حماس: المرأة الفلسطينية ستبقى عظيمة في تضحياتها ورائدة في نضالها
وزارة الأسرى: أكثر من 16 ألف حالة اعتقال لفلسطينيات منذ 1967
"فلسطين للدراسات: المجتمع الدولي يصمُّ آذانه عمّا تتعرض له عشرات الأسيرات
منتدى الإعلاميين: مطلوب تحرك دولي لإخلاء سبيل الصحفيتَيْن "أبو غوش" و"الطويل"
محافظات/ محمد القوقا- وكالات:
أحيت مؤسسات وفعاليات فلسطينية، اليوم، اليوم العالمي للمرأة، الذي يوافق الثامن من شهر مارس/آذار من كل عام، وسط مطالبات واسعة بوقفة تضامنية حقيقية مع الأسيرات الفلسطينيات، والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف انتهاكاته المتواصلة بحقهن ومحاكمته عليها.
وتحيي النساء الفلسطينيات اليوم العالمي للمرأة لعام 2020، وهن يعشن ظروفًا صعبة، نتيجة استمرار ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التي تتمثل في الاعتداء والاستهداف ومداهمة منازلهن والاعتقال وخضوعهن لتحقيقات قاسية خلال اعتقالهن.
وفي هذا السياق أفاد الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس، عبد اللطيف القانوع، بأن ما يزيد على 45 أسيرة فلسطينية يقبعن في سجون الاحتلال في الوقت الذي تحتفل المرأة بيومها العالمي.
وقال القانوع في تصريح صحفي: "إن استمرار الاحتلال في ممارسة القمع ضد المرأة الفلسطينية، واعتقال الأسيرات الفلسطينيات في ظروف صعبة وقاسية دليل على إرهاب هذا الكيان الذي يضرب بعرض الحائط كل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية".
وأضاف أن المرأة الفلسطينية "ستبقى عظيمة في تضحياتها، ورائدة في نضالها الفاعل في معركة التحرر من الاحتلال الصهيوني".
من جانبها أكدت وزارة شؤون الأسرى والمحررين بغزة أن سلطات الاحتلال تواصل انتهاك حقوق المرأة الفلسطينية واغتيال حقوقها الإنسانية من خلال الممارسات القمعية التي تنتهجها في التعامل مع الأسيرات.
وأفادت الوزارة في تقرير، اليوم، بأن سلطات الاحتلال اعتقلت منذ عام 1967م أكثر من 16 ألف امرأة فلسطينية في ظروف سيئة جدا وتمارس بحقهن أقسى وأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي.
وأشارت إلى أن عدد حالات الاعتقال لدى سلطات الاحتلال العام الماضي في صفوف النساء بلغ 128 فلسطينية، وخلال العام الحالي سُجل اعتقال 29 فلسطينية، دون مراعاة للحالة الإنسانية التي تتمتع بها المرأة، ومثال ذلك الأسيرة إسراء الجعابيص التي تعاني من حروق في جميع أنحاء جسدها ولم تُراعَ ظروفها، وغيرها سبع أسيرات جريحات أُصبن في أثناء الاعتقال، عايشن ظروف تحقيق جسدية ونفسية صعبة.
وطالبت الوزارة في بيان مكتوب، كل المؤسسات الدولية التي ترعى حقوق المرأة بضرورة محاسبة الاحتلال على جرائمه التي ترتكب بحق الأسيرات يوميا، وضرورة التحرك العاجل من أجل إنقاذهن، وتقديم قادة الاحتلال لمحكمة الجنايات الدولية، ونيل المرأة حقوقها العادلة وفق القرارات الدولية.
بينما أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات أن المجتمع الدولي يصم آذانه عمّا تتعرض له عشرات الأسيرات الفلسطينيات اللواتي يعانين ظروفا صعبة وقاسية في سجون الاحتلال، ما يدلل على أن شعارات حقوق المرأة التي يتغنى بها هي مجرد أكاذيب، ولا تطبق على الجميع.
وقال الناطق الإعلامي للمركز، رياض الأشقر، إن الأسيرات الفلسطينيات يغبن تمامًا عن المشهد القانوني الذي أقر العديد من النصوص لتكريم المرأة وحمايتها، وصون حقوقها وإنصافها من الظلم والاضطهاد، حيث يتعرضن لإجراءات قمعية متعددة، ويحرمن من جميع حقوقهن الإنسانية.
وأضاف أن الأسيرات يفتقدن إلى الخصوصية نتيجة وجود كاميرات مراقبة على مدار الساعة وضعتها إدارة السجن في ممرات السجن وساحة الفورة، كذلك وضع الحمامات خارج الغرف ويسمح باستخدامها في أوقات محددة فقط خلال فترة الخروج إلى الفورة.
وناشد "أسرى فلسطين" المجتمع الدولي، والمؤسسات الحقوقية المختلفة، وخاصة المدافعين عن حقوق المرأة، للتوقف أمام مسئولياتها، وأن تتعامل بحيادية تجاه قضايا المرأة الفلسطينية، وأن تستمع لصرخات الأسيرات الفلسطينيات، وأن تتدخل لوضع حد لمعاناة الأسيرات المتفاقمة.
من جانبها، أشادت حركة المقاومة الشعبية في فلسطين بنضال المرأة الفلسطينية ورباطها وتضحياتها, وصمودها، وخاصة في قطاع غزة المحاصر وفي الضفة الغربية والقدس وأراضي الـ 48 ومخيمات الشتات.
