"درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج"، هكذا يقول المثل الشعبي، ولا شك أنه ينطبق على فيروس كورونا المنتشر بالعالم، ويخلو قطاع غزة منه، لكن الوقاية منه واجبة.

وأقرت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء الماضي بأن المرض الذي أودى بحياة أكثر من أربعة آلاف شخص يقترب من أن يصبح وباء عالميًّا.

وفي قطاع غزة تؤكد وزارة الصحة أن أيًّا من المواطنين لم يصب بفيروس كورونا، في حين أصيب به ما لا يقل عن 29 شخصًا في الضفة الغربية المحتلة.

ومرض كوفيد-19 هو مرض معد يسببه فيروس كورونا المُكتشف أخيرًا، ولم يكن هناك أي علم بوجود هذا الفيروس وهذا المرض المستجدين قبل تفشيه بمدينة يوهان الصينية، في كانون الأول (ديسمبر) 2019م.

وتقول منظمة الصحة العالمية: "إن المسنين والأشخاص المصابين بحالات طبية موجودة مسبقًا (مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وداء السكري) يصابون بمرض وخيم أكثر من غيرهم، لذا اتجه كثير منهم نحو الاهتمام بالتعقيم والنظافة الشخصية".

ولكن يمكن أن يغفل بعض أن الطعام الصحي المتوازن الذي يمر عبر الجهاز الهضمي يمثل خط الدفاع الأول، لأنه يلعب دورًا في مقاومة الأمراض، ويقوي جهاز المناعة.

اختصاصية التغذية رزان شويحات تبين أن الجهاز الهضمي انتقائي؛ فهو يهضم الأكل الصحي، ويمنع مرور الأجسام الغريبة غير المفيدة.

وتوضح شويحات لصحيفة "فلسطين" أن الجهاز الهضمي يمثل 60% من خطة الدفاع في الجسم، ويؤدي دورًا في مقاومة الأمراض، وتشير الأبحاث إلى أن تناول الأكل السيئ  يؤثر على جهاز المناعة.

وتلفت إلى أن ضعف مناعة الجسم يجعله غير قادر على مقاومة الأمراض، ويسهل إصابته بأي مرض.

وعن أهم الأغذية التي تقوي جهاز مناعة الجسم لمقاومة فيروس "كورونا" وغيره من الأمراض، تذكر شويحات أن تناول الأغذية الغنية بالبروتين والأحماض الأمينية مهم، مثل: اللبن، والدجاج، واللحوم، والحمص، والفول، والأجبان.

وتفيد أن فيتامين "سي" من أهم الفيتامينات التي تقوي جهاز المناعة وتسرع التئام الجروح، وهو موجود في الفلفل، والحمضيات، كما أن الألياف دورها كبير في مساعدة الجسم على التخلص من الفضلات، إضافة إلى احتوائها على فيتامينات.

وتنبه إلى أن المواد المضادة للأكسدة تساهم في رفع مناعة الجسم، فكل عمليات الأكسدة في الجسم هي التي تؤدي إلى التهابات ومشاكل في الجسم.

ومن المواد المضادة للأكسدة تذكر اختصاصية التغذية فيتامينA  الموجود في الجزر، والقرع، المشمش، وفيتامين E الموجود بالمكسرات، وبذور الكتان، وبذور عباد الشمس، وزيت الزيتون، والزيت النباتي، لافتة إلى من يصابون بالسرطان يعانون انخفاض مستوى فيتامين E.

وتبين أن معدن الزنك يحمي من الالتهابات ويغذي الشعر، والأغذية الغنية به هي: الكاجو، واللوز، والسمسم، والأسماك، والمكسرات، والمأكولات البحرية.

وتفيد شويحات أن فيتامين (K) يحمي من التجلطات، ويوجد بكثرة في البروكلي والسبانخ، والأوراق الخضراء.

ومن العادات الخطأ التي تضر بمناعة الجسم: التدخين، والإفراط بتناول الأدوية، وعدم الاهتمام بالغذاء الصحي المتوازن.

أبرز الأطعمة

ووفقًا لما جاء في موقع "Healthline" الأمريكي، إن أبرز الأطعمة التي تساهم في تقوية المناعة لمواجهة فيروس كورونا الفلفل الأحمر، إذ يحتوي على ضعفي ما تحتويه الثمار الحمضية من فيتامين سي.

ويساهم الثوم في رفع مناعة الجسم للحد من الإصابة بمختلف الأمراض، وأقر المركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية الأمريكي أنه يمكن أن يساعد على خفض ضغط الدم، وإبطاء تصلب الشرايين، ويعزز مناعة الجسم بسبب احتوائه على كميات مُركزة من المركبات التي تحتوي على الكبريت، مثل الأليسين.

ويساعد الزنجبيل على تقليل الالتهابات والأمراض الالتهابية المصاحبة لبعض الأمراض، ويساهم في رفع جهاز المناعة بالجسم، وجعلها تقاوم الأمراض، ويساعد الزنجبيل على تقليل الغثيان، وتقليل الألم المزمن، ويحتوي على خصائص لخفض الكوليسترول الضار في الجسم؛ بحسب إفادة الموقع.

ويتابع: "الكركم مضاد للالتهابات، ويساهم في علاج التهاب المفاصل والتهاب المفاصل الروماتويدي، ويحتوي الكركم على مادة الكركمين التي تساعد في الحد من الإصابة بالأمراض، وتعمل على تعزيز جهاز المناعة".

والشاي -كما يفيد الموقع- بمختلف أنواعه الأخضر أو الأسود على حد سواء يحتوي على مركب الفلافونويد، وهو نوع من مضادات الأكسدة، يساهم في رفع جهاز المناعة ليستطيع الجسم مقاومة الأمراض، خاصة في فصلي الخريف والشتاء.

ويختم الموقع الأمريكي: "الكيوي يحتوي على العديد من العناصر الغذائية الأساسية، ومن ذلك الفولات، والبوتاسيوم، وفيتامين K، وفيتامين C، ومن المعروف أن فيتامين C يساهم في رفع جهاز المناعة، وزيادة خلايا الدم البيضاء لمحاربة العدوى، وجعل الجسم قادرًا على مقاومة الأمراض".