فلسطين أون لاين

بين التصعيد والتهدئة تصعيد في غزة

 

التصعيد هو الأصل في العلاقة بين المحتلين وأصحاب الأرض، والتهدئة استثناء، وهذه هي المعادلة القائمة بين المقاومة في قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي، حيث بلغت جولات التصعيد في العامين الماضيين 13 تصعيداً -وفق الإعلام الإسرائيلي- انتهت بالهدوء، رغم تنامي المقاومة، وتصاعد القوة الفلسطينية بين تصعيد وتصعيد.

التهدئة التي يتم التوصل إليها من خلال الوسطاء الدوليين والعرب ليست نهاية المطاف، هي فترة انتقالية بين تصعيد وتصعيد آخر، وهذا ما يعرفه سكان قطاع غزة بالتجربة، وهذا ما يمارسه الأعداء المحتلون بالطبع، ليكون الحكم في استمرار معادلة التصعيد والتهدئة هو التوازن القائم على قدرة التحمل من ناحية، والقدرة على الضغط من ناحية أخرى، وقد دللت أيام التصعيد الماضية أن للشعب الفلسطيني قدرة تحمل تفوق أضعافًا مضاعفة قدرة المحتلين، وأثبتت الأيام أن للمقاومة ألف طريقة وطريقة لنقل الوجع من ساحات غزة إلى ساحات تل أبيب، وهذا الذي يفرض على الإسرائيليين التهدئة، والبحث عنها في قطر والقاهرة وأوروبا.

إن عدم القدرة على الحسم، وعدم القدرة على فرض منطق القوة، وعدم قدرة الإسرائيليين على الانتصار الناجز ضد مقاومة غزة أضحى من الحقائق التي فرضت على الاحتلال أن يتعايش مع المقاومة رغم أنفه، وفرضت عليه أن يفتش عن حلول لهذه المقاومة العنيدة لا تنسجم مع السياسة الإسرائيلية المألوفة، والتي تقوم على قاعدة، ما لا يأتي بالقوة، سيأتي بمزيد من القوة.

غزة تدربت على درس القوة، ونزلت إلى ملعب الندية، وقالت للمحتلين الصهاينة: إن عدتم عدنا، وإن زدتم زدنا، لتطفو على سطح الأحداث معادلة صاروخ بصاروخ، ودم بدم، وإرهاب بإرهاب، عملاً بقول الشاعر العربي التونسي أبي القاسم الشابي:

لا عدل إلا إن تعادلت القوى، وتصادم الإرهاب بالإرهاب

ساعات قادمة، ربما يوم أو اثنان وتنتهي موجة التصعيد الراهنة، لتبدأ مرحلة من التهدئة التي تهيئ الأرض لموجة تصعيد قادمة.

ملحوظة: دون مقاومة لا حضور لقضيتكم، ولا قيمة لقيادتكم؛

المقاومة حياتكم أيها الفلسطينيون، وأنفاس وجودكم!