الخوف والذعر أصابا وزير الجيش نفتالي بينت بمجرد أن قررت المذيعة في القناة العبرية عرض إحصائية بعدد الصواريخ التي أطلقت من غزة خلال فترة ترؤسه لوزارة الجيش، وغادر الاستديو غاضبًا، متهمًا المذيعة أنها تعمدت إحراجه.
يغادر الاستوديو وهو يعرف أن الكابوس الذي يطارد قادة الاحتلال في المعارضة والحكم، وأن العجز يسيطر عليهم، هو غزة، وأنه أكثر الوزراء جعجعة مثل ليبرمان الذي قال: إنه سيغتال هنية خلال 48 ساعة، إن لم يعد الجنود المأسورون عند حماس في غزة، لكنه اضطر لمغادرة الوزارة بعد عامين ونصف، بعد الفشل الكبير الذي تعرض له جيش الاحتلال في عملية استخباراتية شرق خانيونس، كلفته الاستقالة, إلى جانب بعض كبار ضباط الجيش، وأدخل الكيان في دوامة الانتخابات التي يتوقع أن يذهب إلى جولة جديدة من الانتخابات، التي قد تصبح الرابعة خلال مدة عام ونيف.
غادر ليبرمان وسيلحق به نفتالي بينت، بينما هنية يواصل جولته الخارجية ولقاءاته الدولية، وبينها لقاء مع المسؤولين الروس، كذلك يتجول يحيى السنوار في غزة كما يشاء، ويضع الشروط التي تساهم في كسر الحصار عن غزة، وتقف غزة موحدة، خلف المقاومة, كما حدث في الجولة الأخيرة في أعقاب جريمة خانيونس والتمثيل بجثمان الشهيد محمد الناعم.
غزة المحاصرة تحوَّلت إلى منجل ابتلعه الاحتلال، لا يعرف كيف سيتعامل معها؟ وأصبح في حيرة من أمره، ويهرب قادة الاحتلال وخاصة وزراء الجيش من التعامل معها، لاعتبارات ترتبط بتقدير الموقف لدى الجيش القائم على العجز في مواجهة غزة، وأن التهديدات لا تجدي، بل إن المقاومة التي تريد المواجهة أو الذهاب لحرب في المرحلة الحالية، هي جاهزة ولا تخشى أي مواجهة تفرض عليها.
المواجهة الأخيرة عززت وحدة المقاومة وحضورها في مواجهة الاحتلال، وأن ذهاب الجهاد الإسلامي للمواجهة الأخيرة، مسنودًا من حركة حماس التي كانت تدير المواجهة، ضمن معادلة إدارة المواجهة، وبالمرصاد لأي تجاوز من قبل الاحتلال، وهذا التطور، جعل من غزة فوبيا تطارد قادة الاحتلال، بل تحولت إلى لاعب مهم في الانتخابات الداخلية، وليس كما كان يفعل الاحتلال بتدفيعها ثمن انتخاباته، بل هروب وزير الجيش من المواجهة وقبله هروب نتنياهو من صواريخ غزة، والوزير بينت والشماتة من الجنرالات الأربع قادة حزب أزرق أبيض بتذكيرهم بأنهم جاؤوا إلى الكابينت عام 2014 يبكون من مقاتلي حماس وأنفاقها في حدود غزة، وخشيتهم من دخول غزة.