قائمة الموقع

الشتاء يفاقم أزمات المواصلات ويعطل حياة المواطنين في غزة

2025-12-29T08:31:00+02:00
تفاقم معاناة أهالي غزة جراء الأمطار الشديدة وسط انهيار للبنية التحتية
فلسطين أون لاين

مع دخول فصل الشتاء وهطول الأمطار بغزارة، بات التنقل عبر المواصلات العامة في شوارع قطاع غزة مهمة مرهقة ومحفوفة بالمخاطر، في وجود الدمار الذي لحق بمعظم شوارع القطاع، من جراء حرب الإبادة التي شنها جيش الاحتلال على مدى أكثر من عامين.

وكشف هطول الأمطار عن مدى التدمير الذي لحق بالشوارع والطرقات، إذ لا يخلو طريق من حفر عميقة ومياه راكدة وأكوام من الركام، وهو ما يضيف فصلاً آخر من فصول المعاناة في غزة.

وفي شوارع ترابية ومدمرة تجوب غزة يومياً آلاف المركبات شبه التالفة والتي تجر عربات بدائية جرى ربطها بغية حمل أكبر عدد ممكن من الركاب، وسط غياب لأدنى مقومات السلامة.

وزادت الأمطار الوضع صعوبة وخطورة على المواطنين، واضطر كثير منهم للسير مشياً على الأقدام لمسافات طويلة من أجل الوصول إلى مبتغاهم، فيما لم يتردد آخرون في إلغاء أو تأجيل تنقلهم إلى حين تحسن الأحوال الجوية.

معاناة كبيرة

ويشير المواطن خالد الحولي (39 عاما) إنه بات يحسب ألف حساب للانتقال من مدينة خان يونس جنوبي القطاع إلى مدينة غزة بسبب تردي أحوال الشوارع والخطر الذي يحدق بالركاب، علاوة تعرضهم للرياح والأمطار طوال الطريق واتساخ ملابسهم بالطين والمياه.

ويقول الحولي لـ "فلسطين أون لاين": "طبيعة عملي تحتّم عليّ التوجه مرتين في الأسبوع على الأقل من مدينة خان يونس إلى غزة والعودة في ذات اليوم، وبالعادة تكون الرحلة شاقة وتحتاج إلى عدة ساعات، بعد أن كانت لا تتطلب قبل الحرب أكثر من 30 دقيقة".

أما المواطنة تسنيم محمد التي تتنقل بين وسط وشمال غزة، فتقول: "المسافة بين دير البلح وعزة لا تتجاوز ١٧ كيلومتراً، تستغرق في الوضع الطبيعي ٢0 دقيقة، في مواصلة مباشرة، اليوم تستغرق هذه المسافة من ساعة ونصف إلى ساعتين، مع سير كيلومترين على الأقل مشياً على الأقدام".

وتضيف: "بالإضافة إلى الوقت الطويل والمشي سيراً على الأقدام، تتطلب أي رحلة ركوب ثلاثة أنواع على الأقل من المواصلات البدائية، في طرق مليئة بالركام والحفر والمياه العادمة والطين وبرك تجمع مياه الأمطار، فيضيع منك نهارك في الذهاب والإياب، وتعود بمحفظة فارغة من تكلفة الأجرة التي تضاعفت ٧ مرات".

المشي بدل المركبات

ولا تختلف المعاناة في المواصلات داخل مدينة غزة، التي تعرضت معظم أحياؤها لدمار واسع خلال حرب الإبادة، ويفضّل الكثير من المواطنين فيها السير على أقدامهم لساعات طويلة للذهاب إلى وجهاتهم.

ويقول محمد أبو قينص (44 عاماً) إنه يسير يومياً لمسافات طويلة للذهاب إلى مكان عمله كحارس لأحد الأبراج السكنية التي نجت من تدمير الاحتلال خلال الحرب، مبيناً أن ذلك أفضل بكثير بالنسبة من ركوب العربات المتداعية وغير الآمنة.

وبيّن أبو قينص الأسباب الأخرى التي دفعته لتفضيل المشي على ركوب العربات قائلاً لـ"فلسطين أون لاين": "بسبب وعورة الطرق وضيقها والركام والزحام فيها تسير العربات ببطء شديد، كما أن تكلفة المواصلات أصبحت فوق طاقتي، لذلك اختار التوجه إلى عملي سيراً على قدماي".

ودمّر جيش الاحتلال خلال حرب الإبادة أكثر 70% من مركبات غزة بشكل كلي أو جزئي، بحسب وزارة النقل والمواصلات، وهو ما دفع إلى الشوارع الكثير من المركبات المتهالكة والتي تشكّل خطراً كبيراً على المواطنين.

وتحتاج تلك المركبات إلى إصلاحات مستمرة وقطاع غيار جديدة، أصبحت باهظة الثمن وقليلة جداً بفعل منع الاحتلال إدخالها إلى غزة، رغم وقف إطلاق النار منذ نحو شهرين.

ووفقاً ببلديات محافظة شمال قطاع غزة، فقد دمّر الاحتلال أكثر من 150 كيلومتراً من الطرق خلال حرب الإبادة في المحافظة وحدها.

اخبار ذات صلة