فلسطين أون لاين

لا أمن للعدو دون السلطة واتفاقيته مع الأردن ؟!

يدعي نتنياهو أنه غير مهتم بحلّ السلطة نفسها، أو بإلغاء معاهدة وادي عربة مع الأردن، رداً على تطبيقه صفقة القرن؟! فهل حقا هذان الأمران لا يقلقان نتنياهو، ولا يضران بخطط صفقة القرن؟!

نحن نعلم أن الإجابة الحقيقية معاكسة تمامًا لتصريحات نتنياهو هذه، التي توصف على أقل وصف بأنها غير واقعية، وأنها انتخابية لا أكثر, نحن نعلم أن اتفاقيته مع الأردن أوجدت (لإسرائيل) حالة أمنية ممتازة على أطول حدود عربية مع دولة الاحتلال، وأن هذه الحالة الأمنية لا يمكن لنصف قوات الجيش الإسرائيلي أن تحققها. لو خرج الأردن من معاهدة السلام، وأباح فقط عمليات تهريب السلاح للضفة لانقلبت الضفة رأسا على عقب، ولخلت المستوطنات من سكانها.

ولو حلت السلطة نفسها، وخرجت من معادلة التنسيق الأمني وإدارة شئون السكان، لوجب على جيش العدو القيام بكل ما تقوم به السلطة الآن ، وعندها ربما تتحول الضفة إلى بركان ثائر، يجعل المستوطنات هدفا لقذائف الهاون الفلسطينية، وعندها سيعود المستوطنون إلى الأماكن التي جاؤوا منها، ولن يستطيع الجيش حمايتهم واستبقاءهم في مستوطناتهم، وستنهار المستوطنات في الضفة كما انهارت في غزة.

لا تنسوا أن شارون قد قال عن نتساريم، إنها بالنسبة له كتل أبيب، وأنه لن يخرج منها البتة؟ وحين طورت المقاومة سلاح الهاون وقذفت به المستوطنات عن بعد، قدم الجيش تقريرا عاجلا للقيادة بأنه لن يستطيع توفير الأمن للمستوطنين في غزة، وعندها قرر شارون نفسه سحب المستوطنين، والخروج من غزة، ولحس كلامه السابق؟!

ما يقوله نتنياهو عن عدم اهتمامه بحل السلطة نفسها، أو عن الغاء الأردن لاتفاقية وادي عربة، هو محض كذب، وهو مزايدات إعلامية ضد خصومه في الانتخابات. إن أكبر انجاز تاريخي لقادة العدو بعد حرب 1967م هو ابرام معاهدة سلام مع مصر ، ثم مع الأردن، والتنسيق الأمني مع السلطة، ومن المستحيل أن يغامر نتنياهو أو غيره بهذين المكسبين؟!

لو كانت السلطة الفلسطينية على قدر المسئولية، وحرية التصرف، لأجابت نتنياهو بحل السلطة، ووقف التنسيق الأمني، ولأبرمت اتفاقا مع الأردن لمعاقبة نتنياهو، والرد العملي على تصريحاته العنترية. نتنياهو يعرف الحقيقة التي نقولها، ويعرف ما هو أكثر من ذلك، ولكن العلو الإسرائيلي الهش في نظرنا هو ما يحمله على هذا التبجح.

كلنا يعلم أنه لا أمن لدولة العدو، ولا استقرار دون الدور العربي والفلسطيني القامع للمقاومة، واللاهث نحو المفاوضات والتطبيع؟!