًا عن مواقف الليكود، وتاريخه العسكري الدموي والعدواني، ولأنّه أعلن استعداده لإقامة حكومة وحدة قومية‘ مع الليكود، ومع ذلك؛ ألتزم أعضاء التجمع بقرار الأغلبية.
التزام التجمع بقرار القائمة المشتركة بالتوصية لغانتس لا يعني الموافقة المسبقة على حكومة يشكلها غانتس، تضم ليبرمان، وتضم عضوي الكنيست بوعاز هندل وتسفبكا هاوزر، وكلاهما يرفض المشاركة في حكومة يشارك فيها العرب، أو يدعمها العرب، وهذا الذي يجعل فرصة غانتس في تشكيل الحكومة أصعب بكثير من فرص نتنياهو، وهذا ما يعترف به قادة من حزب كحول لبان أنفسهم.
فإذا أضيف لما سبق موقف ليبرمان الذي يدرك أن حكومة مدعومة من القائمة العربية المشتركة سيكون عمرها قصيرًا جدًّا، ومشاركته في مثل هذه الحكومة ستفقده أنصاره ومؤيديه، من هنا فإن مسألة نجاح غانتس في تشكيل حكومة تبدو مستحيلة، ولا سيما أن استطلاعات الرأي قد أشارت إلى أن أكثر من 48% من الإسرائيليين ضد حكومة مدعومة من القائمة المشتركة، وهذا الإجماع سيؤثر في أقطاب اليمين في تكتل حزب كحول لبان، ولا سيما أعضاء من حزب تيلم الذي يقوده موشي يعلون، وقد أدركوا حجم التحول في مزاج الشارع الإسرائيلي الذي يؤيد بنسبة 61% حكومة طوارئ.
ورغم خطاب رئيس الدولة، فلا مؤشر على إمكانية نجاح حكومة وحدة وطنية أو حكومة طوارئ حتى اللحظة، لتظل فرصة نتنياهو في تشكيل الحكومة هي الأقوى، ما لم تكن هناك انتخابات رابعة، ولدى نتنياهو ما يراهن عليه، ولا سيما بعد أن رفضت أورلي أبيكسيس زعيمة جيشر التوصية لغانتس، الذي دفعه نتنياهو إلى اختبار تشكيل حكومة لن يقدر عليها، لتؤول الأمور بعد ذلك إلى نتنياهو؛ الماكر الذي سيضمن انضمام حزب العمل إلى تكتله الحاكم، إضافة إلى آخرين سيتركون حزب كحول لبان.
حديثي عن استحالة تشكيل حكومة إسرائيلية بقيادة كحول لبان رسالة تحذير إلى قيادة السلطة الفلسطينية، بأن الرهان على استئناف المفاوضات باطل، وأن الانتظار لمتغيرات داخل المجتمع الإسرائيلي غير مثمرة إلا المزيد من الاستيطان، وليس أمام قيادة السلطة الفلسطينية إلا التوجه إلى غزة، واحتضان تنظيمات المقاومة بهدف تحقيق المصالحة الوطنية، وإنهاء الانقسام الفلسطيني كأنسب رد على التطرف الإسرائيلي، وعلى دولة ترى نفسها يهودية خالصة، وهي صاحبة فلسطين، وترى الأغيار أجراء بقوت يومهم.
ملحوظة: لمواجهة فيروس كورونا، ينتظر أهل غزة قرار الرئيس صرف رواتب موظفي غزة كاملة، وإعادة الرواتب المقطوعة للموظفين والشهداء والأسرى والجرحى!