حمية الكيتو ليست فكرة جديدة، بل قديمة جدًّا منذ بدايات القرن العشرين أي في العام 1920م، واستخدم هذا النظام للحد من النشويات لدى الأطفال الذي يعانون الصرع والتشنجات.
وبعض النشويات مع البروتين تترسب في المخ وتضغط على الأعصاب، وتسبب مشاكل التشجنات والصرع، والزهايمر.
ويبين خبير التغذية رمضان شامية أن حمية الكيتو تعتمد على نظام غذائي معين، بديل للأغذية التي تحتوي على السكر، على أساس أن الناس تعاني مشكلتين نتيجة الأنظمة الغذائية الأخرى: السمنة والسكر.
استبدال الدهون بالسكر
وبسؤال شامية عن فكرة "الكيتو" المنتشرة حاليًّا، يوضح لصحيفة "فلسطين" أن الكيتو ريجيم يعتمد على نقطة مهمة جدًّا، وهي استبدال الدهون التي تعد مصدر عاليًا للطاقة في الجسم بحرق السكر الذي يعد مصدرًا سريعًا للطاقة في الجسم.
ويقول: "الدهون تشمل الزيوت والدهون، فجرام واحد من الدهون يعطي 9 سعرات حرارية، أما جرام من السكر فيعطي 4 سعرات"، مشيرًا إلى أن الفرق بينهما أن السكر سريع الحرق وسريع الإعطاء للطاقة، أما الدهون فتأخذ وقتًا وتمر على الكبد، لأنها بعد تحولها لدهون أولية، يبدأ الكبد تكوين الأجسام الكيتونية، حتى يعوّد الجسم استخدامها بدلًا من سكر الجلوكوز.
ويضيف خبير التغذية: "الفكرة كلها موجهة للمخ، فهو يحرق سكر الجلوكوز ويحتاج للأوكسجين والماء، والآن الجلوكوز ليس موجودًا، فيستهلك الجسم خزين الجلوكوز في الجسم، وهو ما يسمى الجلايكوجين، ويخزن في الكبد والخلايا العضلية".
ويتابع: "بعد ذلك يستفيد من الخلايا الميتة والمريضة في الجسم، وبهذا يتعود استخدام الأجسام الكيتونية بدلًا من سكر الجلوكوز"، موضحًا أنه لا يستطيع المخ الاستفادة منها إلا بعد أن ينهي مخزون كل الجلايكوجين في الجسم.
وهو ما يسبب نوعًا –كما يقول- من الصداع والقلق وعدم الراحة في أول الأيام، وبمجرد أن يصبح الجسم خاليًا من الجلايكوجين يبدأ الكبد تصنيع الأجسام الكيتونية، وهي التي تصبح مصدرًا للطاقة في داخل الخلايا وداخل المخ والجسم.
ويشير شامية إلى أنه في الأيام الأولى من تطبيق هذا النظام، يكون فقدان الوزن سريعًا جدًّا، لأنه بالحساب إذا أراد الشخص أن يفقد كيلوجرام واحدًا من الجسم يجب أن يفقد 7000 سعرة حرارية.
أنفلونزا الكيتو
كيف يعرف من يطبق نظام الكيتو أنه يمشي على الطريق الصحيح؟، يلفت إلى أنه في الأيام الأولى تصبح لدى الشخص رائحة الفم أو النفس كرائحة الأسيتون أو التفاح الفاسد، ورائحة عرق كريهة، وأعراض كأعراض الأنفلونزا، وصداع وألم في المفاصل، وإمساك، وقلق في النوم.
ويقول: "هذه الأعراض تستمر من 4 – 5 أيام، وهو ما يسمى حمى أو أنفلونزا الكيتو، مع العلم أن الشخص سيخسر من وزنه أيضًا من 4 – 5 كيلوجرامات"، لكنه يستدرك: "على الشخص ألا يفرح كثيرًا، لأن ما خسره ماء وقليل من الدهون".
وينبه خبير التغذية إلى أن هنا أول مشكلة تواجه الشخص في أن يصمد ويكمل، فمن وصل لهذه المرحلة يعلم أن جسمه بدأ يعتمد على الأجسام الكيتونية بدلًا من السكر.
