السياقة في أجواء المنخفضات وفي أثناء هطول المطر، بالتأكيد لا تماثل القيادة في أجواء معتدلة ومشمسة، ففي وقت المطر قد تكون الرؤية ضبابية، والأرض زلقة بفعل المياه، إضافة إلى علاقة العشق المتبادلة بين تكثف بخار الماء وبين الزجاج الأمامي للسيارة، وهذا يعني ارتفاع نسبة حوادث الطرق.
ويشدد مفتش تحقيقات حوادث الطرق في قطاع غزة العقيد فهد حرب على أن النصائح تكون بالدرجة الأولى لسائق المركبة، في جميع أحوال القيادة وخاصة مع هطول الأمطار وامتلاء الطرق بالمياه، موضحًا أن أولى النصائح هي عدم الإفراط بالسرعة لكونها المسبب الأول لحوادث الطرق.
ومن النصائح –كما يقول حرب لصحيفة "فلسطين"- الالتزام بالأنظمة والقوانين المعمول بها، والالتزام بالقوانين المرورية، وعدم مخالفتها، والتخفيف من السرعة والتمهل، وإعطاء حق الأولوية لقاطع الطريق والمشاة خاصة في مناطق المدارس والأسواق ومناطق عبور المشاة.
وينبه إلى أن النصائح ليست فقط مخصصة للسائقين بل تمتد لأولياء الأمور على وجه الخصوص ولجميع المواطنين على وجه العموم، من ذلك: أهمية عدم ترك الأولاد عرضة لحوادث الطرق، لكون العدد الأكبر من ضحايا حوادث الطرق هم من الأطفال.
وينصح مفتش تحقيقات حوادث الطرق الأهل بعد ترك الأطفال في الشارع دون رقابة، فحسب الإحصاءات حتى 11 فبراير/شباط الجاري، رصدت إدارة المرور وفاة سبعة أطفال بحوادث السير كان منها وفاة لطفل عمره ثلاث سنوات بعد مكوثه في العناية المركزة عدة أيام، وفي عام 2019 ما يقارب 48 حالة وفاة لأطفال من أصل 65 حالة.
ويقول: "الطفل الصغير لا يعي خطورة المركبات المتحركة، ولا شاحنات المياه أو باصات توصيل الأطفال، لذا لا بد أن ينتبه الأهل لهم"، موجهًا دعوة لسائقي المركبات المخصصة لنقل الأطفال (الروضة والمدارس) بضرورة التأكد من دخول أو نزول الطفل من المركبة، والتأكد من استلام الطفل من أحد ذويه وعدم التهاون في الأمر.
ويشير حرب إلى أن أحد حوادث الطرق في 2020 كان لسائق مركبة من نوع فلوكس أنزل الطفلة من الباب الأيمن ووقعت في أثناء النزول، لكن السائق تحرك فورًا دون التأكد من سلامتها ومشاهدتها، وبالتالي صعد العجل فوقها وأدى إلى وفاتها مباشرة.
ويضيف: "لا بد لكل سائق أن يكون حاصلًا على جميع الأوراق الثبوتية من رخصة قيادة ومركبة ووثيقة تأمين لتأمين علاج المصابين في حالة وقوع أي حادث لا قدر الله".
ولعابري الطريق نصيب من النصيحة، فيقول لهم: "تأكدوا من خلو الطريق في أثناء العبور، ولا داعي للاستهتار وقطع الطريق في أثناء وجود مركبات خاصة في أوقات الليل أو تساقط الأمطار، على أساس أن الرؤية تكون ضعيفة في مثل هذه الأوقات".
ويخلص إلى أن من مسؤولية السائق التأكد من سلامة المركبة سواءً ميكانيكيًا أو فنيًا، والتأكد من سلامة الزجاج الأمامي والخلفي للمركبة، ووجود مساحات زجاج سليمة في المركبة، والابتعاد عن الحفر قدر الإمكان لأنها تكون خطيرة جدًا وقت الأمطار.