فلسطين أون لاين

هل الفشل مقدمة للتلذذ بـ"طعم النجاح"؟

...
906600-الخوف-من-الفشل-12.png
غزة/ مريم الشوبكي:

 

عند الإقدام على اتخاذ قرار معين أو الدخول في مشروع جديد أو توسيع آخر، يحتاج الأمر إلى كثير من الشجاعة، لكن إذا تملك الخوف صاحبه يمنعه من النجاح أو الارتقاء في حياته.

الخوف من الفشل هل يمكن إدارته والتعامل معه؟، هذا السؤال يجيب عنه رئيس قسم الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين في الإدارة العامة للصحة النفسية إسماعيل أبو ركاب، بقوله: "إن الفشل هو خبرة سلبية صادمة وغير متوقعة حصلت للشخص في مرحلة من حياته، ويخشي تكرارها في المستقبل".

ويوضح أبو ركاب لصحيفة "فلسطين" أن الخبرة الصادمة تكون بمنزلة مثير شرطي عند التفكير في أمر معين، قبل اتخاذ القرار يصاب الشخص بالإحباط والتوتر والقلق من عدم القدرة على القيام بمهمة معينة، أو اتخاذ قرار، والمشكلة هنا أن الإنسان بطبعه يعمم الخيارات السيئة، فمثلًا الشخص الذي رسب في مادة في المدرسة يبقي لديه هاجس الرسوب في الدراسة.

لماذا نخاف الفشل؟، يقول أبو ركاب: "لأننا البشر نميل دائمًا إلى الكمال واللذة وتجنب الألم، ونبحث عن المتعة والنجاح، ونتجنب الشعور بالفشل، ونحن مبرمجون على الابتعاد عن أي خبرة سيئة في حياتنا، وربما لم نكن على القدر الكافي من الثقة بالنفس للمواجهة وتحمل العواقب والمغامرة مرة أخرى".

ويؤكد أبو ركاب أن كثيرًا من الآباء يضغطون على أبنائهم بل يعاقبونهم على الفشل في المدرسة، أو إذا قل مستواهم عما يتوقعونه منهم لا ما يتوقعونه هم من أنفسهم ولا على حسب قدراتهم.

ويشير إلى أن الأمر يتعدى إلى اتخاذ كل إجراءات العقاب للمحافظة على المستوى الدراسي، على أساس أن الدرجات التي يحصل عليها الابن هي الهدف الذي يسعى له الوالدان، دون النظر إلى ما يترتب على ذلك من خوف الطفل من الفشل.

ويلفت أبو ركاب إلى أن الأهل يعدون الفشل نهاية الحياة، ولا يقتصر الأمر على الدراسة، ولكن يتعداه عندما يكلف الوالدان الطفل بأشياء أكبر من استطاعته ويرفعون من حجم التوقعات، كل ذلك يجعل هاجس الخوف من الفشل مزروعًا بداخل الأطفال بل يقلل من شعورهم بالأمان.

ويقول: "هناك مقولة تربوية مفادها أنك إذا أردت أن يثق ابنك بنفسه فأعطه الثقة، هذا المفهوم يلخص دور الآباء في تدريب الطفل على المواجهة وعلى مواجهة أمور الحياة، فإعطاء الطفل الثقة للشراء من البقالة مثلًا يكسبه القدرة على التفاوض والقدرة على الإدارة، ويزيد الثقة بالنفس، ويقلل الخوف، هذا مثال على الكثير من الأعمال التي من شأنها تقليل فكرة الخوف من الفشل، لأنها تزيد من الخبرات، وتزيد من الثقة بالنفس".

والتعامل مع الفشل يكمن في خطوات عدة، يضيف أبو ركاب : "تقبل الفشل هو أمر من الأمور الإيجابية عند الإنسان، بمعنى أن الذي يعمل ويجتهد هو فقط من الممكن أن يفشل".

ويكمل: "لولا الفشل لما شعر الإنسان بلذة النجاح، ولو اعتمد الجميع هذه القاعدة لتقبل الإنسان الفشل كما يتقبل النجاح، ولو تتبع كل شخص سيرة العلماء والأدباء والمخترعين لوجدنا أن الفشل هو الركيزة الأولى والدافع الأول".