إذًا ماذا سيترتب على ذلك؟، يجيب: "سيترتب على الشخص أنه أصبح يستفيد من الدهون المخزنة في جسمه، ومخزون السكر يقل، وهو بحد ذاته علاج للصرع والزهايمر ويحسن التفكير، والصحة، ويفترض أن يتحسن بعد الأيام الأولى".
ويشير إلى أن المشكلة التي تقابل كل الناس أن النفوس ضعيفة، فبمجرد رؤية حلويات أو المشروبات الغازية أو أي سكر من الممكن أن يحاول الشخص أن يأكل، وهنا الطامة الكبرى، فبمجرد أن يتناول أي طعام فيه سكر؛ تلقائيًّا الأنسولين سيفرز بكميات كبيرة، والأنسولين وظيفته أن يدخل السكر إلى خلايا الدم.
ويستدرك شامية: "لكن في هذه الحالة لا يجد السكر فيدخل الدهون إلى خلايا الدم، فيؤدي إلى الانتفاخ والسمنة، وبذلك يفسد كل البرنامج من وجبة صغيرة واحدة، وهذا أخطر عيوب نظام الكيتو أن خللًا بسيطًا يفسده ويعود الشخص من جديد، ومن الممكن أن يسبب سمنة أكثر من التي فقدها".
مسموح وممنوع
ويوضح أن الأغذية التي تحتوي على الدهون والمسموح بتناولها في نظام الكيتو هي: كل أنواع اللحوم، لكن بنسب معينة، وكل مصادر الدهون الحيوانية ممتازة جدًّا، مثل زبدة الحليب، وسمنة الحليب، والأجبان، لكن الحليب والزبادي غير مسموح بهما لاحتوائهما على الجلوكوز.
ويبين أن الجبنة ليس فيها سكر اللاكتوز؛ فهي ممتازة، مثل الجبنة "الدبل كريم" ذات الدسم العالي، والجبنة المثلثات والمطبوخة، أما الجبنة الوحيدة التي تحتوي على سكريات فهي الجبنة الرومي أو الكشكوان لاحتوائها على بطاطا مسلوقة، وهي ممنوعة، والبقوليات ممنوعة، أما الخضراوات فمسموح بها ومفيدة.
ويشدد على أن الفواكه في هذا النظام ممنوعة منعًا باتًّا، إلا ثلاث فواكه عالية السكر، وهي الكرز، والتوت الأرضي (الفراولة)، والتوت البري (البلوبيري)، وممكن التوت العادي، مضيفًا: "الأفوكادو مفيد لهذا النظام، لاحتوائه على زيوت عالية".
ويقول خبير التغذية: "من أراد أن يسرع من نقص الوزن، فعليه أن يجعل أكله وجبتين في اليوم فقط، ويساعد فيه أن الدهون بطيئة الحرق وتعطي وقت شبع أطول".
ومن عيوب نظام "الكيتو" أن الجسم يفقد سوائل عديدة، وفي الوقت نفسه الشخص لا يأكل سكرًا لتخزين الماء، وما يعني فقد أملاح الجسم، ومن أهمها الصوديوم والماغنيسيوم والكالسيوم، وبذلك يحتاج الجسم لحل هذه المشكلة بتعويض الأملاح، فالصوديوم بالخضار الورقية، والماغنيسيوم والكالسيوم بالسمسم واللوز وبذر الكتان.
وإذا ما طبق الشخص هذا النظام يحتاج لكميات كبيرة من الماء، ففي الوضع الطبيعي الجسم يحتاج لما يقارب 2.5 لتر يوميًّا، وفي حال تطبيق البرنامج يحتاج إلى أكثر من أربعة لترات، وهو ما يساعد على إخماد هرمون الجريلين، وهو هرمون الجوع.
وينبه إلى أن هذا البرنامج محدود المدة ولا ينصح بالاستمرار عليه، ومدته من 3 – 6 أشهر، وبعد ذلك يعود الشخص تدريجًا للنظام الغذائي المتوازن والعادي، شرط أن يكون خاليًا من السكريات، لأن الجسم لن يقبلها بعد ذلك.
ويكمل شامية: "لكن هناك أناس لديهم الكوليسترول وراثي، ولديهم ترسيب للدهون الثلاثية؛ فهذا البرنامج لا يناسبهم بتاتًا، أما مرضى السرطان والصرع والزهامير، ومرضى السكر النوعان الأول والثاني، ومن لديه حبوب شباب فهذا النظام ممتاز لهم".