وأضافت الحركة في بيان أن شعبنا يقف وقفة إجلال واحترام لأمهاتنا اللواتي ضحين بفلذات أكبادهن من أجل الدفاع عن الوطن، وبحريتهن من أجل القدس وفلسطين, فهي شريك أساس في بناء الدولة والمجتمع الفلسطيني، وهى رفيقة النضال وصانعة الرجال وهي أم وزوجة وابنة الشهداء والأسرى والجرحى, فالتحية لكل جريحة ومصابة ولكل أم وزوجة وشقيقة وابنة شهيد.
وناشدت الحركة مؤسسات المجتمع المدني والرسمي والحكومي للاهتمام بأبناء وزوجات وأسر الشهداء والجرحى والأسرى والعمل على توفير حياة كريمة لهم, داعين للعمل الجاد من أجل إطلاق سراح الأسرى والأسيرات وإلزام دولة الاحتلال بتطبيق الاتفاقيات الدولية بخصوصهم.
من جانبها، نقلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم، رسالة من الأسيرة النائب عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خالدة جرار، وجهت فيها "تحية اعتزازٍ وإكبار للمرأة الفلسطينية، لما قدمته من نضالاتٍ طويلة وما زالت على المستويات السياسية والاجتماعية والنضالية ضد المحتل الصهيوني وإجراءاته القمعية".
وقالت جرار في رسالتها: "تحية لكل نساء فلسطين ولنساء العالم أجمع بمناسبة يوم المرأة العالمي الموافق الثامن من آذار، تحية نرسلها من داخل سجون الاحتلال"، مُضيفةً: "تُؤكّد الأسيرات استمرار نضالهنّ الوطني والاجتماعي والتحرر من الاحتلال والتأكيد على مساواة المرأة ومحاربة العنف بحقها".
وتابعت: "عشرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال ما زلن ينتظرن الحرية. آلاف الفلسطينيات مررن بتجربة الأسر والاضطهاد في سجون الاحتلال الذي حان الوقت للخلاص منه وإقامة الدولة الحرة المستقلة".
من جانبه طالب منتدى الإعلاميين الفلسطينيين بمناسبة يوم الثامن من آذار، كل المنظمات الدولية والعربية التي تعنى بحقوق الصحفيين، بأن تتحرك لإجبار الاحتلال على إطلاق سراح الصحفيتين الأسيرتين ميس أبو غوش، وبشرى الطويل، اللتين تدفعان ضريبة الصورة والقلم.
وأكد منتدى الإعلاميين في بيان مكتوب وقوفه بجانب حقوق الصحفيات، ومطالبهن، وثمن استمرارهن في توصيل رسالتهن الإعلامية.
كذلك طالبت لجنة دعم الصحفيين، بالإفراج عن الإعلاميتين "أبو غوش" (22 عاماً) و"الطويل" (26 عاماً).
وقالت اللجنة في بيان بمناسبة يوم المرأة العالمي: "في الوقت يحتفي به العالم بيوم المرأة العالمي... يواصل الاحتلال ممارسة أبشع انتهاكاته بحق الإعلاميات والصحفيات وخاصة الأسيرات في سجون الاحتلال".
وأضافت أنّ الأسيرات الإعلاميات "ما زلن يتعرضن لأبشع أنواع الانتهاكات في سجون الاحتلال، آخرها رفض محكمة الاحتلال العسكرية في سجن عوفر الاستئناف المقدم ضد قرار الاعتقال الإداري بحق الناشطة الأسيرة بشرى الطويل وخضوعها لتحقيقات قاسية ومهينة".
في حين أكّد اتحاد لجان المرأة الفلسطينية، بمناسبة الثامن من آذار، "مواصلته النضال من أجل حقوق شعبنا الوطنية المشروعة كجزء من الحركة الوطنية الفلسطينية"، مشددًا في بيان مكتوب على "ضرورة رفع كل أشكال الظلم والتمييز عن النساء في المجمع الفلسطيني، وتعزيز الشراكة على طريق وحدة الحركة النسوية الفلسطينية".
ودعا الاتحاد "للتطبيق الفوري لقرارات الإجماع الوطني الفلسطيني بطي صفحة اتفاق أوسلو وإنهاء الانقسام بما يمهد الطريق إلى إجراء انتخابات فلسطينية حرة ونزيهة"، كما دعا إلى "وضع خطة وطنية لتعزيز صمود شعبنا عبر سياسات واضحة لتعزيز الصمود، والاعتماد على الذات، وكبح جماح السياسات النيو-ليبرالية ، ومكافحة الفقر والبطالة وخاصة في صفوف النساء"، وفق البيان.
في هذه الأثناء أفادت معطيات بأن عدد النساء العربيات داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948 بلغ لغاية عام 2017 في جيل 18 عاما فما فوق، 445,476.
ويستدل من المعطيات الصادرة عن المسوحات الميدانية التي جرت في مركز البحوث الاجتماعية التطبيقية "ركاز" في جمعية الجليل، أن تغييرا إيجابيا طرأ في العقد الأخير فيما يتعلق بالتعليم والثقافة والعمل والاقتصاد عند النساء العربيات.
أما في الجانب الصحي فيمكن الإشارة إلى التدهور في الوضع الصحي للنساء مقارنة بالرجال العرب والنساء اليهوديات.
كما أظهرت نتائج مسح العنف المجتمعي ازدياد هذه الآفة عامة في المجتمع العربي وضد النساء خاصة، وفق المعطيات.