مائة ألف مصاب بفيروس كورونا لا يعني أن المرض قد تحول إلى وباء. مائة دولة سجلت وجود كورونا فيها بنسب متفاوتة. دول إفريقيا ذات درجات الحرارة المرتفعة خالية من الفيروس، لأن كورونا لا يعيش في درجات حرارة فوق الـ(٢٨٪). الصين بلد منشأ كورونا تدعي أنها سيطرت على المرض، بفضل الإجراءات الوقائية الصارمة، ونشاط الأطباء والعلماء لتوفير العلاجات المناسبة.
منظمة الأمم المتحدة في نيويورك أغلقت أبوابها أمام المراجعين، مع العلم أنه لا مصاب بين العاملين عندهم. الإجراء وقائي واحترازي. كم كنا نتمنى لو أن سكان مدينة ووهان الصينية استفادوا من تعاليم الإسلام في الحجر الصحي، بحيث لا يخرج من المدينة أحد منها، ولا يدخل إليها أحد. لو طبقت المدينة هذا الإجراء لانحصر الفيروس، ولم ينتقل إلى مائة دولة.
المهم الآن المرض موجود في عديد من الدول، ونحن في غزة محاطون بدول تعاني وجود الفايروس. مصر فيها حالات مؤكدة رغم التعتيم الإعلامي، و(إسرائيل) أعلنت عن عشرات الإصابات، واتخذت إجراءات حجر صحي على القادمين من الخارج. الضفة الغربية سجلت (٢٦) إصابة في بيت لحم وطولكرم، صحيح أن هذه المناطق لم تعلن عن حالات وفاة، وهذا جيد، ولكن غزة محاطة بهذه المناطق، لذا إذا مررت بشوارع غزة وجدت الناس تعيش حالة خوف، وتتخذ المحال التجارية بعض الإجراءات الوقائية، كلبس القفازات، ووضع الماسكات على الأنف والفم، واستخدام المعقمات والمنظفات، وهذه الحالة ألقت بظلالها السلبية على حالة العمل والتجارة والزيارات العائلية، وعلى وسائل المواصلات، فضلًا عن إغلاق الجامعات والمعاهد والمدارس. ومع ذلك يقول الناس الصحة أولًا.
المؤسف في حالة غزة أمران: الأول أن غزة تعاني من مشاكل الحصار، ولا تتوفر لديها الإمكانات المالية والطبية واللوجستية لمواجهة هذا الفايروس، الأمر الذي يستوجب تدخلا عاجلا من منظمة الصحة العالمية وتوفير المستلزمات الطبية، التي لم توفرها السلطة لغزة.
والثاني أن الوعي الصحي العائلي ضعيف، لا سيما بين الشباب والصبايا والقاعدين عن المدارس، حيث يجتمع هؤلاء بأعداد كبيرة في متنزه الميناء، وفي شواطئ البحر بغير مبالاة، ولا أخذ بالحسبان خطورة الفايروس، وضعف علاجاته في غزة؟!
ما أود قوله، وقد سيطر كورونا على وسائل الإعلام وحجب أخبار السياسة، أن غزة في حاجة بعد التوكل على الله، أن تأخذ بأسباب الحيطة والحذر، وأن يقف شبابها عند مسئولياته، فالشجاعة هنا ضارة، والحيطة واجبة، والتوكل أوجب، ولا رعب ولا خوف، والله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين.