فلسطين أون لاين

​في ظل تزايد المقاطعة الغربية

ناشطان: زيارة الوفود العربية "التطبيعية" تخدم للاحتلال

...
صورة أرشيفية لوفد إعلامي من دول المغرب العربي زار (إسرائيل)
غزة - حازم الحلو

أكد ناشطان ضد التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، أن استمرار الزيارات الفردية والجماعية من الدول العربية للكيان الإسرائيلي تحت مبررات عدة، "تخدم الاحتلال في مساعيه لإظهار نفسه بالصديق للعرب وليس احتلالًا يدنس الأراضي الفلسطينية".

وندد الناشطان بشدة، بزيارة الوفد الإعلامي من دول المغرب العربي، مؤخرا، للكيان الإسرائيلي، معتبرين "أن الشعوب العربية يجب أن تلفظ من يقومون بهذه الأعمال التطبيعية التي لا يمكن القبول بها تحت أي ظرف من الظروف".

وكان وفد إعلامي من تونس والجزائر والمغرب، زار قبل أيام، دولة الاحتلال تلبية لدعوة من وزارة الخارجية في حكومة الاحتلال، للتعرف على (إسرائيل) الحقيقية كما ادعت.

وقال الناشط في مجال مقاومة التطبيع ومقاطعة الاحتلال د. مازن قمصية، إن تلبية الصحفيين المغاربة للدعوة يخالف الإجماع الشعبي والمؤسساتي في الدول العربية والقاضي بمقاطعة وعدم التعامل مع دولة الاحتلال أو من يرتبط بها.

وذكر قمصية لصحيفة "فلسطين"، أن حكومة الاحتلال تعمدت فضح هؤلاء بنشر صورهم خلال الزيارة، وهم في مقراتها ومؤسساتها من أجل الإيحاء بأن الشعوب العربية باتت تقبل فكرة التطبيع والزيارات المتبادلة.

ونوه قمصية في ظل هذه الموجة التطبيعية الخارجة عن قيم الأمة العربية، إلى أن حركة المقاطعة للاحتلال تنتشر بشكل واسع في باقي العالم وخاصة الغربية، مؤكدا أن رقعة المتعاطفين مع القضية الفلسطينية تتسع يوما بعد يوم.

وذكر أن محاربة التطبيع تعد من أدوات مساندة الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، وأن "عدم التطبيع مع المحتل سيؤدي على المستويين الداخلي والخارجي حتما إلى هدم نظام الاحتلال العنصري رغم محاولاته اليائسة لتلميع صورته البائسة".

وشدد الناشط ضد التطبيع على أن ثمار حملات المقاطعة ونبذ الاحتلال بدأت تؤتي أُكُلها من خلال تراجع نسبة قبول منتجات الاحتلال في الكثير من مناطق العالم، إضافة إلى إحجام الشركات والمؤسسات الاقتصادية عن التعاون مع شركات إسرائيلية تعمل في مجالات مختلفة.

وحذر قمصية من تخطيط حكومة الاحتلال للتغلغل في الدول العربية من خلال إغراء مجموعات محددة بزيارتها، مؤكدا أن هذه المساعي لن تفلح في طمس التعاطف والمساندة العربية للقضية الفلسطينية.

ورأى أن اتفاقية أوسلو للتسوية التي تم توقيعها في عام 1993 أصبحت مدخلا للبعض ممن يود التطبيع مع الاحتلال من خلال الادعاء بأن الفلسطينيين باعتبارهم أصحاب القضية قد تصالحوا مع الاحتلال، وعليه فلا يمكن منع باقي الشعبة العربية من فعل ذلك، وهو منطق مريض مشؤوم كما يؤكد قمصية.

تطبيع خطير

من جهته، رأى رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان د. رامي عبده، أن (إسرائيل) تسعى بشكل محموم لتعزيز شرعية الاحتلال من خلال إبراز حالة التزاور التي يقوم بها بعض الأفراد من دول عربية.

وذكر عبده لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال يريد تشجيع التطبيع من خلال مفاهيم براقة ومشهورة "كالعمل على نشر السلام والتسامح ومحاربة الإرهاب"، مشددا على أن هذه المصطلحات "معسولة بالسم ومن يقوم على خدمتها وتقبلها هم أفراد يخدمون المحتل أيما خدمة".

وأوضح أن دولة الاحتلال تعمل بشكل مركز على الهيئات والمؤسسات غير الرسمية في الدول العربية، معتبرًا أن هذ التطبيع الأهلي والشعبي هو أخطر من التطبيع الرسمي على مستوى المسؤولين وإن كان كلا الأمرين مصيبة وطنية وأخلاقية.

وحذر عبده من أن استمرار هذه الخطوات التطبيعية من قبل أفراد عرب –على قلتها مقارنة بأعداد الشعوب العربية- سيؤثر سلبًا في حالة التعاطف الغربي مع الشعب الفلسطيني والتي تتصاعد يوما بعد يوم وخاصة في شعوب الدول الأوروبية والأمريكيتين.

ولفت إلى أن استمرار منع التطبيع يساعد في دعم حركة المقاطعة الدولية لدولة الاحتلال التي تعد من الأسلحة المهمة التي تستفيد منها التجربة النضالية للشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أنها باتت معروفة ومقبولة على الصعيد الشعبي والمؤسساتي في غالبية دول العالم.

وذكر أن قائمة المقاطعين للاحتلال والرافضين للتطبيع تشتمل على فئات مختلفة الأعمار والمستويات الاجتماعية والاقتصادية، فهي تحتوي قائمة طويلة من الفنانين والأدباء والأكاديميين، والعديد من النقابات العمالية والاتحادات الطلابية والجامعات والجمعيات.

ودعا عبده كافة شعوب الدول العربية والصديقة إلى تجريم التطبيع وتبني استراتيجية المقاطعة لـ(إسرائيل)؛ حتى يرتدع وتنهي نظام الاحتلال والتمييز العنصري بحق الفلسطينيين، مطالبا بضرورة توسيع قاعدة العمل والتعاون مع كافة الأحزاب والمؤسسات الدولية على قاعدة التضييق على الاحتلال ومحاولة إسقاطه شعبيا.