عدَّت فصائل فلسطينية، ما كشفه السفير الأمريكي لدى كيان الاحتلال الإسرائيلي ديفيد فريدمان، عن وجود قنوات اتصال خلفية مع قيادات في السلطة الفلسطينية ومع حكومة اشتية بشأن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالخطير في حال ثبت صحتها.
وحثت الفصائل والقوى على قطع كل أشكال العلاقة والتواصل مع الاحتلال الإسرائيلي، والمحافظة على حالة الإجماع الوطني الرافض للصفقة والعلاقة مع الاحتلال والولايات المتحدة، داعية رئيس السلطة محمود عباس، لدعوة الأمناء العامين للفصائل لاجتماع مقرر يتم الاتفاق فيه على بناء جبهة وطنية عريضة رفضًا للصفقة والتأكيد على حقوق شعبنا الفلسطيني.
إجماع وطني
وقال المتحدث باسم حركة "حماس" حازم قاسم: "إن حديث فريدمان خطير في حال ثبتت صحته"، داعيًا السلطة إلى أن تثبت جديتها في مواجهة "صفقة ترامب" بخطوات جدية وعملية.
وحذر قاسم خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين" السلطة من اتخاذ مواقف تضعف حالة الإجماع الرافض لـ"صفقة القرن"، مطالبًا إياها لوقف علاقتها الأمنية مع المخابرات الأمريكية.
وحث المتحدث باسم حماس، السلطة في رام الله، على الاستجابة للمواقف الوطنية الداعية لقطع العلاقة مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن حركته ستعمل دائمًا على المحافظة على حالة الإجماع الوطني الرافض للصفقة والعلاقة مع الاحتلال والولايات المتحدة.
مؤامرة جديدة
بدوره، جدد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية أسامة الحاج أحمد، التأكيد على رفض الكل الفلسطيني لـ"صفقة ترامب"، واصفًا إياها بالمشبوهة والهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.
وأكد الحاج أحمد لصحيفة "فلسطين" أن صفقة ترامب، ضد أهداف شعبنا الفلسطيني المشروعة، وبمنزلة مؤامرة جديدة تستهدف ضياع حقوق شعبنا الفلسطيني.
ويأمل عضو اللجنة المركزية، أن تكون تصريحات المجرم فريدمان، غير صحيحة ومجرد إشاعات، مشددًا على ضرورة مقاطعة كل أشكال التعاون مع الاحتلال لما له من ضرر على القضية، وتجريم كل أشكالها وتشكيل محكمة شعبية لكل من يخالف ذلك لمحاسبته.
وحث الحاج أحمد، السلطة وقيادة الشعب الفلسطيني للرفض التام لـ"صفقة ترامب" وترجمة أقوالهم لأفعال، قائلًا: "نريد تصريحات تدين اللقاءات وتقاطعها ويتم ترجمتها على أرض الواقع".
ودعا السلطة لأن تسحب اعترافها بالاحتلال، وتتنصل من كل الاتفاقيات الموقعة معها وتقديم قادة الاحتلال للمحكمة الجنائية الدولية، وتقديم كل أشكال الدعم والصمود لشعبنا الفلسطينية وتعمل على تحقيق الوحدة الوطنية لحماية شعبنا وقضيته.
كما ودعا عضو اللجنة المركزية، رئيس السلطة محمود عباس، للأمناء العامين للفصائل لاجتماع مقرر يتم الاتفاق به لبناء جبهة وطنية عريضة رفضًا للصفقة والتأكيد على حقوق شعبنا الفلسطيني.
تماهي السلطة
في حين قال الناطق باسم حركة الأحرار ياسر خلف: "منذ بدأ الحديث عن صفقة القرن التي رحب بها رئيس السلطة وقال ننتظرها في أثناء لقاء مع الرئيس الأمريكي ترامب في البيت الأبيض, ونحن نرى التماهي الخطير في مواقف السلطة وقيادتها مع هذه المؤامرة التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية".
وأضاف خلف لصحيفة "فلسطين": "إن سياسة السلطة وقياداتها المتساوقة مع الاحتلال ومخططاته تدفعنا دومًا التصديق بأي معلومات تصدر عن الاحتلال فيما يتعلق بعلاقتها وبدورها معه وعن أركان الإدارة الأمريكية التي لم تنقطع الاتصالات معها وهذا ما صرح به رئيس السلطة وأكد أهمية استمراره".
ووصف خلف، ما كشفه السفير الأمريكي فريدمان، بـ"الخطير جدًا ويشكل طعنة غدر تعكس سلوك السلطة المشبوه ودورها الفاضح في تمرير صفقة القرن من خلال اتصالات سرية"، معتبرًا ذلك أنه "ليس بالجديد على قيادة السلطة ورئيسها فهو صاحب نظرية العمل الخلفي وما القناة الخلفية في أوسلو إلا أكبر شاهد على ذلك".
ودعا السلطة لتحمل مسؤولياتها والانصياع للإجماع الوطني الرافض لصفقة ترامب، وأن استمرار العلاقة مع الإدارة الأمريكية ومخابراتها المركزية "سي أي إي" والاحتلال يساهم في تمرير الصفقة.
بدوره، نفى عضو المجلس الثوري المتحدث باسم "فتح" أسامة القواسمي، وجود أي قنوات اتصال مع الإدارة الأمريكية بشأن خطتها للتسوية مع (إسرائيل).
وأعرب القواسمي في بيان صحفي، رفض حركته لـ"صفقة ترامب" "من ألفها إلى يائها، ولا توجد فيها إيجابية واحدة، ولا تصلح لأن تكون قاعدة للحوار أو منطلقًا لعملية سياسية".