فلسطين أون لاين

اكسب حب ابنك بمفاجآت وجزءٍ من وقتك

...
غزة/ مريم الشوبكي:

كيف تجعل ابنك يحبك؟، بعض يجد توفير المأكل والمشرب والملبس الطريق إلى قلب أطفاله، لكن كم من غني يتمنى أبناؤه أن يقضي معهم ساعة في يومهم، أو أن يخصص يوم إجازته ليشعرهم بالدفء العائلي!

الأبناء بحاجة للمال، لكن حاجتهم للعاطفة والاهتمام والحب، والإحساس بأن والديهما جزء من تفاصيل حياتهم تفوق كنوز الأرض، لذا هناك أساليب وطرق تزرع محبة الوالدين في قلوب أولادهم.

الاختصاصي النفسي والاجتماعي د. إياد الشوربجي يبين أن التوافق بين الزوجين أمر مهم في تقوية العلاقة بأبنائهم، أي علاقة قوية قائمة على الحب والاحترام والتفاهم تخلق بيئة ممتعة في البيت.

ويؤكد الشوربجي لصحيفة "فلسطين" أهمية تسخير كل الأمور التي تشعر الطفل بالسعادة في عالمه المعتمد على البراءة والمتعة، والاجتهاد قدر الإمكان، وعدم التحجج بأعباء الحياة وانشغالاتها لتسويغ التقصير بحق الطفل وعدم قضاء وقت كافٍ معه.

ويشير إلى أن الطفل كما يحتاج إلى الطعام والشراب واللباس هو بحاجة إلى التربية الحقيقية، ويبدأ بالتركيز على الجانب العاطفي ودعم ثقته بنفسه بقضاء أوقات ممتعة معه.

ويشدد الشوربجي على أن التركيز في اللعب مع الأطفال واحتضانهم وتقبيلهم من الهدي النبوي، ومن المهم التركيز على الألعاب الممتعة لشعور الطفل بالمرح والسرور عند مشاركة والديه فيها.

ويدعو إلى تخصيص أيام الإجازة  للأبناء، وإشعارهم بالجو العائلي.

ومع طغيان التكنولوجيا على حياتنا التي تشغل الآباء عن الأبناء وتحد من التواصل معهم، يحث الشوربجي الوالدين على الاستماع إلى قصص أطفالهما وأحاديثهم اليومية، ومبادلتهم المشاعر لتعزيز الانسجام العاطفي معهم، وإشعارهم بأنهم محبوبون إليهما.

ويؤكد أن ترك الحرية لهم في اختيار ألعابهم وملابسهم وأكلهم، ومكان النزهة، وإشعارهم بالاستقلالية، ومنحهم مساحة من الحرية للعب وفعل ما يريدون مهم، مع رقابة ومتابعة، لأن التضييق المستمر وفرض القوانين والأنظمة باستمرار على الابن يشعره بأنه في مؤسسة عسكرية لا يشعر بالراحة النفسية.

ويلفت الاختصاصي النفسي إلى أن الهدايا لها مفعول السحر في تقريب الابن من والديه، كمفاجأته في ذكرى ميلاده، أو تخرجه، أو في المناسبات العامة.

ويذكر بإشراكهم في الطاعات، مثل: حفظ القرآن، والصلاة، والتصدق، والعمل الخيري، وتشجيعهم ومكافأتهم على هذا العمل.

بدورها تبين الاختصاصية النفسية سمر قويدر أن أولى مراحل زرع محبة الوالدين في قلب الأبناء تأتي بالعلاقة القوية المبنية على الثقة والمحبة والاحترام بين الأم والأب، ليصير الدفء في العلاقة بين الابن والأهل.

وتقول قويدر لصحيفة "فلسطين": "إن الموازنة في تحقيق الاحتياجات المادية والعاطفية للأطفال تعزز نموهم، وتبني ذكاءهم".

وتلفت إلى أن العقاب والتوبيخ يؤثران في العلاقة والثقة والأمان بين الابن والوالدين، لذا يجب الحذر من استخدام العقاب المفرط، والابتعاد عن الحرمان والتمييز، مع رفع معنوياته بكلمات الشكر والتشجيع.

وتحث قويدر على إبراز الجوانب الإيجابية لدى الطفل، وتعزيزها أمام الآخرين، مع تخصيص أوقات معينة للاهتمام بالأولاد ومشاركتهم في ممارسة هواياتهم واللعب معهم، ومراقبتهم ومعرفة احتياجاتهم.

وتنصح بألا يكون التواصل مع الأبناء وتخصيص وقت لهم مقتصرين على أحد الوالدين دون الآخر.

 

المصدر / فلسطين أون لاين