فلسطين أون لاين

ثلاثة عوامل وراء فوز نتنياهو

 

لماذا فاز نتنياهو رغم اتهامه بالرشوة والفساد؟! بداية يمكن القول إن المجتمع الصهيوني لا يقدس قيم الشرف والأخلاق، إذ جلّ المجتمع يرتكب أعمال الفساد والرشوة التي ارتكبها نتنياهو بشكل طبيعي، وبحسب ميراث يهود التاريخي فقد اتبعوا المفسدين كالسامري وقارون، ولم يتبعوا موسى النبي صاحب الدين والأخلاق والرسالة.
في ظل هذا المجتمع تنتصر المادة والمصالح على القيم. ولا يجادل أحد في أن مجتمع (إسرائيل) غارق في المادة لأذنيه، وقيمة الشخص عند غيره تقاس بالمادة، وقيمة الحزب عند الناخب هي قيمة مادية، وقد ثبت للناخب الصهيوني أن نتنياهو أستاذ في المادة وكسب الفرص.
في ضوء ما تقدم نرصد ثلاثة عوامل مهمة ساعدت نتنياهو في الفوز:
العامل الأول يتمثل في إعلان ترامب صفقة القرن في حضور نتنياهو، وكأن نتنياهو أساس في صناعتها، والصفقة تعطي (إسرائيل) امتيازات مادية كبيرة في الأغوار ومنطقة (ج) والمستوطنات، وتقلص المساحة التي ستبقى بيد الفلسطينيين، تحت السيادة الإسرائيلية. هذا العطاء المادي الكبير يراه الناخب أنه من نتاج رئاسة نتنياهو للحكومة، لذا هو يؤيد بقاءه فيها ليكمل مشوار ضم المناطق.
العامل الثاني أن نتنياهو وفريق الليكود عملا بنشاط عالٍ لإخراج 300 ألف يميني للتصويت لصالحهم، كانوا لم يشاركوا في الانتخابات الثانية، وهؤلاء زادوا نسبة التصويت العامة، وكانت الزيادة لصالح الليكود، وقد وظف الليكود شركة علاقات عامة ودعاية لتساعده في كسب الانتخابات، وتضييق الخناق على "أزرق أبيض".
العامل الثالث هو الدعاية القوية التي بثها نتنياهو عن علاقاته الوطيدة مع الدول العربية، لا سيما دول الخليج. ودول الخليج لم تنفِ حميمية هذه العلاقة، وساعدت نتنياهو في النجاح. ومن المعلوم أن علاقة إسرائيلية مع الخليج تعني مكاسب مادية هائلة للناخب الإسرائيلي. وهذا موضوع لم يهتم به "أزرق أبيض"، الذي ركز على فساد نتنياهو، وحسب أن الناخب سيعاقب نتنياهو، في حين كان الناخب ينظر لمصالحه، ومتى يزور عواصم الخليج ويعقد الصفقات الرابحة.
هذه عوامل ثلاثة مستجدة في الدعاية عمل الليكود على التركيز عليها بعد الانتخابات الثانية، وهذه منحت نتنياهو الفوز، إضافة إلى وعد نتنياهو الناخبين بضم الأغوار ومنطقة (ج) في السنة الأولى من حكمه، وهي السنة التي تشهد الانتخابات الأميركية، وهي السنة التي تعد الفرصة الجيدة (لإسرائيل)، قبل وصول الديمقراطيين للحكم.
المجتمع الصهيوني المادي واليميني المتطرف انتخب نفسه عندما فضل نتنياهو على خصومه. فهل تعي السلطة وفتح مخرجات هذا الفوز، فتبادر لعمل وطني مشترك مع حماس وبقية الفصائل، لمنع نتنياهو من الفرح بالفوز ومخرجاته؟! الكرة في ملعب السلطة وحركة فتح. مع العلم أن حركة فتح لم تقدم مقترحا عمليا لمواجهة خطر ضم الأغوار ومنطقة (ج)؟!