اعتبر مختصان في شؤون اللاجئين، أن الأزمة المالية التي تعيشها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" ليست بالجديدة، وهي بمنزلة مؤامرة خطيرة ومنظمة ومتدحرجة تقوم بها وكالة الغوث بهدف التنصل التدريجي من مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين.
وحذر المختصان من إقدام الوكالة على تقليص جزء من خدماتها بسبب الأزمة المالية التي تعصف بها، متوقعينِ أن يتأثر العاملون فيها والبرامج الإغاثية والخدمات الاجتماعية التي تقدمها للاجئين.
وكان مدير عمليات الوكالة الدولية في قطاع غزة، ماتياس شمالي، قال في تصريحات صحفية لوكالة "الأناضول": إن إجمالي العجز الذي تعانيه الوكالة الأممية لهذا العام يقدَّر بنحو مليار دولار، من أصل 1.4 مليار"، محذرًا من أن الوكالة قد تضطر لاتخاذ قرارات صعبة في نهاية إبريل/ نيسان المقبل، فيما يتعلق بتقديم خدماتها، حال استمرت الأزمة على ما هي عليه.
توحيد الجهود
وقال الباحث والمختص في شؤون للاجئين خالد السراج: "إن تحذيرات شمالي، هي محاولة لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية تجاه اللاجئين الفلسطينيين خاصة في قطاع غزة في ظل ما يعانيه اللاجئين من تدهور أوضاعهم الاقتصادية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أعوام".
وحذر السراج لصحيفة "فلسطين" من إقدام الوكالة على تقليص جزء من خدماتها بسبب الأزمة المالية التي تعصف بها، واصفًا إياها بالمؤامرة الخطيرة المبرمجة ومنظمة ومتدحرجة بحق اللاجئين والعاملين بها هدفها إنهاء خدماتها.
وحث الأمم المتحدة على تحمل مسؤولياتها لسد العجز المالي الذي تعانيه وكالة الغوث كي تواصل خدماتها الانسانية والخدماتية بعيدًا عن أي ابتزاز دولي، داعيًا لتوحيد كل الجهود لإفشال جميع المحاولات الرامية لإنهاء عمل "أونروا".
وطالب الباحث والمختص في شؤون للاجئين، لتكاثف وتوحيد الجهود والرؤية الفلسطينية تجاه إنهاء الأزمة المالية التي تعانيها الوكالة، وحث الدول الداعمة والصديقة للشعب الفلسطينيين لمواصلة دعم "أونروا" حتى إنهاء معاناتها.
تقليصات مبرمجة
في حين قال الكاتب والباحث في شؤون اللاجئين زياد الصرفندي: "إن تحذيرات أونروا ليست بالجديدة لكنها مقدمة لسلسلة تقليصات قد تلجأ لها في نيسان المقبل".
وأضاف الصرفندي لصحيفة "فلسطين": "إن التقليصات مسألة سياسية بامتياز وهي مبرمجة وممنهجة منذ أعوام، وهدفها تقليص خدماتها وبداية لإنهاء عملها وتصفية حقوق اللاجئين".
وأكمل: "إن الخدمات التي تقلصها أونروا لا تعيدها"، محذرًا من سياسة التقليصات التي تلجأ لها الوكالة، وضرورة العمل على مواجهتها ودفع الدول المعنية لمواصلة دعمها كي تواصل عملها لرعاية وإغاثة اللاجئين الفلسطينيين حتى عودتهم إلى قراهم وديارهم التي هجروا منها.
ودعا الصرفندي، كل أبناء الشعب الفلسطيني بقيادته وفصائله للتواصل مع كل الدول العربية لسد العجز المالي الذي تعانيه وكالة الغوث كي تواصل عملها.
يشار إلى أن الأونروا تأسست كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية لحوالي 5.4 ملايين لاجئ من فلسطين مسجلين لديها في مناطق عملياتها الخمس.