قائمة الموقع

تفاقم أزمات اللاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري

2020-02-26T09:02:00+02:00
جانب من القصف المستمر على الشمال السوري (أ ف ب)

ما بين القصف الجوي المتواصل على مناطقهم واحتدام المعارك بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة، وخلو اليد من المواد الإغاثية، يعيش اللاجئون الفلسطينيون النازحون إلى الشمال السوري ظروفًا إنسانية قاسية، مع تخلٍّ واضح للمنظمات الدولية والإنسانية عن دورها تجاههم.

وقال أيمن الغزي المدير التنفيذي للمشاريع الإنسانية في هيئة فلسطينيي سوريا، الذي يعمل في الشمال السوري، إن المعارك على الأرض واستهداف النظام مناطقَ الشمال التي نزح إليها اللاجئون، شكلت منذ نحو شهرين معضلة حقيقية، وأوجدت ظروفـًا إنسانية قاسية جدا لا يمكن حصرها.

وأوضح الغزي لـ"فلسطين" أنّ أكثر من 200 عائلة فلسطينية نزحت في الآونة الأخيرة من مناطقها في الشمال تجاه المناطق القريبة من الحدود التركية أقصى الشمال، تفاديًا للقصف والاستهداف المتواصل.

وأضاف: "هذه الأعداد النازحة للمناطق القريبة من الحدود التركية تزيد كل يوم، وأكثر ما يُبقي العائلات المتبقية قلة ذات اليد المادية"، مشيرًا إلى أن العائلات الفلسطينية التي كانت تقيم في مناطق معرة النعمان وسراقب وأريحا ونش والفوعة، جميعها نزحت من هذه المناطق إلى مناطق أخرى.

وشدد على أن التهجير وانتقال العائلات لمناطق أخرى معركة من المعاركة القاسية التي تفرض على اللاجئين، ففي كل مرة تبدأ رحلة البحث عن المأوى من استئجار بيوت أو العيش في الخيام.

ولجأ إلى مناطق مدن الشمال السوري ما يقارب 1500 عائلة فلسطينية، هَجرت من مخيماتها في المدن السورية جنوبًا، وذلك بعد تسويات جرت بين الفصائل المعارضة والنظام السوري.

وأفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أخيرًا بأن قرابة 40% من اللاجئين الفلسطينيين لا يزالون مهجرين داخل سوريا، حيث لم يستطيعوا مغادرة البلاد، إلى جانب الآلاف الذين تمكنوا بالفعل من المغادرة منذ تصاعد الأزمة السورية وحملات قصف النظام السوري والروسي والأعمال القتالية بين النظام والمعارضة.

الأمن الغذائي

وقال مدير مركز "توثيق" اللاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري، محمد بدر، إنّ مشكلة الأمن الغذائي من أكثر الإشكالات التي تواجه النازحين إلى مناطق الشمال، حيث تقف هذه المسؤولية على مؤسسة تركية واحدة.

وأشار بدر لـ"فلسطين"، إلى أن مؤسسة تركية تتكفل بتوزيع سلة غذائية كل أسبوعين تقريبًا على كل عائلة، إلا أنها وعلى أهميتها توزع على مناطق ثابتة، كالمخيمات، في حين أن المعارك والقصف عملت على نزوح آخر من هذه المناطق لمناطق مختلفة، فتفقد هذه العائلة المعونة المقدمة لعدم معرفة عنوانها.

ونبه إلى أن الغذاء وعلى أهميته في وقت النزوح وعدم امتلاك العائلات من أمرها شيئا، إلا أن معضلة أخرى قاسية تواجه العائلات النازحة وهي عدم توافر المأوى والخيام بعد النزوح، وقد لوحظ هذا الأمر بشكل خاص للنازحين إلى مناطق الحدود التركية، أياما عدة وهم تحت الأمطار والثلوج بلا ساتر.

وشدد بدر على أن الحياة والمعاناة القاسية من قلة المأوى وانعدام الأمن والغذاء يأتي كله وسط تخلٍّ من وكالة "الأونروا عن دورها تجاه اللاجئين الفلسطينيين النازحين، وعدم قيامها بأي مسؤوليات ولو بالحد الأدنى من المطلوب.

وأكمل: "اللاجئون لا يفهمون هذا التقصير والإهمال والترك من الأونروا، إلا أنه شيء مقصود، فلا مبرر يحول دون أن تقدم المساعدات لادعاءات أمنية، في وقت تصل بعض المساعدات من أقصى دول أوروبا".

ودعا بدر "الأونروا" إلى تحمل مسؤولياتها، والوقوف إلى جانب اللاجئين في محنتهم في الشمال السوري، متسائلا: "ما الذي تغير على اللاجئ إن كان يعيش وسط سوريا أو شمالها لتوقف الأونروا أعمالها تجاهه؟!".

اخبار ذات صلة