بعض أنباء كورونا تأخذ في الخيال كثيرا لدرجة الضحك. أنباء واردة من الهند تظهر بالصورة جماعة من الهنود رجالا ونساء يشربون من بول البقرة، (الإله المقدس) عندهم بغرض الاستشفاء من مرض كورونا!
عالم شيعي مقرب من المرشد يرى أن مرض كورونا بداية لقرب خروج المهدي المنتظر، الإمام الثاني عشر قدس الله سره! وعالم سني يخطب في مسجد قباء يرى قرب الساعة، حيث ذكر أن من علاماتها ريحا تخرج من اليمن تقبض أرواح الناس. ثم يقول: كنت أتساءل كيف تقبض الريح الروح؟ والآن أدركت الإجابة، إنه فيروس كورونا، وعليه فإن كورونا من علامات الساعة!
وفي (إسرائيل) دولة الاحتلال، وفيروس العنصرية الدائم في العالم، خرج فيها مجموعة من الحاخامات في طائرة طافت البلاد يدعون الرب لينصرهم على فيروس كورونا، ولم تمضِ أيام من جولة الطائرة والحاخامات حتى تزايدت أعداد المصابين، وقررت الحكومة الأخذ بأنظمة الطوارئ!
العالم كله الآن ملخبط، لا دولة فيه تشعر بالاستقرار، أو أنها بمنجى من فيروس كورونا، ولا دولة تملك أن تقول إنها تملك مصلا له، بالرغم من قول العلماء إن فيروس كورونا معروف للعلماء من زمن مرض سارس قبل عشر سنوات! إذا كان كورونا معروفا فلماذا لم يشتغل العلماء على توفير مصل له؟!
حين تكون الجائحة يكثر الكذب، ويشطح الخيال، وكل شيء يصبح ممكنا، حتى شرب بول البقر، وربما حليب الحمير أيضا. وتكثر الوصفات العلاجية العجائزية، كشرب البابونج، وماء الزنجبيل، وماء الكمون، وماء القريص، والليمون مع ماء الخيار، وأكل البصل والثوم على الريق، والامتناع عن أكل الدواجن، وهلم جرا.
حين يصاب المريض بحرارة مرتفعة يأخذ بالهلوسة في أشياء مضت وانقضت، وحين تضرب العالم جائحة، أو ربع جائحة، يأخذ العالم في الهرطقة والهلوسة فيما هو قادم، حيث يقول بعضم إن 70% من سكان بريطانيا سيصابون بالمرض، و60% من اليهود سيصابون بالفيروس، ومن أجل الوقاية يعقد نتنياهو جلسة حكومته الأسبوعي عبر الفيديو كونفرنس!
والحقيقة المؤلمة في المشهد هو خلو الكعبة من الطائفين والمصلين، وتعليق صلاة الجماعة في الكويت والضفة، وبكاء المؤذن وهو يقول بعد الأذان: صلوا في رحالكم يرحمكم الله. مشهد مؤلم من مكة وغيرها من بلاد المسلمين، جدير أن يدفع الحكام والملوك للعودة إلى الله، والاعتراف أمام القدرة أننا هُزمنا من فيروس صغير لا يُرى إلا بالمجهر. الاعتراف بالهزيمة هو بداية التوبة.
وفي الختام نقول للعالم الذي تلخبط رأسا على عقب: هذا عمل فيروس صغير، هو من مخلوقات الله وجنوده، فكيف بغيره من الجنود؟ وما يعلم جنود ربك إلا هو! فيروس كورونا شر وفتنة، ولكنْ فيه خير ونعمة، لأنه يدعو العقلاء للإيمان وتعظيم الله. لذا تجد دعوات الداعين تردد: اللهم اصرف عنا الوباء إنا مؤمنون. الدعاء عبادة، والعودة إلى الله وتطهير النفس والماضي عبادة. رحم الله من اتّعظ بكورونا وعاد إلى الله. وما لم يتعظ حكام المسلمين، ويعودوا بتوبة نصوح إلى خالق الفيروس ومسيره حيث يشاء، سيبقى حال الشعوب معرضا للأخطار. ملوكنا العاضون المتجبرون يمنعون رحمة الله، ورفع كورونا من بلادنا.